"لوموند" ترصد 4 سيناريوهات لتأجيج "داعش" الصراع بين المسيحية والإسلام

الإثنين 01/أغسطس/2016 - 02:55 م
طباعة لوموند ترصد 4 سيناريوهات
 
اهتمت الصحف الفرنسية بالخطبة المهمة التي ألقاها "الكاردينال فانت تروا" بعد الأحداث الإرهابية التي طالت فرنسا والتي وجه فيها التحية إلى مسيحيي الشرق وإلى الكاهن جاك هاميل الذي ذبح في كنيسة سانت روان، وقال الكاردينال: "من يختفون وراء الدين لإخفاء مشاريعهم القاتلة ومن يريدون تبشيرنا بإله موت، يتمتعون بموت الإنسان ويعدون بالجنة لمن يقتلون باسم اللّه، لا يسعهم أن يقنعوا الإنسان بمشروعهم".
وأضاف : "للرجاء مشروع وهو مشروع جمع البشرية في شعبٍ واحد لا من خلال الإبادة بل من خلال القناعة والدعوة إلى الحرية. هذا الرجاء في صلب الشدائد هو ما يُبعدنا عن طريق اليأس والانتقام والموت. هذا الرجاء هو الذي كان يحرك الأب جاك عندما كان يرفع صلاته خلال الذبيحة وهذا الرجاء هو الذي يدعم مسيحيي الشرق عندما يهربون من الاضطهاد ويختارون ترك كل شيء عوض التخلي عن إيمانهم. هذا الرجاء هو الذي يحرك قلوب آلاف الشباب المجتمعين حول البابا فرنسيس في كراكوف وهو هذا الرجاء الذي يمنعنا من الخضوع للغضب عندما نواجه الصعاب".
ودعا الكاردينال الجميع إلى مقاومة تجربة الفراغ والرغبة في الموت من أجل مكافحة انتشار فيروس الشك في مجتمعنا. "لا نبني وحدة البشرية من خلال طرد أكباش المحرقة ولا نساهم في اتساق المجتمع وحيوية الارتباط الاجتماعي من خلال تطوير عالم افتراضي من السجالات والعنف الكلامي إذ يصبح العنف الافتراضي في نهاية المطاف كراهية حقيقية تعزز الدمار كوسيلة للتقدم. تؤدي الحرب الكلامية في أغلب الأحيان إلى تسخيف الاعتداء".
وتطرق أسقف باريس إلى قائمة المخاوف المشتركة وتطرق إلى الضجة الإعلامية التي تعزز هذه المخاوف في أغلب الأحيان. "لم تعرف فرنسا في تاريخها مثل هذا الازدهار وسهولة العيش والأمن مثل ما تشهد فرنسا اليوم. لا يحتاج كبار السن العودة بالزمن كثيراً ليتذكروا فترات البؤس. لا تمنعنا كل المنتجات التي نتقاسمها، حتى ولو كان التقاسم غير منصف، وكل الخدمات التي في متناولنا من أن يوثر القلق علينا. هل نخاف إلى هذا الحد لأن ما نملكه كثير؟
الذرة وطبقة الأوزون والاحتباس الحراري والملوثات والسرطان والسيدا والخوف من المستقبل والشيخوخة والأوضاع الاقتصادية ومخاطر البطالة والقلق من مشاكل الشباب والإدمان على المخدرات وعدم استقرار العائلات، وخوف الشباب من عدم النجاح والعنف الاجتماعي والقيادة الجنونية وسقوط الضحايا.. كيف باستطاعة الرجال والنساء مقاومة هذا الضجيج؟ وهو ضجيج يعطينا كل يوم ما يكفي، وينقل لنا الحقيقة من خلال حملات حقيقية تبدو بالمقارنة معها مخاوف مبشري القرون الماضية من جهنم مجرد قصص أطفال بريئة. وفي نفس السياق رصدت صحيفة «لوموند» الفرنسية 4 سيناريوهات يمكن أن يشاهدها العالم بين الإسلام والمسيحية خلال الفترة المقبلة، بعد هجوم مسلحين من «داعش » على كنيسة «روان»، والذي أسفر عن ذبح الكاهن جاك هامل بالسكين، فيما أكد الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند أنه يسعى لإنشاء قوات حرس وطني لحماية الفرنسيين.
وأكدت لوموند أن «داعش» يسعى لتدمير كل صور التعايش الديني في العالم، خاصة بين الإسلام والمسيحية، مشيرة إلى أن بعد إحباط هجومين للتنظيم في 2015 ضد كنيستي «فيلجويف فال دو مارن»، والقلب المقدس في فرنسا، التي وصفها «داعش» بـ«ملكوت الصليب»، سعى التنظيم في محاولات أخرى لإيجاد كنيسة من أجل تنفيذ حربه ضد «الصليبيين».
وأضافت أن «داعش» لا يكتفي بالقضاء على الوجود المسيحي في الأراضي التي يسيطر عليها في العراق، بل أعلن بدء معركته «الدينية» على الغرب، موضحة أن التنظيم يطلق على غارات التحالف الدولي في العراق وسوريا «الحملات الصليبية».
وأشارت إلى أن هذا هو «عنصر اللغة» المتكررة في خطابات زعيم التنظيم أبوبكر البغدادي، الذي أعلن عن نيته لـ«كسر الصليب».
ولفتت إلى أن أول السيناريوهات التي يمكن أن تحدث هي الصراع بين الإسلام والمسيحية؛ ففي أكتوبر 2014 أصدر التنظيم عبر مجلة «دابق» الناطقة بالإنجليزية، صورة للعلم الخاص به على مسلة مصرية في مواجهة كنيسة القديس بطرس في روما، موضحة أن بهذه الطريقة يريد «داعش» عودة الصراع الإسلامي- المسيحي بين الشرق والغرب منذ قرون إلى الساحة، مشيرة إلى أن في مجلته الفرنسية يوليو 2015 نشر التنظيم أيضًا أهدافًا لهم أبرزها «الكنائس وأماكن المرتدين الواعظين» من أجل نشر الرعب في قلوبهم.
أما السيناريو الثاني فهو أن التنظيم يريد تقويض المجتمعات الغريبة؛ حيث يرى أن الدول التي توجد بها أعداد كبيرة من المسلمين مثل فرنسا وألمانيا يجب أن تنقرض من المسيحيين من أجل الخلافة.
بينما السيناريو الثالث هو انقسام العالم إلى قسمين، كما أوضحت الصحيفة؛ حيث يحاول «داعش» إقناع المسلمين في أوروبا بأن الآخرين يكرهونهم، مشيرة إلى أن التنظيم يخيّر المسلمين على طريقة زعيم تنظيم «القاعدة» السابق، أسامة بن لادن، ورئيس أمريكا السابق، جورج بوش الابن، حيث قال الأول إبّان هجمات 11 سبتمبر 2001: «ينقسم العالم اليوم إلى معسكرين»، بينما قال بوش: «إما أن تكون معنا أو مع الإرهابيين»، الجملة التي فسرها داعش «إما أن تكون مع الصليبيين أو مع الإسلام»، وذلك في رسالة إلى السوريين والعراقيين الذين لجأوا إلى أوروبا هربًا منه.
ويأتي السيناريو الرابع بسبب سرعة تضاعف الخطر في أوروبا، كما قالت الصحيفة، بعد قبول الكثير من السوريين بالقارة العجوز الأمر، واستغلال داعش لتجنيد الكثير منهم، مع نداءات للمسلمين بالابتعاد عن أرض الصليبيين أو إنهائها.

شارك