بعد تحرير الخالدية.. "داعش" يفقد نفوذه ويتكبد خسائر فادحة

الإثنين 01/أغسطس/2016 - 05:01 م
طباعة بعد تحرير الخالدية..
 
في الوقت الذى استعادت فيه القوات العراقية، مدينة الخالدية أحد معاقل التنظيم الإرهابي "داعش" في غرب العراق، أفادت مصادر بمقتل العشرات من عناصر التنظيم، ما أدى إلى تكبد الأخير خسائر فادحة.

بعد تحرير الخالدية..
وحسب المصدر، قتل نحو 50 عنصرًا من تنظيم "داعش" أثناء تقدم القوات العراقية التي تضم الجيش والحشدين الشعبي والعشائري والشرطة المحلية، وبدعم من طيران القوة الجوية والتحالف الدولي ضد الإرهاب في المعركة التي انطلقت منذ فجر السبت.
ووفق المصدر فقد شهدت المعركة تقدماً من ثلاثة محاور، من جهة منطقة البوعبيد، شمال شرق الرمادي مركز الأنبار، والطريق الدولي السريع، وجسر الياباني الذي عنده تكتمل عمليات تحرير جزيرة الخالدية والمناطق المحيطة والقريبة منها من قبضة تنظيم "داعش" الإرهابي.
وكانت أشارت بوابة الحركات الإسلامية إلى أن تحرير الخالدية الواقعة بين الفلوجة ومحافظة الأنبار في غرب البلاد، سيكون خسارة كبيرة للتنظيم الإرهابي طالما استخدمها لإطلاق صواريخه التي يطلق عليها "الجهنم"، على المدنيين في قضاء الخالدية، والمناطق القريبة منه في الأنبار، وحذرت تقارير منذ شهور من خطورة بقاء منطقة الجزيرة الممتدة من الرمادي مروراً بهيت والبغدادي وصولاً إلى حديثة تحت سيطرة "داعش"، وأن خطورة هذه المنطقة تكمن في ارتباطها مع جنوب الموصل وغرب محافظة صلاح الدين، فضلاً عن حدودها الطويلة البالغة نحو 600 كيلومتر مع سوريا.
ووفق مصادر فإن طيران القوة الجوية كان له دور كبير في تدمير أوكار وتجمعات تنظيم "داعش" في جزيرة الخالدية التي كانت مُنطلقا لصواريخ ما يُسمى بـ"قذائف جهنم" التي يصنعها التنظيم محليا واستهدف بها المدنيين والقوات في قضاء الخالدية والمناطق القريبة منه في وقت سابق.
واعتمد التنظيم الإرهابي على استخدام السيارات المفخخة وعناصره الذين يخدمون بسلاح القناص لمنع تحرك القوات العراقية التي تقدمت بشكل بطيء؛ بسبب كثرة العبوات الناسفة المزروعة من قبل التنظيم في الشوارع.
فيما قام بإحراق المنازل العائدة للمدنيين النازحين خارج جزيرة الخالدية، وإطارات السيارات لتضليل الطيران وحجب الرؤية عليه ليتسنى لعناصره وقادته الهروب، أمام تقدم القوات العراقية التي تواصل قتالها حتى استعادة المنطقة بالكامل.
ووفق تقارير عالمية، فإن التنظيم الإرهابي، فقد على مدار المرحلة السابقة ما يقرب من نصف الأراضي الخاضعة تحت سيطرته في العراق في أعقاب اجتياحه للبلد العربي في يونيو من العام 2014.
بيتر كوك الناطق باسم وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون"، قدر خسائر داعش بنحو 40% من الأراضي التي استولى عليها من الحكومة العراقية وحوالي 10% من الأراضي التي يسيطر عليها في سوريا، لكن تلك التقديرات زادت في الأسابيع الأخيرة، بحسب تقرير مجلة "نيوزويك" الأمريكية.
وقال كوك: النسبة الآن في العراق بلغت حوالي 45% من الأراضي التي كانوا يسيطرون عليها في السابق، مضيفًا: أما النسبة في سوريا فتتراوح ما بين 16% إلى 20%.
وكانت الحكومة العراقية قد أعلنت أن رقعة المناطق التي لا تزال خاضعة لسيطرة تنظيم داعش انخفضت من 40% إلى 14% من إجمالي مساحة البلاد.

بعد تحرير الخالدية..
في تصريح سابق لفوليسكي الذي يعمل في قيادة التحالف الدولي، علي فقد التنظيم كثيرا من قدرته لشن هجمات ضد القوات العراقية، قائلا: كنا نرى سابقًا 50 أو 60 أو 70 مقاتلاً مع شاحنة مفخخة، الآن ليسوا سوى خمسة أو ثمانية، وربما 15" مع الآلية، مضيفًا أنَّ الجهاديين يحتاجون حاليًا إلى "أسبوعين أو ثلاثة" لإعادة تنظيم قواتهم بعد التعرُّض لهجوم. 
وأشار التقرير إلى أن مسلحي التنظيم الإرهابي واجهوا عددًا من الهزائم في البلاد؛ حيث تطوقهم القوات الكردية في شمال الموصل والقوات العراقية جنوب المدينة، في حين نجحت قوات ائتلاف العراق في إلحاق الهزيمة بـ"داعش" في مدينة الأنبار غربي البلاد في ديسمبر الماضي.
في سياق متصل، يواصل التحالف الدولي بقيادة أمريكا، الغارات الجوية علي معاقل التنظيم الإرهابي، منذ أغسطس 2014، في إجهاض خطط التنظيم في الاستيلاء على مزيد من المناطق في العراق، وقد ساعدت كثيرًا في وقوع الانتكاسات التي شهدها التنظيم في المناطق التي كان يبسط سيطرته عليها.
وكان مسلحو داعش شنوا في يونيو 2014 هجومًا في العراق مكنهم من احتلال مساحات واسعة من الأراضي العراقية غربي العاصمة بغداد وشمالها ثم احتلال الرمادي كبرى مدن محافظة الأنبار في 2015، قبل أن يستطيع الجيش العراقي استعادة السيطرة على عدة أراضٍ بمساعدة مجموعات كردية مسلّحة.
وتمكن الجيش العراقي ومجموعات مسلحة وكردية من استعادة أراضٍ احتلّها داعش في شمال العراق وفي محافظة الأنبار، خصوصًا مدينة الرمادي ومدينة هيت، فيما لا تزال مناطق واسعة من الأنبار لا تزال تخضع لاحتلال داعش وخصوصًا الفالوجة، إضافة إلى معظم محافظة نينوى وكبرى مدنها وثاني أكبر مدن البلاد الموصل.

شارك