تصريحات الاستخبارات الأمريكية.. تُجدد حديث تقسيم سورية

السبت 30/يوليو/2016 - 07:56 م
طباعة تصريحات الاستخبارات
 
في تصريح اعتبر بمثابة رسم جديد لمستقبل سورية جغرافياً وسياسياً، إذ اعتبره كثير من المراقبين بمثابة تمهيد لتقسيم سورية ربما دولة سنية في الوسط وحلب، وأخرى شيعية وأخرى للأكراد في الشمال، قال جون بيرنان، رئيس وكالة الاستخبارات الأمريكية أو ما يُعرف بـ"CIA"  إن المسألة السورية وما تشهده البلاد من حرب تعددت الأطراف فيها، تعتبر أكثر المسائل المعقدة التي وجب عليه التعامل معها في مسيرته المهنية.
وإعادة رسم وهندسة الخارطة السياسية والجغرافية، نبأت عنها كثير من الوثائق السرية التي سربتها جهات غربية لها علاقة بأجهزة المخابرات، حيث استبقت أمريكا في وقت سابق جهود الحل السلمي حيث لوحت للمرة الأولى بتقسيم سورية فى حال فشلت تلك المفاوضات، خاصة بعد دخول روسيا على خط الأزمة من خلال ضرباتها المستمرة مما أحرج امريكا وحلفائها، فاستطاعت روسيا بتدخلها العسكري أن تحدث توازن فى ميزان القوى بين المجموعات المسلحة والجيش العربي السوري.
تصريحات الاستخبارات
كلمة لبيرنان جاءت في منتدى آسبن الأمني بكولورادو، حيث قال إن تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام أو ما يُعرف بـ"داعش،" قام "بتحفيز وضغط قدراته على التخطيط وتنفيذ الهجمات،" لافتا إلى أن "الزخم والوحشية هما مفتاح سمعة التنظيم السيئة.، و"داعش تهديد عالمي أكثر من تنظيم القاعدة، فهم ليسوا فقط منظمة إرهابية، حيث يمكن أن يكون العالم كلة ملعبا لهم."
ويشار إلى أن تصريحات برينان تأتي في الوقت الذي تبنى فيه تنظيم داعش عدة هجمات زعم أن منفذيها هم "جنود في الدولة الإسلامية" في دول أوروبية، في الوقت الذي يبرر فيه محللون وخبراء هذه الهجمات بأنها ردة فعل من التنظيم على الخسائر الهائلة التي يتكبدها على أرض الواقع في كل من العراق وسوريا.
كما جاءت تصريحات وزير الخارجية الأميركي جون كيري منذ فترة، والتي أشار فيها إلى تفكيك سورية، لتُثير مخاوف جديدة في المنطقة، خاصة انه مصطلح لم تستخدمه أميركا من قبل بشكل رسمي، مما يثير جدلا بشأن مستقبل هذا البلد المتهالك في ظل ما يشهده من صراعات قد تنتهي برسم خرائط جديدة لمنطقة الشرق الأوسط تتعدى حدود سوريا إلى كل من العراق ولبنان وتركيا.
تصريحات الاستخبارات
وربط مراقبون بين تلك التصريحات وقرب انتهاء فترة ولاية أوباما، بأنه يريد إنهاء فترة حكمه بإنهاء الأزمة السورية إلى تقسيم البلاد، إذ تشير تصريحات كيري إلى تغيرات في السياسة الأميركية التي لا تبدو في وضع المسيطر على الأحداث في سوريا، والتي يراها البعض نوعا من الضغط على النظام والمعارضة بفرض حالة التقسيم في حال عدم التوصل إلى تسوية سياسية.
اللافت أن الرغبة في تقسيم سورية لم تتوقف عند الامريكان وفقط، إذ أن التصريحات خرجت كذلك من الجانب الروسي، ففي 2 مارس 2016 ألمحت روسيا من خلال سيرغي ريابكوف نائب وزير خارجيتها إلى أنها لن تقف ضد فكرة إنشاء دولة فدرالية في سوريا، معربا عن أمله في أن يتوصل المشاركون في المفاوضات إلى ذلك، وأضاف أنه "لا بد من وضع معايير محددة للهيكلة السياسية في سوريا في المستقبل تعتمد على الحفاظ على وحدة أراضي البلاد بما في ذلك إنشاء جمهورية فدرالية خلال المفاوضات".
تصريحات الاستخبارات
وفي 6 مارس 2016 أكد رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو أن "تركيا ترفض أن تقسم سوريا لدويلات، مشيرا إلى حديث جمعه بالمسؤولين الإيرانيين في طهران واتفاقه معهم على دعم بقاء سوريا موحدة. وأكد داود أوغلو في تصريح صحفي له أن “اتفاقية سايكس بيكو قسمت المنطقة قبل مئة عام، وينبغي ألا نسمح بتقسم جديد”،ة وربط مراقبون بين تلك التصريحات ورفض تركيا النهائي إقامة أيب دولة للأكراد في شمال سورية.
وقد حاول رئيس “المجلس الوطني الكردي”، إبراهيم برو، الدفاع عن الفدرالية إذ قال "الفدرالية لا تعني تقسيم سوريا، ووزراء خارجية أمريكا وروسيا والدول الأوروبية، يؤكدون على ضرورة إقامة نظام فدرالي في سوريا”. وأضاف برو أن “سوريا على أبواب التقسيم بالفعل”، لذلك فإن حديث المجتمع الدولي عن الفدرالية يصب في مصلحة وحدة الأراضي السورية.

شارك