"هجمات ميونخ" و"قمع أردوغان" في الصحف الأجنبية
السبت 23/يوليو/2016 - 09:16 م
طباعة
اهتمت الصحف الأجنبية بالجرائم التى هزت ميونخ أمس، وتداعيات ذلك على أوروبا عامة، فى ظل انتشار مخاوف من تكرار هذه الهجمات، فى الوقت الذى تتسارع فيه وتيرة الانتقادات لقمع الرئيس التركى رجب طيب أردوغان لمعارضيه، إلى جانب تنامى حالات القتل بسبب الشرف فى باكستان.
جريمة ميونخ:
جريمة المانيا
من جانبها رصدت صحيفة "آي"، النسخة الورقية الصادرة عن الاندبندنت، تحليلا للكاتب توني باترسكون يرى فيه أن هجوم ميونيخ لابد أنه سيهز ألمانيا ويخرجها من عدم الاكتراث، التي تتعامل به حسب رأيه، موضحا أن ألمانيا تلقت تحذيرات وإنذارات كاذبة، ولكنها كانت بعيدة عن أي هجوم إرهابي كبير، حتى هجوم لاجئ أفغاني بخنجر على ركاب قطار، ليشعر الألمان بثقل الإرهاب.
أشارت الصحيفة إلى انه بالرغم من أن الحكومة كانت دائما تقول إن احتمال وقوع هجوم أكبر من عدم وقوعه، وأن البلاد ليست لها مناعة، إلا أن الألمان لم يمروا بالتجربة قبل ذلك، والتأكيد على أن هذه الهجمات، إذا ثبت أنها من تدبير تنظيم الدولة الإسلامية، فإنها ستؤثر حتما على السياسة في ألمانيا.
أوضحت الصحيفة أن فحزب البديل من أجل ألمانيا اليميني، ولكنه ليس بتطرف الجبهة الوطنية في فرنسا، استغل تهديد الهجمات الإرهابية، للمطالبة بعدم استقبال المهاجرين في البلاد.
كان الحزب قد حقق تقدما في انتخابات مارس هذا العام، وهو حاليا يسيطر على نسبة 14 في المئة من الناخبين، وينتقد سياسة المستشارة ، أنغيلا ميركل، التي سمحت بدخول أكثر من مليون شخص، بينهم لاجئون سوريون، إلى البلاد.
أشارت الصحيفة إلى أن الشعب الألماني، رغم كل ما حدث، فإنه سيبحث عن الأمن الذي توفره زعيمة مقتدرة مثل ميركل، التي تتقدم في استطلاعات الرأي، وسيلجأ إليها الشعب في الانتخابات ليجد الطمأنينة.
قمع أردوغان:
قمع اردوغان
فى حين اشارت افتتاحية صحيفة الديلي تلجراف فى تقرير لها بعنوان "حملة اردوغان "التطهيرية" تحول تركيا لدولة استبدادية.، وأكدت أن فرض الرئيس التركي رجب طيب اردوغان حالة الطوارئ في البلاد لمدة ثلاثة شهور وتعليق بعض التزاماتها بالمعاهدة الأوروبية لحقوق الإنسان، سيثير المخاوف حول الطرق الاستبدادية التي ينتهجها اردوغان عقب محاولة الانقلاب الفاشلة.
أوضحت الصحيفة أن "الأسبوع الماضي تعرض عشرات آلاف من الأتراك إما للاعتقال أو الإعفاء من مناصبهم، وشملت هذه القرارات القضاة والجنود وأساتذة الجامعات والضابط والمدرسين".، وأشارت إلى أنه "تم اعتقال آلالاف الأشخاص في خطوة للنيل من مؤيدي رجل الدين التركي الذي يعيش في منفاه الاختياري في الولايات المتحدة فتح الله غولن، المتهم بالتخطيط لهذا الانقلاب الفاشل".
ركزت على أن "اتباع أردوغان سياسة البطش لسحق معارضيه قد يشكل بعض القلق للأتراك العلمانيين الذين يمثلون 50 في المئة من أصل 70 مليون تركي".، ورأت الصحيفة أنه كلما استمر اردوغان في سياسة القمع، فستكون هناك صعوبة في تقبله كحليف لدى الدول الغربية، خاصة إذا ما استمر بتودده من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
شددت الصحيفة إن "وزير الخارجية الأمريكي جون كيري حذر تركيا بتعليق عضويتها من حلف الناتو في حال استمر الرئيس التركي بسياسته الحالية تجاه معارضيه".، مع التأكيد على أن "الخوف الحقيقي الآن يتمثل باستمرار تركيا بسياستها القمعية التي قد تتسبب بإدراج البلاد على قائمة الدول الإسلامية التي مزقتها الحروب الأهلية بسبب انتهاجها سياسة القمع".
الشرف فى باكستان:
جرائم الشرف فى باكستان تتزايد
من جانبها ركزت صحيفة الفايننشال تايمز على جرائم الشرف في الباكستان، ونشرت مقالا في هذا الصدد للكاتبة فاطمة بوتو تتحدث فيه عن تزايد جرائم الشرف في باكستان، وترى أن الهوس بالعار يقضي على المرأة في باكستان.
أكدت بوتو إن باكستان مهووسة بالعار، على الرغم من أن الأمة نفسها غارقة في الفساد بعد 69 عاما من الحكم العسكري، وسيطرة النخب الحاكمة على ثروات البلاد، بينما تراقب سلوك المواطن وطريقة عيشه وكلامه، والاشارة إلى جرائم القتل التي شهدتها باكستان في الفترة الأخيرة، بسبب قضايا الشرف، إذ يقتل الأخ اخته وتقتل الأم ابنتها، باسم دفع العار، وتبييض اسم العائلة.
أوضحت الصحيفة أن أهم ما يملكه الشخص في باكستان هو الشرف، وهو ما يجعله يقاوم من أجل العيش في نظام قاس، تسود فيه العصابات وأفراد الشرطة الفاسدين، وتغيب فيه الدولة لتحتم على المواطن أن يقوم بنفسه بمهمة معاقبة انتهاك الشرف، وذكرت أن 200 امراة قتلت هذا العام باسم الشرف، وهو ما جعل مريم شريف، ابنة رئيس الوزراء، نواز شريف، تقول إنه لابد من سن قانون يمنع جرائم الشرف.
أشارت الصحيفة إلى أن الحديث عن سن قانون لمكافحة جرائم الشرف في باكستان مجرد كلام، لأن القانون الباكستاني يجرم العنف ضد النساء، فما الذي يضيفه قانون جديد، إذ أن العنف ضد المرأة في شبه القارة الهندية عميق جدا ومتجذر في المجتمع ومسموح به على نطاق واسع.