ارتباك التحالف الدولي.. يهدد عملية تحرير "منبج" السورية
الخميس 21/يوليو/2016 - 04:45 م
طباعة
مع مواصلة مساعي قوات سوريا الديمقراطية، لتحرير مدينة "منبج" السورية من قبضة التنظيم الإرهابي "داعش"، باتت الأوضاع مرتبكة للغاية في ظل عدم تحقيق الهدف لدي القوات السورية؛ حيث تزداد نفوذ التنظيم الإرهابي داخل المدينة.
وكانت ذكرت بوابة الحركات الإسلامية في تقرير سابق لها، أن مدينة منبج السورية تعد من المدن المهمة في الشمال السوري؛ وذلك لأنها تعد طريقًا استراتيجيًّا يربط بين معقل تنظيم الدولة "داعش" في الرقة وطريق إمداد رئيس للتنظيم وقاعدة لاستقبال المقاتلين الأجانب للتنظيم وتدريبهم وتصديرهم للخارج، بالإضافة إلى موقعها الجغرافي الحساس القريب من الحدود الشمالية مع تركيا، وهو الأمر الذي يشكل في حال خسارة "داعش" لها أزمة كبيرة للتنظيم الدموي، وينهي نفوذه في الشمال السوري ومنطقة حلب بالكامل.
وبجانب قوات سوريا الديمقراطية، يواجهة التحالف الدولي بقيادة واشنطن صعوبة وارتباكا بالغًا في تحرير معاقل التنظيم الإرهابي المستميت علي الأراضي في شمال سوريا.
يأتي ذلك فيما قتل العشرات من المدنيين في المدينة في اليومين الماضيين بسبب تحصن عناصر التنظيم بالأحياء الآهلة بالسكان.
وكان الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية" دعا أمس الأربعاء، الائتلاف الدولي بقيادة الولايات المتحدة إلى "التعليق الفوري" لضرباته الجوية على تنظيم "داعش"، بعد معلومات عن سقوط عشرات القتلى المدنيين في هذه الضربات.
وجاء في بيان صادر عن هذا الائتلاف أن رئيسه "أنس العبدة وجه رسالة عاجلة إلى وزراء خارجية دول التحالف الدولي عقب المجازر المريعة التي وقعت يوم أمس في منبج (…) وطالب بالتعليق الفوري لعمليات التحالف العسكرية في سوريا ليتسنى التحقيق المستفيض في هذه الحوادث".
في نفس السياق، أمهلت قوات "سوريا الديمقراطية" الكردية تنظيم "داعش" الإرهابي 48 ساعة فقط للخروج من مدينة منبج، وقال بيان صادر عن المجلس العسكري لمنبج: إن هذه المبادرة لخروج عناصر "داعش" المحاصرين داخل المدينة بأسلحتهم الفردية جاءت حفاظًا على أرواح المدنيين داخل المدينة وعليها من الدمار.
وأشار البيان إلى أنه لم يتم تحديد جهة لخروج عناصر التنظيم الإرهابي وإنما يخرجون للجهة التي يريدونها، موضحًا أن المهلة المتاحة لذلك هي 48 ساعة فقط.
وكانت قوات "سوريا الديمقراطية" قد سيطرت خلال الفترة الأخيرة على العديد من الأحياء بمدينة منبج بريف حلب الشمالي الشرقي، وحاصرت قوات تنظيم "داعش" الإرهابي داخل المدينة.
كما تمكنت هذه القوات خلال شهر يونيو الماضي من دخول محافظة الرقة السورية بدعم جوي روسي- سوري.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان: إن ما لا يقل عن 56 مدنيًّا قتلوا، الثلاثاء، في ضربات جوية إلى الشمال من مدينة منبج المحاصرة، مضيفًا أن سكانًا يعتقدون أن الضربات نفذتها طائرات التحالف بقيادة الولايات المتحدة. وقال: إن بين القتلى 11 طفلًا، وإن هناك العشرات من المصابين.
وقتل 21 شخصًا، الاثنين، في ضربات يعتقد أنها للتحالف الدولي نفذها بمنطقة الحزاونة في منبج.
عدد من الكرديين قالوا: إن التنظيم الإرهابي نشر قناصة وزرعوا ألغامًا، ومنعوا المدنيين من المغادرة، وهو ما عرقل جهود قصف المدينة دون التسبب في خسائر بشرية كبيرة.
وقتل نحو 104 مدنيين على الأقل قتلوا في غارات جوية منذ بدء الهجوم على منبج في أواخر مايو.
وقال الكولونيل كريس جارفر، المتحدث باسم التحالف الأمريكي ضد داعش: "إن التحالف يدرس تقارير عن مقتل مدنيين لكنه يتوخى الحذر الشديد ليتأكد من أن الغارات لا تقتل سوى مقاتلي التنظيم".
وأبدى مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان قلقه إزاء 70 ألف مدني يعتقد أنهم محاصرون بين الأطراف المتحاربة في منبج.
وأعلن التحالف أنه نفذ أكثر من 450 ضربة جوية في منبج، ولافتًا إلى أن قوات سوريا الديمقراطية سيطرت على مركز قيادة داعش في غرب المدينة، الأحد الماضي.
وتتكبد داعش خسائر مادية ومعنوية فادحة؛ حيث تعد مدينة منبج طريقًا استراتيجيًّا يربط بين معقل التنظيم في الرقة وطريق إمداد رئيسي للتنظيم وقاعدة لاستقبال المقاتلين الأجانب له وتدريبهم وتصديرهم للخارج، وهو الأمر الذي يشكل خسارة كبيرة للتنظيم الإرهابي.