"مآسي المدنيين فى حلب" و"اذلال الجنرلات الأتراك" فى الصحف الأجنبية
الأربعاء 03/أغسطس/2016 - 09:58 م
طباعة
سيطرت الأزمة السورية على عناوين الصحف الأجنبية، وخاصة مع تردى الأوضاع الانسانية فى حلب، وفشل المجتمع الدولى فى إيجاد حلول ممكنة لوقف نزيف الدماء وتفعيل الحلول السياسية، فى الوقت الذى تواصل فيه الصحف رصد تداعيات الانقلاب العسكري التركى، والخطوات التى ينتهجها الرئيس التركى رجب طيب أردوغان وحكومته ضد الجيش.
مأساة حلب
وفى تقرير لها ركزت صحيفة التايمز على المآسي الانسانية فى حلب، وتحت عنوان "مأساة حلب تفضح ضعف الغرب". أشارت إلى أن 5 من بين آخر 9 مستشفيات في المدينة السورية أُصيبت في قصف وقع الأسبوع الماضي، وأن 300 ألف من المواطنين، من بينهم آلاف الأطفال، عالقون في حلب دون مياه أو كهرباء ومع قلة من الطعام.
أكدت أن الحصار "المروع" الموجود في حلب بالحصار الذي ضُرب حول سراييفو، وانه في ظل الانشغال بالهجمات الإرهابية التي تقع في القارة الأوروبية، "نخسر حلب، وعندما نستيقظ سيكون الوقت تأخر كثيرا".
شددت على أن مستقبل سوريا يعتمد على ما سيحدث في حلب، التي كانت مركزا تجاريا بارزا في سوريا، مؤكدا على أن روسيا تفهم ذلك، ولذا "وفرت للرئيس السوري بشار الأسد الدعم الجوي والاستخباراتي الذي يحتاج لقمع المقاومة هناك".، والتحذير من أن فشل تعامل القيادة الأمريكية مع الأزمة السورية أتاح للرئيس الروسي فلاديمير بوتين فرصة لدعم "النظام السوري الوحشي".
كما تمت الاشارة إلى أن الغرب عندما يتعاون مع بوتين، فهو يبعث رسالة للعالم مفادها أنه قد قرر أن ينأى بنفسه عن سوريا لأن أزمتها باتت صعبة الحل.
بقاء أم سقوط الأسد
وفى نفس الصحيفة ركزت فى تقرير لها بعنوان "مصير حلب يمثل قضية محورية فيما يتعلق بقدرة نظام الأسد على البقاء أو سقوطه".، والاشارة إلى أن المعارضة السورية دفعت بأفضل رجالها وامكانيتها في محاولة لكسر الحصار عن مدينة حلب".، والتأكيد على أن "الحرب الأهلية في سوريا مرت بالعديد من المراحل ، إلا أن مصير مدينة حلب يبقى الأهم لدوره الحيوي للمعارضة".
أوضحت الصحيفة أنه " في حال سقطت حلب، فإنه ستشن حملة ممنهجة للسيطرة على الحدود التركية ، إذ أن النظام السوري شن حملة مماثلة على الحدود اللبنانية منذ عام 2012 إلى 2015، لقطع خطوط الإمدادات عن المعارضة وكذلك تجويع سكان المدينة".، والتأكيد على أن النظام السوري يحاول منذ 3 سنوات السيطرة على حلب بالكامل وذلك بقطع خطوط الإمداد عنها"، مضيفاً أن سقوط طريق كاستيلللو الشهر الماضي ، يعد أمراً حيوياً، ومع ذلك فإنه من المحتمل أن تمتد هذه الحملة للسيطرة على حلب شهور عدة وربما قد يلجأ الجيش السوري إلى تجويع السكان لدفعهم للاستسلام".
حلب والمصير المجهول
من جانبها رصدت صحيفة الديلي تلجراف معاناة المدنيين فى حلب نتيجة اشتداد الصراع فى الأزمة السورية، وفى تقرير لها بعنوان " الطفل النجم يقتل بصاروخ خلال محاولته الخروج من حلب". أكدت على أن الطفل السوري قصي عبطيني الذي لمع نجمه بدور عبدو في مسلسل "أم عبدو الحلبية" الساخر قتل بعد استهداف سيارة عائلته بصاروخ".، وهذا المسلسل على "يوتيوب" قبل عامين وحظي باهتمام واسع.
أشارت إلى أن المسلسل عكس أوضاع الأحياء في مدينة حلب والأوضاع الاجتماعية والمعيشية المريرة في ظل الحرب، وعرضها في قالب كوميدي يبعث البهجة والسرور في قلوب المشاهدين، حيث تمتع قصي بموهبة فذة وكان وجه الطفولة السورية التي تعاني في ظل الحرب المستمرة منذ بداية الحرب السورية.
نوهت الصحيفة أن قصي كان في العاشرة من عمره عندما شارك في تظاهرات ضد الرئيس السوري بشار الأسد، وعام بعد عام، أصبح ناقداً لنظام الأسد، وظهر في العديد من المقابلات منتقداً اياه، ونعى أسعد أخاه قصي قائلاً إن " أخيه كان يتصدر التظاهرات المناوئه للنظام السوري"، مضيفاص أنه كان محبوباً من الجميع، إلا أنه أخي الصغير وأنا افتقده كثيراً.
اذلال الجنرالات
من ناحية اخري ركزت الفاينانشال تايمز على تداعيات محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا، والإشارة إلى أن محللين يخشون من أن الإجراءات التي اتخذتها أنقرة داخل القوات المسلحة سيكون لها تبعات أوسع.
أكدت الصحيفة أن التغيرات تهدف إلى تعزيز "قبضة السياسيين على الجنرالات ومنع تكرار المخطط الذي أوشك على أن يطيح بحكومة الرئيس رجب طيب أردوغان".، لكن محللين حذروا من أن مهمة إعادة بناء الجيش ضخمة، وأنها قد تهدد أمن تركيا ودورها في مواجهة الفوضى داخل جيرانها في الشرق الأوسط.
ونقلت الصحيفة عن خليل كرافيلي، الزميل في معهد القوقاز ووسط آسيا بجامعة جونز هوبكنز في الولايات المتحدة، قوله إن "هذه أوقات غامضة للغاية بالنسبة لتركيا".، مضيفا "ما نراه هي محاولة يائسة من الحكومة للبقاء مسيطرة على القوات المسلحة."
أشارت فاينانشال تايمز إلى أن إحصائيات نشرتها وسائل إعلام تركية تشير إلى أن محاولة الانقلاب شارك فيها 1.5 من القوات المسلحة أو 8651 ضابطا.