"محمد إسماعيل المقدم" والدعوة السلفية
الثلاثاء 26/يوليو/2022 - 10:27 ص
طباعة
حسام الحداد
بعد اختفاء دام نحو 3 سنوات، لم يظهر خلالها إلا مرتين، منذ الإطاحة بجماعة الإخوان، فاجأ المؤسس التاريخي لمدرسة الدعوة السلفية، د. محمد إسماعيل المقدم، بالظهور العلني، مساء السبت 31 مارس 2016، وإلقاء درس ديني في أحد مساجد الدعوة السلفية بالعامرية، التي تعد مكان نفوذ وتمركز أساسي لسلفية الإسكندرية، وذلك بوجود الشيخ شريف الهواري، مسئول المحافظات بالدعوة، ومسئول لجنة فض المنازعات والحلول العرفية.
تحدث المقدم في هذا اللقاء عن معاني الوفاء في الإسلام، مثل وفاء الرجل مع أخيه، والوفاء أيام الجاهلية، وحول النبي عليه الصلاة والسلام، ووفائه لزوجته أم المؤمنين خديجة.
يُذكر أن درس المقدم هذا كان استثنائيًّا، بتنظيم الدعوة السلفية في العامرية، ولا يعد استئنافا لدرس الشيخ الأسبوعي السابق، والذي صادف انعقاده في نفس موعده القديم الخميس.
حيث إن الجمعية العمومية الأخيرة للدعوة السلفية، في يوليو 2015، قد عينت كلا من أحمد حطيبة، ومحمد إسماعيل المقدم، وأحمد فريد، مستشارين لمجلس الإدارة، بعد تجديد الثقة في مجلس الإدارة، والإطاحة بسعيد عبدالعظيم، نتيجة لمواقفه المخالفة لقرارات الدعوة.
كان «المقدم»، قد قرر اعتزال الظهور عقب ثورة 30 يونيو، تجنبا لطلب محبيه، رأيه في الأحداث، معتبرًا أن الأمر هو فتنة يجب اعتزالها، وفق ما ذكره مقربون منه في وقت سابق؛ حيث توقفت دروس «المقدم» بمسجدي حاتم والفتح بالإسكندرية، التي كان يلقيها يومي الأحد والخميس من كل أسبوع.
من هو المقدم؟
محمد إسماعيل المقدم (1952)، من مواليد الإسكندرية، ومؤسس الدعوة السلفية بها، إلى جانب آخرين مثل الدكتور سعيد عبد العظيم، والدكتور أحمد فريد، والدكتور ياسر برهامي.. وهو حاصل على بكالوريوس الطب والجراحة، ومن مشايخ الدعوة السلفية بمصر والعالم الإسلامي.. له العديد من المؤلفات بالإضافة إلى المحاضرات المسموعة والمصورة.
نشأ لأول مرة في جماعة أنصار السنة المحمدية، وعمل بالدعوة السلفية لأول مرة سنة 1972 م، ثم كان تأسيس المدرسة السلفية بالإسكندرية سنة 1977 م إذ ضم لها بعد ذلك كثيرًا من علماء الدعوة آنذاك.
وكان لنشأته لأول مرة وسط جماعة أنصار السنة المحمدية دورٌ في تعلقه بالدعوة منذ الحداثة. وقد كانت الدعوة السلفية في هذا الوقت ما تزال في بداياتها، وقد كان للدكتور المقدم الصدارة في قيادة العلم الدعوي في الثغر السكندري.
درس الطب في جامعة الإسكندرية في أوائل السبعينيات، وهناك التقى الشيخ أحمد فريد لأول مرة، وفي أثناء دراستهما في الجامعة كونا مع زملائهما فريقا للدعوة إلى منهج أهل السنة والجماعة، وكان الشيخ المقدم هو الذي يصنف الرسائل التي تنشر بين شباب الجامعة. وكان الشيخ أحمد فريد رفيقه الذي يُعنى بتأليف كتب الرقائق... وكانت هذه الكتب تطبع وتوزع على شباب الجامعة.
وكان مقر الدعوة في الخارج هو (مسجد عباد الرحمن).. وبمرور الوقت تكونت نواة "للدعوة" في الإسكندرية إبان تخرج هؤلاء الشباب، حيث عمل الشيخ محمد إسماعيل على نشر "الدعوة السلفية" في كل أنحاء مصر، وبخاصة في القاهرة العاصمة، فكان ينتقل إليها كل أسبوع لإلقاء درس في منطقة الطالبية حيث وجد أول تجمع سلفي واضح المعالم في القاهرة إبان فترة أواخر السبعينيات وأوائل الثمانينيات.. وكانت جهود الشيخ محمد إسماعيل مركزة على الدروس ذات البعد الحضاري والاجتماعي، مع اهتمامه بقضية المنهج السلفي وأساسياته.. ثم إنه طاف محاضرًا في الكثير من محافظات مصر والعديد من البلاد العربية، والأوروبية، والولايات المتحدة الأمريكية.
اشتهر المقدم بتناوله لكل قضايا العصر، فما من قضية تشغل الرأي العام إلا ويفرد لها محاضرة يتناول فيها القضية من الناحية الإخبارية تحليلًا وشرحًا، ثم يتعرض لحكم الشرع في القضية وعلاقة ما يطلق عليه الصحوة الإسلامية بهذه القضية، حتى تجاوزت شرائط دروسه التي تتناول كل قضايا العصر الألف شريط.
ركز المقدم على بيان ما وصفه بـ"ضلالات الشبهات الفكرية المعاصرة"، وأكد على ضرورة التمسك بالهوية الإسلامية، وذلك من منظور سلفي. وألف من أجل ذلك: (الهوية الإسلامية) و(بدعة تقسيم الدين إلى قشر ولباب) و(المهدي) و(خدعة هرم جدون)، ومن دروسه المسموعة في ذلك المجال: (طاغوت العلمانية) و(ثورة الغزالي على السنة). كما اهتم المقدم بقضية المرأة، وموقفها مما يوصف "بحملات التغريب والسفور".. ولأجل ذلك صنف الكثير من المؤلفات وألقى الدروس التي تناقش قضايا المرأة المسلمة، مثل كتاب عودة الحجاب بأجزائه الثلاثة، وسلسلة دروس (تحرير المرأة من البذر إلى الحصاد).
عرف عنه علاقته الجيدة بالجماعات الإسلامية في مصر، ولا يعرف أحد من الجماعات الإسلامية التي تخالف الشيخ تكن له أي بغض أو كراهية أو تحفظ، بل تعتبره رجلًا محل إجماع.. مثله مثل بعض الأعلام في الجماعات الأخرى.
رغم ذلك لم تخل حياة الرجل من المعارك الفكرية، فمن معاركه الشهيرة معركته مع العلمانيين حول حكم النقاب.
موقف "المقدم" من "النور" و"30 يونيو"
من المعروف أن الدعوة السلفية وحزب النور كانا من بين الفصائل السياسية المؤيدة لثورة 30 يونيو 2013، وأن الدعوة السلفية هي الفصيل الوحيد من فصائل الإسلام السياسي التي باركت 30 يونيو وخارطة الطريق في 3 يوليو من نفس العام، إلا أن انقسامًا حدث في صفوف هذه الدعوة؛ بسبب هذا الموقف، وكان من بين الرافضين لثورة 30 يونيو هو محمد إسماعيل المقدم، وقد كشف هذا الباحث والكاتب السياسي "أحمد فهمي" فقد نشر على موقع "مفكرة الإسلام" في 9 يناير 2014، تفاصيل بشأن موقف الدكتور محمد بن إسماعيل المقدم من الأحداث الأخيرة في مصر، وطريقة تعاطي حزب النور والدعوة السلفية "جناح برهامي" مع ما أسماه بالانقلاب وعزل الرئيس محمد مرسي.
وعزا فهمي المعلومات التي كشف عنها إلى "مصدر موثوق" حضر لقاءين خلال شهر رمضان الماضي، تحدث فيها الشيخ محمد إسماعيل عن موقفه من حزب النور والانقلاب.
وقال فهمي في تدوينة مطولة عبر حسابه على "الفيسبوك": "في منتصف شهر رمضان الماضي، حضر الشيخ محمد مجلسين أثناء أدائه للعمرة، وتحدث فيهما عن موقفه من الحزب والانقلاب، وقد حضر هذين اللقاءين عدد من أساتذة الجامعة والدكاترة الفضلاء، وأغلبهم متخصص في علوم الشريعة، كما شارك فيها قاض شرعي معروف..
أنقل هذه المعلومات عن أحدهم وهو حاصل على شهادة الدكتوراة في علوم الشريعة من جامعة الأزهر..
ولخص فهمي ما قاله الشيخ محمد في المجلسين مما يبين موقفه دون مواربة؛ حيث كتب يقول:
قال الشيخ: إن حزب النور ينتحر سياسيًّا، وإن الدعوة السلفية قد انحرفت بسبب المواقف الأخيرة..
- إنهم يكذبون عليَّ.. هكذا اتهم الشيخُ جناحَ برهامي، وذكر حادثة تتعلق بإشارة نادر بكار في لقاء متلفز- عشية الانقلاب- إلى بيان تصدره الدعوة عن الأحداث، وقال بكار أن الشيخ محمد هو أحد الموقعين على البيان، وهو ما لم يحدث، فاتصل الشيخ محمد على " برهامي" وقال له: يشق على أن أخرج وأكذب نادر بكار، فدعه يخرج ويكذب نفسه..
لكن بكار لم يفعل..
- يذكر الشيخ المقدم أنه لا يحضر اجتماعات للدعوة السلفية منذ أكثر من عام، كما رفض حضور اجتماعات مجلس الشورى..
- اتهمهم بأنهم يعطون تعليمات بعدم حضور الدروس التي يعقدها الشيخ عن غير طريقهم..
- قال الشيخ محمد إن ما حدث في 3 يوليو هو انقلاب عسكري صريح، وقد أشار إلى أنه سبق أن صرح بذلك وأنه عبر عن خشيته أن يعمنا الله بعذاب "لأننا خذلنا هذا الرجل الصالح".. يقصد الرئيس مرسي..
- أكد الشيخ أن الموقف الهجومي الذي اتخذه "جناح برهامي" ضد رئاسة مرسي، فيما يتعلق بالشيعة، كان موقفا سياسيا لا علاقة له بالعقيدة، ولهذا رفض أن يشارك في تلك الحملة..
- عندما سُئِل عن موقفه من اعتصام رابعة، قال أنه كان يرى النزول والمشاركة في الاعتصام، لكن بعد مذبحة الحرس الجمهوري، توقف عن الجهر بهذا القول لمن يسأله حتى لا يتحمل الدماء، لكنه مع ذلك لم يمنع أحدا من المشاركة في الاعتصام..
- قال له زوج ابنته الذي حضر اللقاء أن ما يُروج عن مواقفه عكس ما يقول تماما، فصُدِم الشيخ من ذلك.."
وأشار فهمي إلى أنه تأكد بنفسه "من صحة هذه المعلومات من مصادر أخرى"، مضيفًا: "ولكم أن تتخيلوا الموقف الحالي للشيخ بعد مذابح فض رابعة والنهضة، وبعد كارثة الدستور الانقلابي..".
وتابع الباحث السياسي: "ولا زلت معتقدًا أن الشيخ يجب أن يعلن تلك المواقف على الملأ ويبين الحقيقة بنفسه.. وأعلم جيدا أن عددا من أعضاء الدعوة السلفية يعترضون تماما على مواقف "جناح برهامي"، ويرفضونها، كما أعلم أيضا أن كثيرا منهم يشاركون في التظاهرات ضد الانقلاب، لكن المطلوب في هذه الأوقات أن يتخذوا موقفا أكثر علانية وصراحة، فإذا كان نصف أعضاء مجلس أمناء الدعوة السلفية – وهم المشايخ المؤسسون- يرفضون مواقف "جناح برهامي" وينكرونها، وإذا كان كثير من الأنصار، يوافقونهم على ذلك، فلماذا الصمت، وإلى متى؟..".
وشدد فهمي على أن "نشر هذه المعلومات ليس تكليفا من الشيخ، أو حكاية عنه، فلم ألتقِ به منذ عام تقريبا". موضحًا أن "الهدف من نشر هذه المعلومات هو إيصال الحقيقة إلى أعضاء وأنصار الدعوة والحزب، الذين لم تبلغهم مواقف بعض شيوخهم نتيجة التشويه والتدليس، والذين يتخيلون أن الشيخ محمد يتبنى المواقف السياسية الحالية لــــ "جناح برهامي" داخل الدعوة السلفية..".
استبعاده من الدعوة السلفية
وفي 28 يوليو 2015، أثارت نتائج انتخابات المكتب الإداري للدعوة السلفية، وأسفرت عن استبعاد الدكتور محمد إسماعيل المقدم، والشيخ سعيد عبد العظيم، وعددا من قيادات الدعوة من مجلس إدارة الدعوة السلفية بتهمة الانتماء لجماعة الإخوان، جدلا واسعا بين أعضاء الدعوة السلفية خاصة وان الدعوة أصرت على عقد هذا الاجتماع بشكل سرى تجنبا لتهديدات أنصار لجماعة الإخوان، حيث يتجمع في هذه الجمعية العمومية أكبر عدد من قيادات الدعوة السلفية.
ووصف مراقبون النتيجة بأنها «انقلاب سلفي» على الإخوان تمهيدا لإجراء الانتخابات العامة المقررة قبل نهاية 2015، والتي لم تتم حتى الأن.
وأسفرت نتائج الاقتراع السري عن دخول ثلاثة أعضاء جدد لمجلس الإدارة، هم الشيخ غريب أبو الحسن، رضا ثابت، محمد الشريف بينما خرج كل من الشيوخ سعيد حماد، وسعيد السواح ومصطفى دياب من أعضاء المجلس القديم المنتهية، الأمر الذي عزته «الدعوة السلفية» إلى اعتذارهم عن الترشح لمجلس الإدارة الجديد، لانشغالهم بأعباء دعوية أخرى، كما اعتذر الشيخان سيد حسين العفاني وعلى حاتم كذلك لأسباب وظروف صحية. وبقي 10 أعضاء في مناصبهم كما هم دون تغيير، أبرزهم الدكتور يونس مخيون، والشيخ أحمد فريد، والشيخ محمد عبد الحميد، والمهندس عبد المنعم الشحات، والشيخ عادل نصر.
وكشف ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية « إلى أنه تم اختيار تشكيل مجلس إدارة جديد للدعوة السلفية خلال اجتماع الجمعية العمومية للدعوة موضحا أنه تم اختيار الشيخ محمد عبد الفتاح أبو إدريس رئيسا للدعوة السلفية، وتم اختيار ياسر برهامي نائب رئيس الدعوة السلفية، كما تم انتخاب الشيخ غريب أبوالحسن ،العضو الجديد ،لأمانة الصندوق، كما تم اختيار الشيخ شريف الهواري، والشيخ أشرف ثابت، والشيخ محمود عبد الحميد، والشيخ مصطفى دياب، والشيخ سعيد السواح، والشيخ سعيد حماد أعضاءً بمجلس الإدارة.
ومن جانبه قال الدكتور كمال حبيب، الخبير في شئون الحركات الإسلامية: «الخطوط القاطعة بين التيار السلفي والإخوان في الوقت الحالي بدأت في الاهتزاز، ولذلك من الممكن قيام بعض قطاعات من السلفيين مع الظروف السياسية الحالية بتبني الأفكار السياسية ويبقون ضد نظام السيسي وسياساته، ومن الممكن أن يعبرون عن أنفسهم بهذا المعنى داخل الدوائر السلفية المختلفة في الحزب، ومنهج الحزب هو مختلف عن الإخوان ويؤكد على هذا المعنى دائمًا من خلال تصريحات قياداته والحزب يريد إظهار هذا التمايز بينه وبين الإخوان خاصة وأن الإخوان الآن يعتبرون محل عداء لمعظم التيارات وخاصة التيار السلفي، وبالتالي حزب النور لا يريد أن يكون بين قياداته من يمثل مشاكل على المستوى السياسي وعلى علاقته بالنظام أو بالقوى السياسية الأخرى وذلك لأنهم أيضا مقبلون على انتخابات برلمانية».
وأضاف قائلًا: «إن وجود الإخوان في قواعد الدعوة السلفية داخلها ليس كبيرا وأنا أتحدث عن الدعوة باعتبارها القطاع الدعوي في حزب النور، وهناك احتمالات أن يكون الاختراق السياسي بمعنى الموقف السياسي للإخوان وليس كونهم إخوانا وهناك قطاعات واسعة للسلفيين يقومون بذلك وأنا أطلق عليهم السلفية السائلة، ومن الممكن أن يتواجد هذا في الدعوة السلفية بشكل أكبر من الحزب ولكن لا يمثل عددًا كبيرًا أو تحديًا».
وأكد: «هناك علاقة تنظيمية بين الإخوان وبعض السلفيين مثال حركة «حازمون» التي تعد أقرب للإخوان وهم والإخوان شيئا واحدا وربما حازمون أكثر تقدما من الإخوان في تنفيذ العمليات الإرهابية في الشارع المصري».
ومن جانبه، قال الدكتور طارق السهري، عضو الهيئة العليا لحزب النور: «إن استبعاد المقدم من مجلس إدارة الدعوة السلفية يعود إلى عدم حضوره لأسباب مرضية، وبالتالي لم يكن متواجدًا في التشكيل الجديد وليس لأي سبب آخر خاصة وانه أحد مؤسسي الدعوة السلفية، كما أن الشيخ سعيد عبد العظيم لم يكن متواجدا ايضا في التشكيل الجديد لموقفه الداعم لجماعة «الإخوان» بالإضافة إلى أنه غير متواجد في مصر، كما أن اختيار مجلس الإدارة الجديد جاء بناء على انتخابات خلت من أي حسابات سياسية، وبالتالي فإن التغيير الذي تم في مجلس الادارة كان يعود إلى ظروف كل شخص فيها ولا يسمى فصلا أو استبعادا كما يقول البعض».
وأضاف: «إن الدعوة جعلت موعد ومكان الانتخابات الداخلية سريين لجميع الأشخاص حتى أعضاء الدعوة لم يكن لديهم علم بتلك المعلومات، وذلك تجنبًا لأي احتكاكات أو اعتداءات من جانب المختلفين معها وبخاصة الإخوان، وخوفا على قيادات الدعوة من قيام أي احداث عنف خاصة وان جميع القيادات اجتمعت في مكان واحد «، وأكد «إن الانتخابات تمت بشكل سليم ولم يكن فيها انتماء لشخص معين وكانت نزيهة وفق قانون 84 لقانون الجمعيات الأهلية، وإن الانتخابات تجري كل 3 سنوات لتجديد الثقة في ثلث المجلس أو اختيار أعضائه كاملين».
وعبر نشطاء عن غضبهم الشديد من الإطاحة بالقيادات التاريخية للدعوة السلفية عبر صفحات التواصل الاجتماعي، وقال أشرف عبد الوهاب أحد أعضاء الدعوة السلفية من الإسكندرية: «المقدم يعتبر مرشد الدعوة السلفية ومؤسسها، الإطاحة به حاجة كبيرة جدا.. والشيخ سعيد يعتبر راهب الدعوة وملهمها حاجة مش قليلة»، وشكك الدكتور محمد نور، رئيس حزب الوطن السلفي، في نتائج انتخابات الدعوة السلفية وتساءل نور في تدوينة له على شبكة التواصل الاجتماعي »فيس بوك» : قائلا: «إذا كانت الانتخابات للجمعيات والهيئات هي وسيلة شرعية لاختيار رؤساء وإدارات هذه الهيئات؟ فان كانت هي وسيلة غير شرعية فلماذا نقوم بها؟ وما هو البديل لذلك؟»، وتابع «إذا كانت انتخابات مجلس الإدارة للهيئات وسيلة جائزة شرعا فهل يجوز التلاعب فيها بإرادة الناخبين؟، يعني تزوير الانتخابات في إشارة لرفضه تزوير انتخابات مجلس إدارة الدعوة والإطاحة بالدكتور سعيد عبد العظيم والمقدم.
ويرى مراقبون أن «الدعوة السلفية» خسرت الكثير من أتباعها ومن قياداتها الوسيطة، خاصة وأن القيادات التاريخية كالشيوخ أحمد خطيبة وأحمد فريد وسعيد حماد فقدت حيويتها وانزوت تمارس بعض الأعمال الدعوية التي تشغلها دون الانخراط في أعمال عامة.
وفي الوقت نفسه تتعالى صيحات الإصلاح والدعوة إلى تجاوز برهامي وأتباعه بين صفوف كثير من القواعد وقياداتها الوسيطة، من هؤلاء الشيوخ أحمد السيسي وعبدالرحمن علاء الدين وعماد عبد الغفور وغيرهم. وتتجه الأمور الآن إلى مطالبة الشيخين المقدم وعبدالعظيم إلى الأخذ بمبادرة إصلاح للعودة بالمدرسة السلفية إلى سابق عهدها من الدعوة والعمل العام والتخلي عن تأييد أية مناهج مخالفة للمنهج الإسلامي في السياسة أو الاكتفاء بالعمل الدعوي حتى تتحسن الظروف.
آراؤه وأفكاره
يعد المقدم واحدًا من أهم الداعين للفكر الوهابي منذ نعومة أظافره، كما قلنا في المقدمة ولا تبعد آراؤه وأفكاره عن هذا الفكر الوهابي سواء كان في قضايا المرأة التي يريد بها أن تعود إلى عصر حريم السلطان؛ حيث السراري والإماء والمطالبة بفرض الحجاب عليها ومنعها من العمل وممارسة حقوقها كإنسان، وكذلك الموقف من الأقباط فينتهج نهج من تعلم على أيديهم باضطهاد أصحاب الديانات الأخرى وهدم كنائسهم وعدم بناء كنائس جديدة لهم وفرض الجزية عليهم واهانتهم حين جبايتها، وأنهم ليسوا مواطنون يتمتعون بحق المواطنة، فلا يتقلدون المناصب العليا ولا الوظائف العامة ولا يشاركون في مجالس محلية ولا شعبية، فحق المواطنة تبعا لهذا التيار انما هو للمسلم الذي معهم في إطار الجماعة، من يؤمن بما يؤمنون به ومن شذ فهو خارج عن صحيح الدين والملة. وكذلك لم يعترف المقدم وإخوانه في الدعوة السلفية يوما بنظام حكم سوى ما يعتقدون فيه بانه نظام حكم اسلامي، فيكفرون الديمقراطية والمواطنة والمجالس الشعبية والمحلية ومؤسسات الدولة تنفيذية كانت أو تشريعية وكذلك القانون والدستور، عملا بمبدأ الحاكمية الذي أسسه سيد قطب وأبو الأعلى المودودي.
مؤلفاته:
1- علو الهمة.
2- بصائر في الفتن.
3- حرمة أهل العلم.
4- المهدي.
5- فقه أشراط الساعة.
6- عودة الحجاب.