مع رفض التدخل الأمريكي.. قوات الوفاق تتقدم في سرت تحت غطاء خارجي

الخميس 04/أغسطس/2016 - 04:01 م
طباعة مع رفض التدخل الأمريكي..
 
مع رفض عدد من الليبين بالتدخل الأمريكي في مدينة سرت، تتفاقم الأوضاع يومًا تلو الاخري، في ظل تمسك المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الليبية بالتدخل الأمريكي داخل الأراضي الليبية.
مع رفض التدخل الأمريكي..
واعتبر عدد من المحللين أن حكومة الوفاق الوطني برئاسة فايز السراج سعت للصعود إلى الحكم بغرض إتاحة الفرصة لأمريكا بالتدخل في ليبيا، ما قد يؤدي إلى تزايد الأزمة وتفاقهما.
ويستعد عددًا من الليبيين للتظاهر تنديدًا بهذا التدخل، رافضين أى تدخل من الغرب أو خلافه، حيث منح الحاكم العسكري للمنطقة الشرقية رئيس أركان القوات المسلحة الليبية اللواء عبد الرزاق الناظوري اليوم الخميس 4 أغسطس 2016 موافقته للداعين للتظاهر ضد المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني، وبحسب التصريح الممنوح للتظاهر فإن ساحات التظاهر ستكون في مدن البيضاء، بنغازي، القبة، طبرق، شحات، المرج، توكرة، الأبيار، قمينس، اجدابيا، البريقة.
وبحسب منظمي المظاهرات فإن الشعارات التي سترفع تعبر عن رفضهم وسعيهم لاسقاط المجلس الرئاسي والتمسك بشرعية البرلمان المتمثلة في رئاسته تحديدا والمطالبة بدعم الجيش دوليا بالسلاح، الذي يقوده خليفة حفتر، للقضاء على ما تبقى من الإرهاب ومطالبة المجتمع الدولي بعدم تدخل بعض الدول وتسليم الملف رسميا للأشقاء العرب فهم الأقرب للقضية.
وكانت أعلنت حكومة الوفاق الوطني أن الغارات الأمريكية تمت بطلب من الحكومة التي يرأسها فايز السراج؛ حيث تريد القوات الحكومية أن تظهر للقوات الليبية المسلحة الأخرى، خصوصًا تلك المتمركزة في الشرق، وأنها تتمتع أيضًا بعلاقات جيدة مع القوى الخارجية.
في المقابل تسعي قوات الوفاق التابعة لحكومة الوفاق الليبية، إلى التقدم في مدينة سرت ضد التنظيم الإرهابي "داعش"، تحت غطاء أمريكي، بعد الزخم الذي حصلت عليه جراء الضربات الأمريكية المتواصلة، ما قد يساعد قوات حكومة الوفاق الوطني المدعومة دوليًّا على استعادة مدينة سرت الساحلية من سيطرة التنظيم لكنه قد يزيد أيضا من تعقيدات المشهد الداخلي في البلاد، وفق محللون.
وفيما قال عبد الرحمان السويحلي رئيس المجلس الأعلى للدولة: إن السراج لا يملك الحق في مناقشة أو تعديل الإتفاق السياسي، فهو رئيس لأحد الأجسام المنبثقة عن هذا الإتفاق"، مضيفًا: أعتقد أن "السراج" أعلن التزامه بذلك في أكثر من مناسبة".
رضا عيسى العضو في المركز الإعلامي للعملية العسكرية التي تهدف إلى استعادة سرت من أيدي تنظيم داعش الإرهابي، قال: إن قواتنا تواصل التقدم وهي تسعى اليوم إلى تعزيز هذا التقدم في ظل ضربات أمريكية متواصلة أعطت زخما للعملية العسكرية، مضيفًا: قواتنا تواجه قناصة تنظيم داعش وألغامها في أجزء متفرقة من سرت، وهناك أهداف يصعب التعامل معها بفعل وجودها في مناطق سكنية، ولذا فإن الضربات الأمريكية التي تتمتع بالدقة ستساعد في القضاء على التنظيم.
في هذا السياق صرح الرئيس الأمريكي باراك أوباما أن دعم معركة الحكومة الليبية ضد تنظيم داعش يصب في مصلحة الأمن القومي الأمريكي وذلك بعد يوم من إعلان حكومته أنها نفذت ضربات جوية هناك.
وتفتح الإدارة الأمريكية بهذا جبهة جديدة في الحرب ضد تنظيم داعش الذي يلجأ بشكل متزايد إلى تدبير هجمات بالخارج في وقت يواجه فيه ضغوطا متزايدة في معاقله بالعراق وسوريا.

مع رفض التدخل الأمريكي..
وأكد أوباما أن الضربات الجوية نفذت لضمان أن تتمكن القوات الليبية من إنجاز مهمة قتال الجماعة المتشددة وتعزيز الاستقرار، مضيفًا أن الولايات المتحدة وأوروبا والعالم لها مصلحة كبرى في تحقيق الاستقرار في ليبيا لأن غياب الاستقرار ساعد في تفاقم بعض التحديات التي شهدناها في ما يتعلق بأزمة المهاجرين في أوروبا وبعض المآسي الإنسانية في البحر المتوسط.
وبدأت الولايات المتحدة منذ أيام تنفيذ ضربات جوية ضد مواقع تنظيم داعش في سرت بطلب من حكومة الوفاق الوطني المدعومة من المجتمع الدولي، حيث نفذت الطائرات الأمريكية الاثنين والثلاثاء سبع غارات على الأقل.
وكانت القوات الحكومية الليبية التي تضم بعض التنظيمات المسلحة ووحدات صغيرة من الجيش المفكك أطلقت في مايو الماضي عملية البنيان المرصوص لاستعادة سرت الخاضعة لسيطرة داعش منذ يونيو 2015. 
وحققت القوات الحكومية في بداية عمليتها تقدما سريعا بدعم عسكري سري، لكن العملية عادت وتباطأت بفعل المقاومة التي يبديها مقاتلو داعش. 
باتريك سكينر الخبير في الشئون الليبية في مجموعة صوفان الاستشارية الأمريكية يرى أن الغارات الأمريكية التي بلغ عددها منذ الاثنين ثماني غارات على مواقع وآليات للتنظيم في المدينة "لم تغير قواعد اللعبة بعد، إلا أنه من المثير متابعة (هذه الضربات لمعرفة ما إذا كانت ستتواصل.
ويقول الباحث في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية ماتيا توالدو: إن القوات الحكومية "تقاتل تنظيم داعش لذا كان من الطبيعي أن يوافق الرئيس الأمريكي باراك أوباما على مساندتها.
فيما أعلنت دار الإفتاء الليبية، رفضها الضربات الأمريكية، بعدما رأت أن المساندة العسكرية الأمريكية تمثل محاولة لسرقة جهود المقاتلين الليبيين وانتهاكًا لسيادة ليبيا.
ومنذ مارس الماضي، تتنافس كل من حكومة الشرق المعترف بها دوليًّا، وكذلك حكومة الوفاق الليبية التي تقيم في طرابلس، وقد يؤدي التدخل الأمريكي إلى زيادة التعقيدات في ليبيا.

شارك