"دمشق" السورية بين مطرقة التفجيرات وسندان "داعش"

الثلاثاء 26/يوليو/2016 - 12:13 م
طباعة دمشق السورية بين
 
 كان استهداف تفجيرات للعاصمة السورية دمشق، معقل النظام السوري، خلال السنوات الثلاث الأولى من النزاع، من الجماعات المسلحة أمرًا عاديًّا، ولكن عقب ظهور داعش وأخواتها أصبح استهدافها خلال السنوات الأخيرة أمرًا نادرًا ويبدو أن قصفًا إرهابيًّا جديدًا لها قد عاد مجددًا فقد انفجرت سيارة مفخخة مساء الاثنين 25-7-2016م في أحد أحياء العاصمة السورية، في منطقة كفرسوسة جنوب غرب العاصمة، ونتج عنه إصابة شخص واحد على الأقل بجروح في الاعتداء الذي استهدف تلك المنطقة الراقية وأفاد شهود عيان بوقوع اعتداء بسيارة مفخخة أسفر عن "خسائر بشرية". 
دمشق السورية بين
 فيما قتل في وقت سابق 11 شخصًا في انفجار سيارة مفخخة في بلدة الضمير الخاضعة لسيطرة المعارضة في الغوطة الشرقية قرب دمشق، على الطريق المؤدي إلى تدمر، وأن عدد القتلى مرشح للارتفاع بسبب وجود جرحى في حالات خطرة وقتل سبعة أشخاص في غارات جوية لطائرات تابعة لقوات النظام على منطقة المرج في الغوطة الشرقية أيضًا.
في موازاة ذلك، استهدفت طائرات النظام السوري منطقة المرج الواقعة شمال شرق العاصمة بثماني غارات؛ ما أدى إلى مقتل 7 أشخاص على الأقل، بينهم طفلة وامرأة، في الوقت الذي تحاصر قوات النظام الغوطة الشرقية منذ حوالي سنة ونصف السنة، وينفذ سلاح الجو غارات بشكل منتظم على المنطقة في محاولة للقضاء على معاقل المعارضة المسلحة وإبعاد خطرها عن دمشق.
دمشق السورية بين
 الأمر يبدو مختلفًا في الريف الدمشقي الذي يعانى يوميًّا من التفجيرات والقصف من كافة الأطراف؛ حيث أفادت الهيئة العامة للثورة السورية في مارس 2016م بأن انفجاراً ضخماً وقع في مستودع للذخيرة تابع لقوات النظام في حي القدم الدمشقي، وسقطت عدة قذائف في منطقتي باب توما والقيمرية، ما أوقع جرحى في صفوف المدنيين وفي ريف دمشق، فقد شنت طائرات النظام عدة غارات على قرية نولة وأدى إلى سقوط عدد من الجرحى، فيما أمطرت قوات الأسد حي القدم في دمشق بوابل من القذائف الصاروخية، مخلفة ضحايا ودماراً كبيراً في الأبنية، مع استمرار قوات النظام بقصف وتدمير أحياء مدينة داريا بصواريخ أرض- أرض شديدة الانفجار؛ حيث وصل عدد الصواريخ التي سقطت من الطائرات المروحية على أحياء المدينة إلى أكثر من 39 صاروخاً يعادل كل صاروخ برميلين.
فيما أسفر القصف عن تدمير العديد من المباني؛ حيث انهارت ستة مبانٍ بشكل كامل، بينما انهارت مبانٍ أخرى بشكل جزئي، في الطوابق العلوية وأصبحت غير صالحة للسكن ويأتي هذا القصف انتقاماً من قوات النظام والميليشيات المساندة له، لمقتل ما يزيد عن 33 عنصراً بينهم إيرانيون ولبنانيون في تفجير استهدف موقعاً كانوا يتمركزون بداخله في ريف دمشق. 
دمشق السورية بين
 يذكر أن مدن وبلدات الغوطة الشرقية في ريف دمشق، تشهد تصعيدًا عسكريًّا مكثفا في الأيام الأخيرة وتحديدًا في مدينة داريا المحاصرة، أسفر عن وقوع إصابات في صفوف المدنيين، حالة بعضهم خطيرة وشن الطيران السوري أكثر من 10 غارات على الأحياء السكنية في بلدات حوش الفارة وحوش الضواهرة والميدعاني، ومدينة زملكا وجبال وادي بردى، إضافةً إلى قصف مماثل على مزارع مخيم خان الشيح، وقال ناشطون: إن الطيران المروحي ألقى 8 براميل متفجرة على مدينة داريا، وسط قصف بالمدفعية والاسطوانات المتفجرة، من مواقع القوات الحكومية في جبال الفرقة الرابعة على المدينة. كما قصفت القوات الحكومية بالرشاشات الثقيلة بلدة بقين.
 مما سبق نستطيع التأكيد على أن استهدف التفجيرات للعاصمة السورية دمشق، معقل النظام السوري، خلال السنوات الثلاث الأولى من النزاع، من الجماعات المسلحة والذي كان أمرًا عاديًّا أصبح نفس الشيء عقب ظهور داعش وأخواتها، ويبدو أن قصفًا إرهابيًّا جديدًا لها قد عاد مجددًا من داعش وأخواتها. 

شارك