الاعتداء الرابع على ألمانيا في غضون أسبوع يستهدف حفلًا موسيقيًّا

الإثنين 25/يوليو/2016 - 03:20 م
طباعة الاعتداء الرابع على
 
قٌتل شخص وأصيب 12 آخرون في انفجار وقع وسط مدينة أنسباخ بولاية بافاريا جنوبي ألمانيا. وفيما تحدثت عمدة المدينة أن الانفجار ناجم عن عبوة ناسفة. ويأتي الاعتداء بينما تعيش البلاد أجواء من التوتر الشديد بعد سلسلة من العمليات الارهابية المتفرقة.
 قال متحدث باسم الشرطة الألمانية: إن شخصًا قُتل كما أصيب 12 آخرون في انفجار وقع في ساعة متأخرة من مساء أمس في وسط مدينة أنسباخ الألمانية. وقال متحدث باسم وزارة الداخلية في ولاية بافاريا: إن الانفجار لم يكن حادثا ويبدو أنه متعمد، فيما ذكرت عمدة مدينة أنسباخ كاردا زايدل أمام الصحفيين أن انفجارا وقع أمام مدخل حفل موسيقي. وأضافت زايدل أن انفجار وسط المدينة لم يكن سببه انفجار غازي، بل عبوة ناسفة. ولم يتضح بعد ما إذا كانت الواقعة عمل إرهابي، كما لم يعرف من قام بإشعال فتيل العبوة الناسفة.
وبحسب بيانات وسائل إعلام ألمانية، وقع الانفجار بالقرب من حانة في شارع "بفار شتارسه" أمام مدخل ساحة  يقام فيها مهرجان موسيقي في الهواء الطلق لمدة ثلاثة أيام. وتم وقف الحفل الموسيقي الذي كان مقاما ضمن فعاليات المهرجان عقب وقوع الانفجار. وغادر الحفل نحو 2500 شخص "بدون ذعر وفي هدوء ونظام"، حسبما أعلنت السلطات الألمانية.
وتم إجلاء نزلاء أحد الفنادق وسكان المنازل المحيطة لدواعي السلامة. وتحدث شهود عيان عن سماع دوي قوي. وتوجه العديد من المسعفين ومعهم حاملات إلى وسط المدينة. وطوقت السلطات الحي القديم بالمدينة بالكامل، ما حال دون عودة بعض السكان إلى منازلهم. وتجمعت فرق الإنقاذ أمام الممشى المقابل لقصر أنسباخ في وسط المدينة.
وصرحت الشرطة في مدينة أنسباخ أن الشخص الذي قٌتل في الانفجار هو نفسه من يشتبه بأنه وضع المادة المتفجرة، وذكرت الشرطة أن المهاجم كان يحمل حقيبة ظهر وات توجد معلومات بشأن هويته. 
وقال المتحدث باسم الشرطة في ساعة مبكرة من صباح اليوم الاثنين: إنه تم نقل كافة المصابين إلى مستشفيات المدينة، مضيفا أنه لا يوجد أي معلومات عن إصابات خطيرة. وأضاف المتحدث أن التفجير الذي وقع في أحد الشوارع أمام إحدى الحانات في المدينة أسفر عن إصابة 10 أشخاص على الأقل، وقال: "قد يصل عدد المصابين إلى 14"، مشيرا إلى أنه يتم التحقق الآن من العدد الدقيق للمصابين.
وقال وزير داخلية ولاية بافاريا الألمانية يؤاخيم هيرمان إنه يرى أن الدلائل الأولية للتفجير الذي نفذه طالب لجوء سوري في مدينة أنسباخ، تشير إلى أنه عمل انتحاري بدوافع جهادية، في وقت صنفت فيه السلطات التفجير على أنه "اعتداء". 
حيث قال الوزير : "للأسف يتعلق الأمر باعتداء جديد"، في وقت قتل المنفذ خلال ارتكابه الاعتداء وهو طالب لجوء سوري يبلغ 27 عاماً. وأُصيب 12 شخصاً بجروح في الانفجار.
ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن هيرمان الذي كان يتحدث من مكان الاعتداء في أنسباخ بولاية بافاريا قوله إن السلطات تريد أن تتحقق مما إذا كان الأمر يتعلق باعتداء جهادي. وأوضح بالقول: "لا يمكننا أن نستبعد أن يكون كذلك"، مضيفاً أنه بمجرد أن يكون المعتدي قد أراد اغتيال أشخاص آخرين، فهذا يصب في صالح هذه الفرضية.
 وقال نائب مدير شرطة أنسباخ، رومان فيرتنغر: إن هناك "مؤشرات" على أن أجزاء معدنية قد أضيفت إلى المادة المتفجرة. ونقلت رويترز عن وزير الداخلية البافاري قوله إن محتويات حقيبة الظهر كان تكفي لقتل وإصابة عدد أكبر بكثير من الناس.
وأشار هيرمان إلى أن منفذ الاعتداء الذي كانت السلطات قد رفضت قبل سنة طلب لجوء تقدم به، كان ينوي "منع" إقامة مهرجان لموسيقى البوب يحضره 2500 شخص. فهو حاول الدخول إلى مكان المهرجان، لكنه اضطر إلى العودة أدراجه لأنه لم تكن في حوزته بطاقة دخول.
ويأتي الاعتداء بينما تعيش البلاد أجواء من التوتر الشديد بعد سلسلة من بينها إطلاق نار عشوائي في ميونيخ، قام به شاب ألماني-إيراني يعاني من اضطرابات نفسية. وأوقع تسعة قتلى وأكثر من عشرين جريحاً مساء الجمعة. وتسود في ألمانيا كما في دول أوروبية أخرى مخاوف من تنفيذ اعتداءات جهادية.
ففي رويتلينغن القريبة من بافاريا، قتل طالب لجوء سوري في امرأة وأصاب ثلاثة آخرين بجروح بساطور في ما يبدو أنه عمل نجم عن ثورة غضب.
ومع أن السلطات تشدد على عدم خلط الأمور، إلا ان تراكم الاعتداءات من شأنه أن يزيد من تصميم معارضي سياسة الانفتاح التي انتهجتها المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل إزاء طالبي اللجوء في عام 2015.
وأعرب هيرمان عن القلق من "انعكاسات سلبية على حق اللجوء" بعد اعتداء أنسباخ. وكان الحزب المحافظ في بافاريا والذي يعتبر من اشد معارضي سياسة الانفتاح إزاء اللاجئين طالب الأسبوع الماضي بتحديد سقف لعدد اللاجئين في ألمانيا.

شارك