ضربات أمريكا في سرت.. بداية النهاية لحكومة الوفاق الليبية

الأربعاء 03/أغسطس/2016 - 01:13 م
طباعة ضربات أمريكا في سرت..
 
يبدو أن بداية سقوط حكومة الوفاق الوطني قد اقتربت، وبالأخص بعدما طالبت الأخيرة أمريكا بالتدخل العسكري لشن هجمات على معاقل التنظيم الإرهابي "داعش" في مدينة سرت الليبية، ما قد يؤدي إلي تراجع شعبية المجلس الرئاسي داخل الأوساط الليبية من جهة، وفقدانه ثقة نواب البرلمان في منح الثقة لحكومة الوفاق من جهة أخرى.
ضربات أمريكا في سرت..
يأتي ذلك في وقت لا زالت حكومة الوفاق لم تحظ بثقة البرلمان المعترف به دوليًّا في الشرق؛ حيث فشل عدة مرات في عقد جلسة كاملة النصاب للتصويت على هذه الحكومة وإجراء التعديل الدستوري لتنفيذ الاتفاق السياسي.
وكان رئيس الحكومة فايز السراج، طالب، المساعدة من الولايات المتحدة؛ حيث جاء ذلك بناء على تنسيق جرى مع غرفة عمليات البنيان المرصوص والمفوض بوزارة الدفاع في حكومة الوفاق الوطني العقيد المهدي البرغثي.
وأعلن السراج عن بدء الطيران الأمريكي تنفيذ أولي ضرباته الجوية ضد مواقع وتمركزات التنظيم في سرت على أماكن محددة أوقعت خسائر فادحة في صفوف التنظيم، مشيرًا إلى أن هذه المساعدة تأتي في إطار زمني محدد، مؤكدًا أن التدخل الأمريكي يستهدف تنظيم داعش في مدينة سرت وضواحيها فقط.
ويرى مراقبون أن التدخل الأمريكي سيقتصر على توجيه ضربات جوية دون تواجد عسكري على الأرض، والاكتفاء بالدعم اللوجستي والفني بالتنسيق مع حكومة الوفاق الوطني.
وكان أعلن المركز الإعلامي لعملية البنيان المرصوص، السيطرة على معمل لصناعة وتجهيز المفخخات والألغام، ومخزن للذخيرة تابع لتنظيم الدولة "داعش"، بمنطقة السواوة شرقي مدينة سرت، شمال وسط ليبيا، مطالبًا بتدخل جوي أمريكي لاستهداف مواقع التنظيم المتشدد بالمدينة.
وكانت مصادر ليبية قد كشفت الأحد عن رسالة سرية صادرة عن غرفة قيادة عملية البنيان المرصوص المدعومة من المجلس الرئاسي، تطالب فيها بتدخل جوي أمريكي لقصف مواقع تنظيم داعش في مدينة سرت، لكن محمد الغصري، الناطق باسم غرفة العمليات الخاصة مصراتة - سرت التابعة لعملية البنيان المرصوص، نفى صحة الرسالة المذكورة.
وكان اتهم عدد من الليبيين حكومة الوفاق، بأنها مجرد غطاء سياسي لتدخل عسكري أجنبي في البلاد، وبالأخص أنها تحظي بدعم دولي كبير بعكس حكومة الشرق، ولكن السراج قد أعلن مرارا وتكرارا رفضه لأي تدخل عسكري في بلاده، مؤكدا أن طلباتهم ستقتصر على طلب المساعدة لتدريب القوات الليبية ورفع حظر التسليح عن القوات التابعة لهم، لتأتي الضربات الجوية الأمريكية وتكشف مخططات الحكومة الجديدة.
ويرى مراقبون أن التدخل الجوي الأمريكي سيأتي بنتائج عكسية؛ لأن حكومة الوفاق تعمل بدعم خارجي، وقد يستغل بعض المعارضين الموقف للتشكيك في شرعية الحكومة، إذ أنها لم تحصل على الدعم الكامل من جميع الأطراف ولم تحصل بعد على موافقة مجلس النواب في الشرق كما هو منصوص في الاتفاق السياسي.
ضربات أمريكا في سرت..
 في هذا السياق، قال عضو البرلمان عن لجنة الدفاع طارق الجروشي في تصريحات لقناة ليبيا: إن السراج طالب بتدخل جوي دون الرجوع إلى المستشار عقيلة صالح والقائد العام للجيش الفريق خليفة حفتر ودون أخذ رأيهما، وهذه سابقة خطيرة وانتهاك لحقوق الشعب، داعيًا الأخير إلى الخروج بمظاهرات للتنديد بالضربات الجوية الأمريكية، مؤكدًا أن السبب في عدم عقد النواب جلسات للتصويت على حكومة الوفاق هو عدم اكتمال النصاب منذ حوالي ثلاثة أشهر بسبب غياب المقاطعين الداعمين لحكومة الوفاق، مشيرًا إلى وجود تعمد واضح ليتم نقل السلطة إلى رئيس مجلس الدولة عبد الرحمن السويحلي.
ووجه عضو لجنة الدفاع تساؤلات عديدة للسراج، لماذا لم يطالبهم بفك حظر السلاح عن الجيش الليبي؟ ولماذا لم يطالب بمساعدة لوجستية عوضا عن القصف كالمطالبة مثلا بأجهزة كشف المتفجرات والألغام؟ مؤكدًا أن مجلس النواب هو الجهة الشرعية ولجنة الدفاع هي المسئولة عن التدخل العسكري في ليبيا وليس أي جهة أخرى.
وكانت مصادر كشفت عن وجود فرق من قوات أمريكية وفرنسية وإيطالية وبريطانية في ليبيا لجمع معلومات حول مواقع التنظيم، وتحديد شركاء محتملين من بين المجموعات المسلحة المختلفة في المعركة ضد التنظيم.
وأطلق المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق عملية عسكرية أطلقت عليها اسم "البنيان المرصوص" ضد تنظيم داعش، شمالي وسط ليبيا، وقد نجحت تلك القوات في طرد مقاتلي التنظيم من مناطق استراتيجية في سرت.
وانطلقت البنيان المرصوص في مايو الماضي، بهدف إنهاء سيطرة داعش، على مدينة سرت، عبر ثلاثة محاور هي أجدابيا – سرت والجفرة – سرت ومصراتة – سرت، وتمكنت القوات من محاصرة التنظيم في مساحة ضيقة، وتكبيده خسائر فادحة.
وكانت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" أعلنت في وقت سابق عن تنفيذها غارات على تمركزات للإرهابيين في مناطق مختلفة في ليبيا كان آخرها الضربة التي شنتها على معسكر لتنظيم داعش في مدينة صبراتة.
ويأتي التدخل الأمريكي، ليعود بالأزمة الليبية إلي مربع الصفر مرة أخرى في ظل الجدل الحالي بين الفرقاء والشعب.

شارك