رغم الدعم العسكري.. مواجهة "داعش" تشق الصف الليبي

الخميس 21/يوليو/2016 - 11:40 ص
طباعة رغم الدعم العسكري..
 
لا زال الوضع الليبي يشهد ارتباكًا غير طبيعي، فما بين محاربة التنظيم الإرهابي داعش وكذلك الصراع الدائر بين الطرفين المتنازعين على السلطة، تغرق ليبيا في الفوضي، فكلتا الأزمتين أحدثتا انشقاقًا كبيرًا داخل البلاد، جعلَ لكل طرف أهدافًا ومصالحَ خاصة بعيدًا عن مصالح البلاد.
رغم الدعم العسكري..
فمن ناحية الحكومة المعترف بها دوليا في الشرق والمدعومة بالجيش الليبي بقيادة خليفة حفتر، تسعي إلى الإمساك بزمام الأمور وحدها دون تدخل لأى طرف آخر حتى في مواجهة الإرهاب، وترفض منح الثقة لحكومة الوفاق حتى الآن.
ومن ناحية أخرى فإن حكومة الوفاق المدعومة أمميًا ودوليًا، تسعي أيضا للانفراد في القضاء على التنظيم الإرهابي "داعش"، وغير معترفة بحكومة الشرق، حتى أصبحت تتخذ القرارات وتطبقها في محاولة منها لفرض سلطتها على البلاد.
ويرى محللون أن القوات الأجنبية موجودة في غرب ليبيا بهدف الدعم اللوجيستي والمساعدة في المجال الاستخباراتي والقتال مع قوات "البنيان المرصوص"، الموالية لحكومة الوفاق الوطني.
وكانت ذكرت بوابة الحركات الإسلامية في تقرير سابق لها، أن سرعة سقوط مدينة سرت ومحيطها في أيدي القوات الحكومية، وراءها دعم عسكري سري، تقدمه الدول الغربية للقوات الحكومية.
 وكانت كشفت بعض التقارير عن وجود قوات فرنسية تعتمد على بعضها القوات العسكرية الليبية في المجال الاستخباراتي وهو ما أكدته سابقا القيادة العامة للجيش.
ويذكر أن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند أعلن أمس الأربعاء 20 يوليو 2016، أن ثلاثة من الجنود الفرنسيين قتلوا بعدما اسقطت طائرة هيلكوبتر كانوا على متنها أثناء تأديتهم لمهامهم ضمن عملية "بالغة الخطورة" بمدينة بنغازي الليبية.
وكانت وزارة الدفاع الفرنسية أكدت على لسان المتحدث باسمها ستيفان لوفول لأول مرة وجود عناصر من القوات الخاصة الفرنسية في ليبيا.
وقبل ذلك، أوردت وكالة الأسوشييتد براس للأنباء يوم الثلاثاء أن مسئولين ليبيين ذكروا أن مسلحين تابعين لأحد الفصائل الإسلامية أسقطوا الطائرة الفرنسية.
وقالت مصادر: إن العسكريين الثلاثة من القوات الخاصة كانوا في مهمة خاصة في ليبيا، وأن وجودهم هو لضمان أن فرنسا مستعدة وجاهزة في مجال مكافحة الإرهاب، الأمر الذي يؤكد على وجود قوات عسكرية خاصة في البلاد.
رغم الدعم العسكري..
وتشهد مدينة سرت الليبية معارك طاحنة للقضاء على التنظيم الإرهابي، لكن التهديد يكمن في أن مسلحيه الإرهابيين سيعيدون انتشارهم في أشكال أخرى، وسيزيدون الوضع تعقيدًا.
ويرى مراقبون أن معركة داعش سوف تكون الأخيرة، ولن تكون في المستقبل محافظة على شكلها الحالي الذي أصبح شكلًا تقليديًّا في تجميع الجيوش والفصائل من حول المدينة التي يسيطر عليها التنظيم للقيام بعملية اكتساح شاملة، تمامًا كما يحدث في العراق مع مدينة الفلوجة.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون: إن الضغوط التي تمارس مؤخرا على داعش تدفع عناصر التنظيم الإرهابي إلى نقل وإعادة التجمع في خلايا أصغر وأكثر انتشارا جغرافيا، عبر ليبيا وفي الدول المجاورة.
وكانت ذكرت بوابة الحركات الإسلامية في عدة تقارير لها أن مدينة سرت التي تبعد 450 كيلومترًا إلى الشرق من طرابلس، أصبحت أكبر معقل للتنظيم خارج مناطق سيطرته في العراق وسوريا. 
واستولى التنظيم على سرت منذ أكثر من عام، مستغلين الحرب التي دارت بين فصائل ليبية للسيطرة على الأراضي لتفرض رؤيتها المتشددة على المدينة.
ويرى الأكاديمي والمحلل السياسي الليبي أحمد العبود، أن المجتمع الدولي تخلى عن ليبيا بعد إسقاطه نظام القذافي، ولم يساعد ليبيا في بناء الأجهزة الأمنية الليبية، بل على العكس الجيش الوطني الذي يحارب الإرهاب عوقب من خلال المجتمع الدولي بحظر التسليح، والمجتمع الدولي يعمق الأزمة في ليبيا، وهو مسئول مسئولية كاملة عما يحدث الآن في ليبيا وأتخوف أن يكون ذلك مقصودا لأطماع مستقبلية.
وأشار المراقبون إلى أن كتلة مهمة من النواب ما تزال رافضة لمسألة إضفاء الشرعية على حكومة الوفاق رغم الضغوط الداخلية والخارجية التي تمارس عليهم، وعلى رئيس البرلمان عقيلة صالح.
وتعتبر مؤسسة الجيش وقائد القوات المسلحة الفريق أول خليفة حفتر نقطة الخلاف بين البرلمان وحكومة الوفاق التي تريد تعويم المؤسسة العسكرية وإغراقها بالثوار الذين كانوا ينشطون تحت لواء ميليشيا فجر ليبيا.
ويرى مراقبون أن قوات حكومة الوفاق الوطني في طرابلس هي التي ستفوز بسباق تحرير مدينة سرت، على حساب قوات الجيش التابع للحكومة المؤقتة في طبرق، والتي يقودها الفريق خليفة حفتر.
رغم الدعم العسكري..
وكان الطرفان قد أعلنا عن الشروع في عملية عسكرية لتحرير مدينة سرت من قبضة التنظيم الإرهابي داعش، وجاءت المبادرة من قوات الجيش الليبي  قبل أن تليها حكومة الوفاق، التي أنشأت غرفة عمليات خاصة بهذا الغرض.
ويرى مراقبون أن حفتر أراد عبر المبادرة بإعلان الحرب على "داعش" جر القوات الحكومية في طرابلس وكتائب مصراتة إلى مستنقع سرت، لاستنزاف قواتها وتكبيدها خسائر فادحة؛ ما قد يسهل مهمة جيشه في حال تحركه بالفعل نحو سرت.
ووفق بعض التحليلات، فإن خليفة حفتر كان يريد نصب فخ لكتائب ثوار مصراتة والميليشيات المتحالفة وإدخالها في أتون حرب أهلية، خاصة أن القبيلتين الرئيستين في منطقة سرت هما: قبيلة الفرجان التي يتحدر منها حفتر نفسه، وقبيلة القذاذفة التي يتحدر منها الزعيم الراحل معمر القذافي.
وبدأت قوات الوفاق الموالية لحكومة الوفاق الليبية، شن عملية  "البنيان المرصوص" في مارس الماضي بهدف استعادة مدينة سرت 450 كلم شرق طرابلس من أيدي تنظيم داعش بعدما خضعت لسيطرته لأكثر من عام.

شارك