لقاء البابا تواضروس مع اللجنة الدينية بمجلس النواب.. الكلام الحلو لا يحل أزمات!!

الإثنين 25/يوليو/2016 - 04:43 م
طباعة  لقاء البابا تواضروس
 
التقى قداسة البابا تواضروس الثاني مع أعضاء اللجنة الدينية بمجلس النواب برئاسة الدكتور أسامة العبد رئيس اللجنة، واللواء سعد الجمال رئيس ائتلاف دعم مصر. وألقى الحضور كلمات رنانة جميلة ولكنها تبقى في الآخر كلمات لا ترقى للفعل ولا تضمد المجروحين في المنيا من جراء الفتن الطائفية المتكررة والتي لا حل لها إلا تنفيذ القانون. أما الكلمات واللقاءات الطيبة وتقبيل اللحى لا تغير من الواقع شيئًا؛ لذلك كان بالأحرى لهذه اللجنة أن تذهب إلى المنيا؛ حيث هذا الواقع المؤلم. ويبقى سؤال: هل يمثل البابا الأقباط والتعامل معه باعتباره كبيرهم؟ وهو الأمر الذي يقلل من شأن مواطنتهم فالأقباط مواطنون، ومن المفترض أن يمثلهم هولاء النواب والبابا راعيهم الروحي فقط وليس ممثلهم السياسي؛ لذلك لا شيء يتغير لأن السياسات القديمة ما زالت قائمة تبقى إذن الكلمات الجميلة الفارغة. 
وقال البابا 
"تاريخ مصر تاريخ قديم .. مصر كانت تعيش الحضارة الفرعونية قبل ميلاد المسيح في اللغة والحضارة وما زلنا نستخدم كلمات من أيام العصر الفرعوني مثل فوطة، ترابيزة وهكذا.. ثم جاء العصر المسيحي مع ميلاد المسيح على يد مارمرقس الرسول والذي كان من ليبيا وعاش في فلسطين ومنذ استشهاده 68 م بدأت المسيحية تنتشر على أرض مصر وكرسي الإسكندرية.. هو أحد الكراسي الأولى في التاريخ المسيحي مثل كرسي روما وأنطاكية، والكنيسة القبطية ظهر فيها أبطال قديسون وظهرت فيها الرهبنة ..
تلاحم الإسلام مع المسيحية مع الفرعونية وتشكلت في مصر لوحة فريدة في العالم. ومصر فيها ثلاث حاجات: 
المسلة الفرعونية 
المنارة المسيحية 
المآذن الإسلامية 
وهو ما يعرف بعلم الأعمدة فمصر صاحبة فكرة الأعمدة والتي جعلت في الفرعونية مسلة والمسيحية منارة والإسلامية مأذنًا وفيها عصور مرت بها مصر حدثت فيها اعتداءات ومرت أيضًا عصور طيبة على الكنيسة وجاء الحاضر في النصف قرن الأخير والتلاحم المصري ازداد وصارت مصر معروفة بمسيحييها ومسلميها، وأن شعبها تركيبته فريده فلا تنظر إلى المسيحيين كأنهم أقلية.. 
هذه اللحمة والتركيبة الفريدة. هذه الصورة الفريدة تتشوه وهذه مسئوليتنا أمام العالم وأمام أجيالنا في المستقبل أمام التاريخ وأمام الله .الحوادث التي سمعنا عنها مؤلمة للغاية وأنا عن نفسي صبور ومتحمل ولكن فيه أحداث تنذر بالخطر أمامي تقرير عن الاعتداءات الطائفية منذ 2013.
37 اعتداء في ثلاث سنوات بمعدل اعتداء كل شهر وهذا دوركم قبل الكنيسة والأزهر وأنا أعول على هذا الزيارات كثيراً". 
وقال اللواء سعد الجمال رئيس ائتلاف دعم مصر خلال لقائه بقداسة البابا:
"قداسة البابا لقد أتاك الله الحكمة لتكون صمام أمان هذا الوطن. وفي تاريخ الوطنية المصرية عاصرت عهود اسميها العهد النفيس ونحن في هذه الأيام نجد محاولة النيل من هذا النسيج وهذه خيانة للوطن ولكن ماسجله تاريخ الوطنية للبابا شنوده حينما قال: إن "مصر وطن يعيش فينا" وقد أضفت قداستكم لتاريخ الوطنية عندما تعرضت الكنائس بعد يونيو في قولكم الذي لاينساه التاريخ "وطن بلا كنائس خير من كنائس بلا وطن".. إن هذه الحكمة التي أتاك الله بها جعلها ضماناً لنا. رفعت المسيحية ستار التسامح وجاء الإسلام ليؤكد ذلك وكذلك القيم الإنسانية (المحبة والتواضع والرحمة) حيث كلنا كيان واحد.
ومنذ وصول عمرو بن العاص وبناء كنيسة بجانب كنيسة مارجرجس مصر القديمة كل هذه القيم جعلت بيننا وما نحن إلا همزات وصل بين الأجيال.
إن الضمانة فيكم وفي شيخ الأزهر ودائمًا نراكم كتفا بكتف نحن نتعرض لمؤامرة في تأجيج الفتنه بيننا .
أنعمل الآن على مشروع قانون جرائم بما يسمي الوحدة الوطنية واعتبارها جرائم على الأمن القومي وفي القريب العاجل سيخرج المشروع للنور بائتلاف دعم مصر، وهذه اللجنة الموقرة لأن هذا عدوان على الوطن وكذلك قانون بناء الكنائس سنسرع في عرضه حتى نرسخ هذه القيمة وأيضًا مشروع تجريم التمييز".
وقال د. أسامة العبد رئيس اللجنة الدينية بمجلس النواب خلال لقاء أعضاء اللجنة مع قداسة البابا:
"كلمتك كما تعودنا هي الحكمة.. جئنا اليوم لنؤكد على كل ما قلت من معانٍ سامية. جاءت اللجنة الدينية المنبثقة من مجلس النواب المصري لنؤكد هذا المعني الطيب.. وأؤكد هنا على ثلاثة أمور: 
أولا: علمنا أنكم أقرب الناس مودة ورحمة وأمرنا بالبر لكم ومعكم وهذه حقيقة ذكرها القرآن الكريم ولن نحيد عنها والرسول علمنا أنكم إخوة لنا وأنتم إخوة أعزاء، وأؤكد على ذلك سواء من كتاب الله أو سنة رسول الله.
ثانيا: أنتم رجال الكنيسة بأجمعكم نبني معا هذه الدولة على أسس وقواعد ثابتة برئاسة هذا الرجل الذي أنقذ مصر من مصيبة كبرى، وكلنا نعلم دون إيضاح أو توضيح.. تبني هذه الدولة بنسيج واحد وهذا ما تعلمته أنا منذ الصغر، ولي أصدقاء من المسيحيين.. نحن شركاء في المال معاً ولم أعهد يوماً أنهم ضايقوني أو ظلموني.. وهذه حقيقة ولها معنى نحتاج العمل مع القول في بناء دولتنا الحديثة، ضد الفتن التي تترصد بنا ونحن بحاجة لنتعاون معاً لوأد الفتنة وكلنا يعلم هذه الفتن. 
ثالثًا: رئيس الجمهورية والذي نقدره دائماً ينادي بتطوير الخطاب الديني واعتبره عموداً صلباً في وأد الفتن .
جئنا بهذه لنستفيد من حكمتكم فأنتم حكماء في القول والفعل وقول الرئيس: "نحن نسيج واحد وسنحاسب المخطئ"".

شارك