رئيس المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية: "نصلي الجمعة لنعلن رفضًا لذبح الأب جاك".. وباحث يستنكر: "الإدانات الباهته لمسلمي الغرب"
السبت 30/يوليو/2016 - 03:27 م
طباعة
في ظل حالة من الرفض والقهر التي يشعر بها المسلمون في فرنسا بعد ذبح الكاهن جاك- عَبَّرَ رئيس المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية، أنور كبيباش، عن تضامنه وتعاطفه مع المسيحيين في فرنسا بعد حادثة الاعتداء على كنيسة سانت اتيان دو روفاري شمال فرنسا، وفق ما نشر موقع إذاعة "فرانس انفو".
وفي تصريحات صحفية عبر أنور كبيباش، رئيس المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية، عن دعمه وتضامنه الكامل مع قادة الكنيسة المسيحية وجاليتها عقب ذبح كاهن الكنيسة من قبل متطرفين وتبني تنظيم داعش للعملية. وقال: "سنخصص صلاة الجمعة المقبل للتعبير عن تضامننا وتعاطفنا، وتقديم أحر تعازينا إلى المواطنين المسيحيين، ونؤكد لهم اليوم أننا كلنا مسيحيو فرنسا".
وأضاف: "لقد أصابت هذه الجريمة المسلمين في الصميم لكونهم أولا مواطنين فرنسيين يشاركون باقي أفراد المجتمع الفرنسي أفراحهم وأحزانهم، وثانيًا بسبب ارتكاب تلك الأعمال الهمجية الإرهابية باسم دين الإسلام". مشيرًا بقوله: "نشهد ذلك على مواقع التواصل الاجتماعي حيث يستهان بالتصريحات المعادية للإسلام، وتوجد دعوات مطالبة بقتل المسلمين، لذلك فقلقنا يتزايد مع كل حادثة إرهابية".
وأكد كبيباش أن الجالية المسلمة تلتزم بمحاربة التطرف في صفوفها. وتابع قائلا: "في مساجد فرنسا التي يبلغ عددها 2500، هناك حذر متنام وتعبئة شاملة لمسلمي فرنسا. وإذا حدث وتواجد بها تصرف عنيف أو محرض على الإرهاب أو العنف، سيتخذ المسلمون الفرنسيون، كمواطنين مسئولين، الإجراءات اللازمة لذلك بلا شك".
وشدد على أن غالبية حالات التطرف لا تتم بالمساجد، وأن "كافة حالات التطرف تظل حالات معزولة وتمت غالبيتها عبر وسائل التواصل الاجتماعي". منوهًا إلى "ضرورة تسليح الأئمة والمرشدين الدينيين بالمساجد وتزويدهم بالوسائل والخطاب الفقهي اللازم لدحض الخطابات الجهادية وتفكيكها".
وبالرغم من هذه الادانة الواضحة انتقد الكاتب ماهر أبو طير غياب ادانات ملايين المسلمين الذين يعيشون في أوروبا وأمريكا لجرائم داعش بشكل قوي فقال عشرات ملايين العرب والمسلمين يعيشون في أوروبا وأمريكا وأستراليا وكندا، وكل هؤلاء هربوا من ظروف مأساوية وفقر، إلى بلاد قدمت لهم كل شيء، وحصلوا فيها على جنسياتها ومواطنتها، اضافة إلى حقوقهم الطبيعية.
كل هؤلاء يتضررون امام هول العمليات التي يقوم بها افراد، ولم يعد كافيا ان نقول إن هؤلاء لا يمثلوننا، وعلينا ان نقرأ فقط، ردود الفعل الباهتة على نحر القس في فرنسا، بسكين، وهو الذي قدمت كنيسته مالا قبل ستة عشر عاما لبناء مسجد، في تلك المنطقة.
تعجب من ردود الفعل الباهتة، حتى ان البعض يخرج ويقول لك ان الغربيين المسيحيين يذبحون المدنيين المسلمين طوال عمرهم، فلماذا نقيم الدنيا على القس، وذات اصحاب هذا الرأي يقفون ليل نهار على أبواب سفارات العالم الغربي تسولا لتأشيرة؟!.
لا يمكن أن نحمل ثارات عمرها مئات السنين، أولا، من احتلالات مرت، ولو كانت كل الأمم تحمل الثارات، لما انتهينا من المواجهات، ثم إن هذه الدول لم تجبر أحدا على الذهاب إليها، بل بذل كثيرون، كل جهودهم من أجل دخولها والاستقرار فيها، والمنطق يقول: إن على المرء احترام البلد الذي يعيش فيه، واحترام بيئته وقوانينه، لا التحول إلى قاتل ينحر بسكين قسًّا في كنيسة، ويقول للعالم: انظروا إلينا، نقتل الصغار والكبار، المحاربين والمدنيين، رجال الدين وغيرهم، فتضيع أصواتنا نحن الذين نقول: إن هذا ليس هو الإسلام.
في هذا الملف تحديدًا هناك رأي يقول لك إن الإرهاب رد فعل على ما يفعله العالم في المنطقة، وبعض المراقبين يقول إن عليك أن تعالج أسباب الإرهاب، لا نتائجه، والكل يريد أن يبحث عن مخرج نجاة، ولا يريد أن يعترف أننا نبدو بصورة سيئة جدًّا امام العالم، حين نقتل بعضنا البعض أولا، ثم نقتل الآخرين، وقد آن الأوان أن نلتفت حقًّا إلى بنيتنا الداخلية وما فيها من مسارب ومداخل وتكييفات.
أوروبا ذاتها وأمريكا سمحت للمسلمين ببناء آلاف المساجد والمراكز الإسلامية، وهي ذاتها التي أمنت الناس في دمهم وحرياتهم، ومنحتهم فرصًا للحياة، فما هو المنطق الذي يبيح لقاتل أن ينحر قسًّا بالسكين، أو أن يدهس مدنيين في نيس، أو غير ذلك من حوادث في العالم، وهل سيتوقف الغرب لحظتها عن التدخل العسكري بكل إمكاناته المتفوقة؟ أم أنه سيرسل المزيد من وسائل الدمار إلى المنطقة ردا على هذه العمليات؟!.
الصوت الإنساني الذي يندد بقتل طفل فلسطيني على يد الاحتلال الإسرائيلي، أو طفل فلسطيني على يد تنظيم سوري، أو موظف مدني أو عسكري في الحكومتين السورية أو العراقية، يجب أن يبقى بذات القوة أيضًا، ضد مسّ أمن الدول الأخرى ومسّ شعوبها، فالإنسان لا يتجزأ، ومن يقل لك إن دمك حرام، ودم الآخرين حلال، يمنحك رخصة للقتل، ليس أكثر، والشعور بأن دمنا أزرق ومحرّم على الأمم، فيما مسموح لنا سفك دم الآخرين، شعور مرضي.
أكبر وأخطر مشكلة لا يواجهها أحد اليوم، تلك المشكلة التي تقول إن شخصًا نائمًا يصحو متحمسًا صباحًا، ويرسل رسالة «مبايعة إلكترونية» إلى الخليفة البغدادي، والله يعلم إلى أين تذهب فعلا، وهل تعني شيئا هذه المبايعة الإلكترونية، ثم ينتشي الرجل بشعوره أنه جزء من تنظيم الدولة، وينفذ عملية لا يمكن لأي جهاز أمني في كل العالم أن يكتشفها مسبقًا؛ لأنها قرار فردي، ولا أحد قادر على قراءة نوايا الناس، أو الأفراد مسبقا، ومثل هؤلاء ينتشرون بالآلاف في كل مكان، وعلينا أن نتوقع عمليات كل فترة في كل بلد من بلدان العالم، ولا شك أن كل الإعلام العربي، ومؤسسات الدين الرسمية، فشلوا في إقناع الناس، أن كل هذا مخالف للدين، مما يعني أن المعركة ما زالت في بدايتها.
مثلما غضبنا على رسم رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، واعتبرنا ذلك مسّا بعقيدتنا، علينا أن نشهر موقفًا ضد كل مساس ديني يخص الغرب، أيًّا كان شكله، في كنيسة أو مؤسسة أو عبر نحر قسيس؛ لسبب بسيط جدا، يقول: إن علينا جميعًا ألا نسمح باختطاف الحياة وتحويلها إلى جهنم حمراء في الأرض، وأن نراعي خصوصيات الآخرين حتى يراعوا خصوصياتنا، وحتى نبقى مثلًا مختلفًا.
من ذا الذي يجرؤ اليوم، ويخرج ليقول علنًا: إن هناك مشكلة بنيوية في تأويل النصوص من فقهاء هذه الجماعات، بما يحض على قتل القس أو الطفل أو المدني، بسكين أو سلاح أو بحجر أو حتى برميه من طابق مرتفع، مثلما نقرأ في فتاويهم وأدبياتهم، بذريعة أنهم يقتلون المدنيين عندنا بقصفهم وعملياتهم، وأنه يحق لنا الرد....؟!.