هل تنجح القوات السورية في تحرير "منبج" من قبضة "داعش"؟

الثلاثاء 26/يوليو/2016 - 04:32 م
طباعة هل تنجح القوات السورية
 
مع مساعي قوات سوريا الديمقراطية، لتحرير مدينة منبج السورية من قبضة التنظيم الإرهابي "داعش"، وبعد تراجع القوات في ظل توسع نفوذ التنظيم داخل المدينة- عادت وحدات الجيش السوري إلى العمل على جبهة الليرمون، شمالي حلب، محققة تقدّماً ميدانياً بالسيطرة على 33 كتلة بناء، في حين لم يستجب داعش لعرض قوات سوريا الديمقراطية بالانسحاب من منبج؛ إذ جددت الأخيرة عرضها حفاظاً على أرواح المدنيين.
هل تنجح القوات السورية
والجدير بالذكر أن قوات "سوريا الديمقراطية" الكردية كانت أمهلت تنظيم "داعش" الإرهابي 48 ساعة فقط للخروج من مدينة منبج، وقال بيان صادر عن المجلس العسكري لمنبج: إن هذه المبادرة لخروج عناصر "داعش" المحاصرين داخل المدينة بأسلحتهم الفردية جاءت حفاظًا على أرواح المدنيين داخل المدينة وعليها من الدمار.
وتعد مدينة منبج السورية من أهم المدن في الشمال السوري؛ وذلك لأنها تعد طريقًا استراتيجيًّا يربط بين معقل تنظيم الدولة "داعش" في الرقة وطريق إمداد رئيس للتنظيم وقاعدة لاستقبال المقاتلين الأجانب للتنظيم وتدريبهم وتصديرهم للخارج، بالإضافة إلى موقعها الجغرافي الحساس القريب من الحدود الشمالية مع تركيا، وهو الأمر الذي يشكل في حال خسارة "داعش" لها أزمة كبيرة للتنظيم الدموي، وينهي نفوذه في الشمال السوري ومنطقة حلب بالكامل.
وتقدمت وحدات الجيش السوري في منطقة الليرمون، ليصل المشاة إلى حدود دوار الليرمون على طريق الكاستيلّو، كذلك أسهم قضم الكتل الإضافية في منطقة المعامل في توسيع الطوق حول حيّ بني زيد الذي يسيطر عليه المسلحون.
وفي أعقاب مبادرة قوات سوريا الديمقراطية القاضية بتأمين خطّ انسحاب لمسلحي تنظيم داعش من مدينة منبج، في ريف حلب الشمالي الشرقي، جدّد المجلس العسكري لمنبج وريفها، مبادرته. 
وقال المتحدث الرسمي باسمه، شرفان درويش: إن التشكيل يواصل تقدمه داخل المدينة ويضيّق الخناق على عناصر التنظيم الذين ما زالوا موجودين فيه، مضيفًا أن المواقف العنجهية المعادية للإنسانية برمتها في نفوس الدواعش قد أجهضت المحاولة السابقة لتحييد المدنيين وتجنيبهم ويلات الحرب وإنقاذهم من ممارسات داعش الوحشية التي لا تقف عند حد.
وعلى الرغم من أن هناك عناصر لداعش بدأت الانسحاب من المدينة، فإن ذلك لا يشير إلى نية التنظيم الانسحاب من المعركة، خصوصاً بعد الموجهات العنيفة، بين الطرفين، أدّت إلى سيطرة التنظيم على قريتي قرط صغيرة وقرط كبيرة، غربي منبج.
أما في ريف حلب الشمالي، فقد أعلنت أعماق، وكالة داعش الإخبارية، مقتل 24 مسلحاً من الجيش الحر، إثر الاشتباكات في محيط قرية كفرغان.
 وفي سياقٍ منفصل، عيّنت الفرقة 16 ــ مشاة، التابعة لـلجيش الحر في حلب، قائداً جديداً لها، المدعو حسن رجوب أبو عمر، إثر استقالة القائد السابق عبد الخالق حياني أحمد سراج علي، لأسباب صحية، بحسب بيان الفرقة.
وفي العاصمة دمشق، ارتفع عدد القتلى إلى 9 و24 جريحاً حصيلة اعتداء المسلحين بالقذائف الصاروخية على أحياء باب توما، وحي المالكي، وساحة عرنوس، والمزة، في حين عاد خط مياه عين الفيجة، في منطقة وادي بردى، في ريف دمشق الغربي، إلى العمل، بعدما فجّرته المجموعات المسلحة في وقت سابق.
فيما وافقت المحكمة العامة في جنوب دمشق على إعادة مسلحي "جبهة النصرة" إلى نقطة المسبح، على أطراف بلدة يلدا، عقب تظاهرات طالبت بطردهم.
هل تنجح القوات السورية
وفي سياق متصل، قالت مندوبة الولايات التحدة لدى الأمم المتحدة سامانثا باور: إن واشنطن ستدرس بعناية ودقة التقارير حول غارة التحالف الدولي على قرية منبج شمالي سوريا وراح ضحيتها عشرات المدنيين.
وصرحت باور أمس الاثنين 25 يوليو 2016، حول الغارة بأنه في حال تأكدت تلك المعلومات، فإن واشنطن على استعداد لقبول المسئولية عن الحادث، قائلة: "إن الولايات المتحدة ستنظر بعناية ودقة في جميع المعلومات الموثوقة التي سنتمكن من الحصول عليها حول هذا الحادث، بما فيها المعلومات من المنظمات داخل سوريا، والتي توثق الخسائر البشرية في صفوف المدنيين، والتي تحاول الآن التحقيق في هذه الأحداث إذا تأكدنا من أن المدنيين في منبج تضرروا جراء ضرباتنا، فإننا سنعترف بذلك، وسنرى ما هي الخطوات المتاحة  التي يمكن اتخاذها وفقا للسياسة التي أعلن عنها الرئيس باراك أوباما في 1 يوليو، المتعلقة بالإجراءات المتبعة قبل وبعد توجيه الضربات، والتي تخص طريقة التعامل مع الضحايا المدنيين الذين يسقطون أثناء العمليات العسكرية التي تقوم بها الولايات المتحدة".
وأعلن ناشطون سوريون مقتل 56 مدنيًّا، الثلاثاء 19 يوليو، في غارات للتحالف الدولي ضد الإرهاب على شمال منبج السورية المحاصرة التي يسيطر عليها تنظيم "داعش".
وأضاف الناشطون، استنادًا إلى مصادر بين سكان المدينة الواقعة شمالي سوريا قرب الحدود مع تركيا، فإن الضربات نفذتها طائرات التحالف بقيادة الولايات المتحدة وأسفرت عن عشرات الضحايا.
كانت ذكرت بوابة الحركات الإسلامية في تقرير سابق لها، إنه رغم تمكن مقاتلي سوريا الديمقراطية من دخول منبج، إلا أنهم ما زالو يواجهون مقاومة تحول دون طرد المسلحين الذين يلجئون إلى التفجيرات الانتحارية والسيارات المفخخة.
وبجانب قوات سوريا الديمقراطية، يواجهة التحالف الدولي بقيادة واشنطن صعوبة وارتباكا بالغًا في تحرير معاقل التنظيم الإرهابي المستميت على الأراضي في شمال سوريا، وبالأخص مع توسع نفوذ التنظيم الإرهابي، وأعلن التحالف أنه نفذ أكثر من 450 ضربة جوية في منبج.

شارك