وثائق جديدة تكشف مخططات "القاعدة" في ليبيا بدعم إيران

الإثنين 01/أغسطس/2016 - 12:21 م
طباعة وثائق جديدة تكشف
 
بعد ظهور وثائق منسوبة للزعيم السابق ومؤسس تنظيم القاعدة أسامة بن لادن عن وجود تعاون لوجستي بين التنظيم وإيران، وفقًا لما كشفته الولايات المتحدة في مارس الماضي، كشفت أيضًا الولايات المتحدة الأمريكية أمس الأحد 31 يوليو 2016 عن وثائق سرية، تفيد بتورط إيران بعلاقة مع تنظيم القاعدة والجماعة الإسلامية المقاتلة في ليبيا.
وثائق جديدة تكشف
وجاء في الوثائق أن تاريخها يعود إلى فترة قليلة سبقت اندلاع الثورة الليبية في فبراير 2011؛ حيث يقوم التنظيم الإرهابي بحماية المراقد الشيعية مقابل منح طهران إياه ممرا آمنا لمراسلاته وأمواله وملجأ يؤوي قادة التنظيم وعائلاتهم.
ووفق ما جاء في الوثائق التي نشرها موقع المرصد الإخباري، فإن إيران عقدت صفقة سرية مع تنظيم القاعدة في ليبيا، أصبحت بموجبها نقطة عبور مهمة للتمويل في المغرب العربي.
وأفادت وثائق في وقت سابق، بأن أمريكا حصلت عليها من منزل بن لادن في أبوت آباد بـباكستان خلال عملية اغتياله، وأكدت هذه الوثائق آنذاك امتلاك إيران أوراق ضغط تمارسها على تنظيم القاعدة في سبيل تسخيره لخدمة أهدافها السياسية، كاستغلال نشاطه لإزعاج الأمريكيين في العراق، كما تظهر هذه الوثائق امتلاك التنظيم أوراق قوة فاوض فيها الإيرانيين.
ووفقا للإدارة الأمريكية، فإن هذه الوثائق عثر عليها في مايو 2011 أي في خضم جولات مفاوضات الملف النووي بين إيران والغرب.
كانت مصادر استخباراتية أمريكية قد أعلنت عقب الاتفاق النووي بين إيران والغرب في يوليو 2015 عن صفقة بين إيران والقاعدة أطلقت فيها طهران سراح خمسة من أبرز قادة التنظيم مقابل إخلاء القاعدة سبيل دبلوماسي إيراني اختطف في اليمن.
وأظهرت الوثائق التي كشفت تعاون بين القاعدة في ليبيا وإيران، أن القيادي في القاعدة عطية الله الليبي، واسمه الحقيقي جمال إبراهيم اشيتيوى زوبي المصراتي، لعب دورًا محوريًا في عمليات التمويل، فيما قام البحريني عادل محمد محمود عبد الخالق بمساعدة الجماعة الليبية المقاتلة، عبر سفره لإيران 5 مرات ولقائه كبار الداعمين للقاعدة في طهران.
وشارك عطية الله الليبي في بعض العمليات الكبرى في أفغانستان مثل: عملية فتح خوست، وكان قد تخصص في سلاح الهاون الغرناي، وكذلك كان متخصصًا في المتفجرات.
 وعين عطية الليبي من قبل أسامة بن لادن كمبعوث لتنظيم القاعدة في إيران، وهو منصب سمح له بالسفر من وإلى إيران بإذن من المسئولين الإيرانيين، فيما كان القيادي الليبي في القاعدة، ويدعى محمد بن حمادي الممول الرئيس للجماعة الليبية المقاتلة.
وكما ذكرت الوثائق فإن نور الدين الدبسكي عُين عضوًا في لجنة عسكرية من الجماعة الليبية المقاتلة ومقرها إيران، فيما أشارت عدد من الرسائل المرسلة من وإلى أسامة بن لادن والتي عثر عليها في منزله في آبوت آباد بباكستان؛ حيث قتل، إلى بعض أتباعه الليبيين الذين يعيشون في إيران.
وثائق جديدة تكشف
فيما أشارت وثيقة أخرى إلى عقد إيران صفقة سرية مع تنظيم القاعدة الليبي، وتصف الأراضي الإيرانية بأنها نقطة عبور مهمة للتمويل، داخل وخارج الدول المجاورة مثل: أفغانستان وباكستان، وأن القيادي عطية الله الليبي لعب دورًا مركزيًّا في هذه العمليات .
الجماعة الليبية المقاتلة تنظيم مسلح موالي لتنظيم القاعدة، شكله مجموعة من الليبيين الذين عادوا إلى ليبيا بعد أن شاركوا في الحرب الأفغانية السوفيتية، وقاموا بعمليات مسلحة في مواقع مدنية وأمنية بليبيا في تسعينيات القرن العشرين بهدف إسقاط نظام العقيد معمر القذافي، إلا أن القوات المسلحة الليبية وأجهزة الأمن قضت عليهم، واعتقلت مجموعة كبيرة منهم، وفي عام 2009 قام زعماء الجماعة بمراجعة أفكارهم وقدموا اعتذاراً للدولة، الأمر الذي أدى إلى إطلاق سراحهم.
وكان شارك أكثر من 800 مقاتل من الجماعة الليبية المقاتلة في ثورة 17 فبراير أغلبهم كانوا قادة ميدانيين في المعارك بسبب خبرتهم في الحروب في أفغانستان والبوسنة ومنهم قائد المجلس العسكري في طرابلس عبد الحكيم بلحاج.
وفي أعقاب الإطاحة بنظام القذافي، لمع صيت الجماعة المقاتلة عبر رئيسها وأبرز قيادييها وهو عبد الحكيم بلحاج، وهو من أكبر الشخصيات الجدلية في ليبيا، إذ يتهم بأنه قام بالاستيلاء على ملايين الدولارات فور سقوط نظام القذافي.
ويرى مراقبون أن الولايات المتحدة اعتبرت إيران داعمة للإرهاب منذ وقت طويل؛ حيث قالت أمريكا في صيف 2011 عقب الغارة على مقر بن لادن: "إن هناك تعاونًا بين إيران والقاعدة".
فيما يرى محللون أن هذه الوثائق لا تضيف الكثير؛ لأن علاقة إيران بتنظيم القاعدة تكشفت على مدى سنوات، وأن أكثر من خمسمئة من عناصر التنظيم وعائلاتهم لجئوا إلى إيران بعد ضربات الـ11 من سبتمبر 2001، معتبرين أن الإفراج عن هذه الوثائق يندرج في إطار تحسين صورة الرئيس الأمريكي.
واستمرت إيران في تقديم دعم مادي إلى "القاعدة" بعد وقوع أحداث 11 سبتمبر عام 2001 بصورة أبرز من خلال تقديم ملاذ آمن لقيادات "القاعدة" وعملائها، وحمايتهم من عمليات انتقامية شنتها القوات الأمريكية التي غزت أفغانستان.

شارك