مجددًا.. فوبيا "داعش" تلحق بالمغرب

الخميس 28/يوليو/2016 - 03:19 م
طباعة مجددًا.. فوبيا داعش
 
في ظل التحديات التي تواجهها معظم الدول العربية، وبالأخص بلاد المغرب الإسلامي في القضاء على التنظيمات الإرهابية التي طالتها في المرحلة الأخيرة، مع توغل تنظيم "داعش" الإرهابي في العراق وسوريا وليبيا، ألقت السلطات المغربية، أمس الأربعاء 27 يوليو 2016، القبض على 52 شخصا يشتبه في تبنيهم لفكر تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، مؤكدة إحباطها لعدة هجمات بالمملكة من خلال مصادرة أسلحة ومواد لتصنيع المتفجرات، وذلك خلال حملة شنتها القوات الأمنية المغربية على مدى الأسبوع الماضي.
مجددًا.. فوبيا داعش
وكانت وضعت بعض الدول استراتيجية جديدة لمواجهة تلك التنظيم الإرهابي المتنامي في المنطقة بأكملها؛ حيث أعلن المغرب، في مايو الماضي، عن تبني استراتيجية شاملة ومتعددة الأبعاد لمكافحة الإرهاب، تقوم على الجوانب الأمنية والدينية ومحاربة الفقر والهشاشة؛ وذلك في إطار المقاربة الأمنية الشاملة والمندمجة القائمة على الاستباقية التي تبنتها المملكة منذ سنة 2002.
وكانت بوابة الحركات الإسلامية ذكرت في تقرير سابق لها، أن المغرب تدخل ضمن صفوف الدول الأولى في مواجهة الإرهاب على المستوى الدولي، من خلال سياسته الاستباقية، ومن خلال إعطاء معلومات استخباراتية جنبت العديد من الدول الأوروبية ضربات إرهابية.
وتشدد السلطات الأمنية المغربية على أن التنظيم الإرهابي داعش انتقل من مرحلة التدريب داخل المغرب ثم توجه إلى ما يسمى ببؤر الجهاد في محاولة منه للتغلغل إلى داخل المملكة والسعي إلى تكوين خلايا هدفها شن أعمال داخلها تستهدف قطاعات حيوية في البلاد.
وعلى الرغم من أن التحالف الدولي بقيادة أمريكا، يواصل شن هجماته على معاقل التنظيم الإرهابي في سوريا والعراق، إلا أنه فشل في محاربة التنظيم منذ تدشينه بمشاركة أكثر من 40 دولة؛ حيث يتبع استراتيجية خاطئة في المواجهة؛ ما أدى إلى تنامي وتوسع التنظيم الإرهابي.
وفي بيان بالأمس، قالت وزارة الداخلية المغربية: إن المعتقلين كانوا يعدون لتنفيذ هجمات إرهابية بالمملكة المغربية؛ حيث بلغوا مستويات متقدمة من الإعداد. مشيرًا إلى أنه تم حجز العديد من الكتب والوثائق التي تتعلق بكيفية صناعة المتفجرات والسموم وتقنيات التفجير عن بعد واستعمال مختلف الأسلحة النارية، بالإضافة إلى مجموعة من ‏الكتب التي تبيح العمليات الانتحارية وأعلام لتنظيم الدولة الإسلامية.
وجاءت حملة الاعتقالات بعد جهود منسقة تحت إشراف النيابة العامة المختصة، استهدفت 143 شخصًا من المشتبه في ميولاتهم المتطرفة وموالاتهم لتنظيم الدولة الإسلامية.
وتعتبر هذه أكبر مجموعة تعتقلها السلطات الأمنية منذ سنوات والأحدث بين عدد من الخلايا تقول السلطات، إنها رصدت تخطيطها لهجمات داخل المغرب وخارجه.
مجددًا.. فوبيا داعش
وذكرت الوزارة، أنه سيتم تقديم المشتبه بهم الـ25 أمام العدالة فور انتهاء التحقيقات معهم من قبل المكتب المركزي للأبحاث القضائية التابع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني.
وكانت وزارة الخارجية البريطانية، أعلنت في أبريل الماضي، عن خريطة لمخاطر الإرهاب في المنطقة؛ حيث وضعت المغرب في قائمة البلدان التي تواجه تهديدات إرهابية مرتفعة، على الرغم من أنها تبقى أقل دول منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تعرضًا للتهديدات الإرهابية، بحسب معطيات الخريطة.
وكشفت آنذاك هذه الخريطة أن الخطر الإرهابي يهدد أزيد من 30 دولة أوروبية، معروفة بكونها وجهات سياحية، كفرنسا، وإسبانيا، بلجيكا، ألمانيا، إلى جانب باكستان، الصومال، روسيا، مصر، تونس، مينمار، كينيا، الفلبين، كولومبيا، تركيا، التايلاند، أستراليا، العراق، المملكة العربية السعودية، اليمن، سوريا، لبنان، إسرائيل وأفغانستان.
وقالت الرباط في مايو الماضي إنها قامت منذ سنة 2002 بتفكيك 155 خلية إرهابية حوالي 50 بالمئة منها مرتبطة بمختلف بؤر التوتر لا سيما المنطقة الأفغانية الباكستانية وسوريا والعراق ومنطقة الساحل.
 ونجحت الرباط في إنشاء منظومة أمنية قوية حصنتها من تهديدات تنظيم القاعدة في المغرب العربي وتنظيم الدولة.
ووفق ما جاء في تقرير لبوابة الحركات الإسلامية، فإن المغرب واجه الإرهاب في الفترة الماضية بصورة لافتة؛ حيث أعلنت وزارة الداخلية المغربية في الأشهر الماضية عن تفكيك أكثر من خلية مسلّحة لعناصر يشتبه في انتمائها إلى تنظيم "داعش"، كانت تعد لشن هجمات في المملكة، وضرب مؤسسات حيوية وحساسة وفق مخطط إرهابي خطير.
وحسب الأرقام الرسمية المغربية، فإن السلطات تمكنت منذ عام 2002 من تفكيك 152 خلية إرهابية، وإن الرقم تضاعف خلال السنوات الثلاث الماضية، إذ كثفت الوحدات الأمنية من اعتقالها لأفراد تقول، إنهم يرتبطون بتنظيمات إرهابية، لا سيما بعد أحداث المكتب المركزي للأبحاث القضائية، وتأكيد تقارير رسمية سفر المئات من المغاربة للقتال في سوريا والعراق.
والجدير بالذكر أن المغرب أعربت عن إدانتها الشديدة للهجمات الإرهابية الغادرة التي استهدفت الحرم النبوي الشريف بالمدينة المنورة ومدينتي القطيف وجدة بالمملكة العربية السعودية وخلفت عددًا من الضحايا والمصابين، في أول يوليو الجاري.
مجددًا.. فوبيا داعش
وذكر بلاغ لوزارة الشئون الخارجية والتعاون أن المملكة المغربية، تؤكد تضامنها الموصول والفعلي مع المملكة العربية السعودية في جهودها الرامية إلى مكافحة آفة الإرهاب ووقوفها الدائم معها للدفاع عن الحرمين الشريفين وللحفاظ على أمن المملكة العربية السعودية واستقرارها.
ويواصل المغرب محاربته للإرهاب؛ حيث تمكن مؤخرا من تفكيك خلية جهادية تنشط في سرية في بعض مدن المملكة، إضافة إلى جهوده الحثيثة في اقتلاع خلاياه المتنامية حديثا في مخيمات تندوف للاجئين، الواقع تحت سيطرة ما يسمى بجبهة البوليساريو، بعد أن تحدثت تقارير عن ارتباط عناصر من تلك الجبهة بتنظيم القاعدة. 
اصطفاف المجتمع الدولي وراء عدالة القضية المغربية وحقها في تمتعها بسياداتها على منطقة الصحراء لم يأت من فراغ، فقد كان المجتمع الدولي شاهدًا على ممارسات الحركة الانفصالية والأساليب القمعية التي تتبعها لإخماد أصوات ساكنيها.
ويرى مراقبون أن سياسة المغرب في مواجهة الإرهاب، سليمة تمامًا، وأبرز مثال على ذلك الدعم الغربي الكبير لمبادرة المغرب بمنح سكان الصحراء حكما ذاتيا تحت سيادتها.

شارك