تحرير "حلب" بين حسم النظام السورى وصمود المعارضة المسلحة
الأحد 31/يوليو/2016 - 06:09 م
طباعة

على الرغم من تاكيد النظام السورى على أن تحرير مدينة حلب من الجماعات المسلحة أصبح مسألة وقت بعد أن فرض الجيش السورى حصارا على المدينة ويستعد لإقتحامها وتجهيز 3 ممرات آمنة لخروج المدنيين السوريين الا أن الثوار يستعدون على الجهة الاخرى للبدء في معركة فك الحصار عن المدينة حلب، وذلك بالهجوم على مواقع قوات الأسد في التلال التي تسيطر عليها بالريف الجنوبي، وعلى عدة جبهات في محيط المدينة.

وقد تمكنت فصائل الثوار مع بداية المعركة من السيطرة على عدة تلال استراتيجية جنوبي المدينة وكتيبة المدرعات الثقيلة في الريف الجنوبي، كما تم تدمير دبابة خلال اشتباكات على جبهة الراشدين، بالتزامن مع استهدف تجمعات الميليشيات الشيعية في قريتي الحويز والسابقية بالصواريخ وان عملية التحضير لعملية فك الحصار عن حلب سوف يتم من خلال إشعال كافة الجبهات في المدينة، وأنّ المعركة ستشهد استخدام كافة الإمكانيات المتاحة لدى فصائل الثوار من أسلحة ثقيلة وقذائف صاروخية وان فصائل "جيش الفتح" و"فتح حلب" وضعت خطة مدروسة لبدء الهجوم، وان المعارك ستجري من عدة محاور ضمن مراحل متتابعة ومنتظمة عسكرياً.
وقال الناطق باسم جيش الفتح، إن خطة معركة فك الحصار عن مدينة حلب تشمل أكثر من محور وتمتد على مسافة 20 كم ابتداء من منطقة الأسبقية وانتهاء بمدرسة الحكمة، وتشترك جميع فصائل بهذه المعركة وأن جيش الفتح بدأ بوضع خطة من أجل فك الحصار عن حلب، وبدأت منذ حوالي 20 يوماً منذ أن قطع الطريق نارياً، وسنبدأ العمل على المحاور الأولى ومع انطلاق المعركة تمكن الثوار من السيطرة على عدة تلال بالريف الجنوبي وكتيبة مدرعات، كما تمكنوا من تدمير دبابتين الأولى على جبهة الراشدين، والثانية على حاجز الساتر بالقرب من بلدة الحويز بعد استهدافهما بصواريخ حرارية.

في المقابل لم يكتفى النظام السوري بالحرب العسكرية التي يشنها على أحياء مدينة حلب الشرقية ، بل لجأ إلى إدخال الحرب النفسية والإعلامية، من خلال ترويج معلومات تتحدث عما أسمته "استسلام عشرات المقاتلين وتسليم أنفسهم للجيش السوري، بالإضافة إلى خروج مدنيين عبر الممرات الآمنة"، لتكون عاملا مساعدا له في تهبيط عزيمة الناس والتأثير فيها سلبا. إلا أن المعارضة سارعت إلى نفي ما يروجه النظام، ووصفته بالـ"الكذب"، مؤكدة أن "معنويات المقاتلين والمدنيين مرتفعة جدا"، ومتوعدة بـ"فك الحصار في أي وقت عبر جبهات حلب الواسعة والمتعددة".
مزاعم النظام سرعان ما بددتها المعارضة وحتى المدنيون المحاصرون؛ إذ كشف مصدر عسكري في الجيش السوري الحر، عن أن "الثوار في وضع جيد في جميع مناطق شرقي حلب ، أن مقاتلي المعارضة شنوا هجوما معاكسا، وتمكنوا من استعادة السيطرة على مباني السكن الشبابي عند أطراف حي بني زيد و كبدوا النظام خسائر في الأرواح والآليات على جبهة الملاح وأن النظام لم يحقق انتصارات عسكرية في حلب، بعد سيطرته على طريق الكاستيلو، وما زاد على ذلك، لا يعدو كونه حربا إعلامية وترويجا لانتصارات مزعومة.

وعن الخيارات المتاحة أمام المعارضة، في ظل الحصار المشدد على أحياء حلب الشرقية، وانقلاب ميزان القوة لصالح النظام، أوضح المصدر العسكري، أن "معركة حلب في بداياتها، وهناك عشرات فصائل المعارضة المنتشرة على الجبهات في محيط حلب، ستفاجئ النظام في أي لحظة و أن المعلومات العسكرية تبقى سرية ولن يكون هناك حصار لحلب، فهذه المدينة تختلف عن حمص ودارايا؛ لأن فيها ما يزيد على 20 جبهة واسعة، وبالتالي، لا خوف على حلب وأهلها"، وعلى الجيش الحر، انتظار مفاجأة في أي وقت وعلى أكثر من جبهة، ولا سميا داخل مناطق سيطرة النظام في حلب".
من ناحية ثانية، في موازاة التطمينات العسكرية تجاه ثبات الجبهة الداخلية والتأهب لصد أي هجوم للنظام، يبدو أن الوضع الإنساني غير مقلق أيضا، بحسب الناشط المدني في حلب عبد القادر علاف، الذي أوضح أن "معنويات المدنيين والمقاتلين في حلب مرتفعة جدا، وهي أعلى مما يتوقعه مَن هم خارج حلب وأن الحصار لم يثن الآلاف عن الخروج في مظاهرات كبيرة في كل شوارع حلب الشرقية وصولا إلى منطقة الأنصاري تهتف ضد النظام، وتعلن رفضها الانصياع لشروطه و أن ما يحكى عن استسلام مقاتلين وخروج مدنيين من شرقي حلب، ليس إلا كذبا وخداعا للرأي العام وان النظام عمد إلى إلباس بعض عناصره ثيابا مدنية، وصوّرهم يدخلون إلى مناطق سيطرته غربي حلب".

من جانبها، نقلت وكالة "د ب أ" الألمانية، عن مصادر في أحياء حلب الشرقية الخاضعة لسيطرة المعارضة السورية، نفيها القاطع ما تردد عن خروج أي مسلح وتسليم سلاحه للجيش النظامي السوري صباح السبت 30-7-2016م في معبر حي صلاح الدين، بشمال غربي مدينة حلب. وقال المحامي عبد الغني شوبك، مسؤول العلاقات العامة في مجلس مدينة حلب الحرة "لم يخرج أحد من المسلحين أو يسلم نفسه على الإطلاق". كذلك قال الدكتور حمزة الخطيب، مدير مشفى القدس في حلب الشرقية للوكالة نفسها "هذا الكلام عارٍ عن الصحة، ولم يخرج أي مسلح وكل من تواصلنا معهم نفوا هذا الكلام جملة وتفصيلا". أما الناشط الإعلامي عمر عرب، الموجود في حي صلاح الدين، فأكد أنه "لم يخرج أي مسلح من الحي على الإطلاق، وهذه فبركات النظام الإعلامية، وقد تعودنا عليها".

مما سبق نستطيع التأكيد على أن النظام السورى لم يحسم بعد معركة تحرير مدينة حلب من الجماعات المسلحة وأن فرض الجيش السورى حصارا على المدينة واستعداده لاقتحامها لايعنى بالضرورة نجاحه لانه على الجهة الاخرى يستعد الثوار للبدء في معركة فك الحصار عن المدينة حلب، وذلك بالهجوم على مواقع قوات الأسد في التلال التي تسيطر عليها بالريف الجنوبي، وعلى عدة جبهات في محيط المدينة مما يعنى ان المعركة لم تحسم بعد.