"منبج" السورية.. بين التحرر من "داعش" والسقوط في قبضة الأكراد

السبت 06/أغسطس/2016 - 03:06 م
طباعة منبج السورية.. بين
 
بعد مرور نحو شهرين من شن هجمات قوات سوريا الديمقراطية، على معاقل التنظيم الإرهابي "داعش" في مدينة منبج السورية، باتت المدينة الاستراتيجية بين التحرر من داعش والسقوط في يد الأكراد، حيث سيطرت القوات بشكل شبه كامل على مدينة منبج في ريف حلب الشمالي، وتقوم بعمليات تمشيط في وسط المدينة؛ حيث بقي عناصر من تنظيم "داعش" الإرهابي.
منبج السورية.. بين
وكانت ذكرت بوابة الحركات الإسلامية في تقرير سابق لها، أن مدينة منبج السورية تعد من المدن المهمة في الشمال السوري؛ وذلك لأنها تعد طريقًا استراتيجيًّا يربط بين معقل تنظيم الدولة "داعش" في الرقة وطريق إمداد رئيس للتنظيم وقاعدة لاستقبال المقاتلين الأجانب للتنظيم وتدريبهم وتصديرهم للخارج، بالإضافة إلى موقعها الجغرافي الحساس القريب من الحدود الشمالية مع تركيا، وهو الأمر الذي يشكل في حال خسارة "داعش" لها أزمة كبيرة للتنظيم الدموي، وينهي نفوذه في الشمال السوري ومنطقة حلب بالكامل.
وبحسب "رويترز" فقد تمكنت القوات من السيطرة على المدينة بعد اشتباكات استمرت منذ نهاية مايو وحتى اليوم الـ 6 من أغسطس.
وبدأت أمس الجمعة 5 أغسطس 2016 "قوات سوريا الديمقراطية" في اقتحام مدينة منبج من الجهة الغربية للمدينة، وذلك تحت غطاء جوي من طائرات التحالف الدولي.
ياتي ذلك بعد معارك طالت أكثر من شهرين، ما بين تراجع وتقدم للطرفين، حيث احتدمت الصراعات، وتراجعت قوات سوريا تارة فيما تراجع تنظيم داعش تراة أخري، وظل الطرفين بين هذا وذاك إلى أن تمكنت القوات من السيطرة على كل المدينة اليوم السبت.
وبدأت قوات سوريا الديمقراطية في 31 مايو الماضي بغطاء جوي من التحالف الدولي، هجوماً للسيطرة على مدينة منبج الاستراتيجية الواقعة على خط الإمداد الرئيسي للتنظيم بين محافظة الرقة، أبرز معاقله في سوريا، والحدود التركية.
وتمكنت هذه القوات، التي تشكل وحدات حماية الشعب الكردية عمودها الفقري، من دخول منبج بعد أسابيع، إلا أنها واجهت مقاومة عنيفة من المتطرفين الذين لجأوا إلى التفجيرات الانتحارية والسيارات المفخخة والقناصة وزرع الألغام.
وفيما تتضارب الأنباء من بشأن الإعلان عن تحرير المنطقة التي تشهد معارك ضارية بين تحالف قوات سوريا الديمقراطية وعناصر داعش، نقلت وكالة فرانس برس أن قوات سوريا الديمقراطية المعارضة "حررت منبج بالكامل" وبدأت حملة تمشيط داخل الاحياء، فيما نفى شرفان درويش، الناطق الرسمي باسم مجلس منبج العسكري المنضوي في قوات سوريا الديمقراطية، اليوم السبت 6 أغسطس 2016، السيطرة الكاملة على مدينة منبج بالريف الشمالي الشرقي لمحافظة حلب شمالي سوريا، مضيفًا: لا زالت المعارك مستمرة في المدينة، ولا زال مقاتلو المجلس العسكري يخوضون المعارك داخل أحياء المدينة، مؤكداً إنهم المصدر الرسمي والوحيد المخول بإعلان التحرير.
وإذا ما سيطر التحالف العربي الكردي على منبج سيكون داعش قد حرم من المنفذ الوحيد إلى العالم الخارجي وآخر نقطة حدودية مع تركيا.
ووفق متابعين فلا تزال المعارك مستمرة في المدينة، وأن نحو 80% من المدينة باتت تحت قبضة قوات سوريا الديمقراطية.
منبج السورية.. بين
وتقع منبج على خط الإمداد الرئيسي لتنظيم داعش بين محافظة الرقة أبرز معاقله في سوريا والحدود التركية وسيسهم تحريرها بمحاصرة التنظيم المتطرف.
وبحسب معلومات فإن مقاتلي مجلس منبج العسكري سيطروا على حيي العزر والغسانية ودوار الشمسية الواقع شرقي مركز المدينة، مع سقوط قتلى في صفوف تنظيم داعش، اليوم السبت.
ووفق بعض المصادر لم يبق في المدينة سوى بعض العناصر الإرهابية المتوارين بين السكان، مشيرين إلى أن هذا التحالف من فصائل كردية وعربية يعمل على تمشيط وسط المدينة بحثاً عما تبقى من إرهابيي "داعش".
كان أعلن التحالف الدولي إحكام القوات المشاركة في عملية منبج الحصار على تنظيم "داعش" في المدينة، وأن قوات سوريا الديمقراطية دخلت مدينة منبج من الجهة الجنوبية الغربية بغطاء جوي كثيف من التحالف الدولي بقيادة أمريكية، حيث تشكل منبج، إلى جانب مدينتي الباب وجرابلس، أبرز معاقل الإرهابيين في محافظة حلب.
ووفق ما ذكرت بوابة الحركات الإسلامية في تقرير سابق لها، فإن قوات حماية الشعب الكردية تعتبر العمود الفقري لقوات سوريا الديمقراطية، وتعني السيطرة على مدينة منبج عمليًّا قطع كل خطوط الإمداد للتنظيم في ريف حلب.
وتتمثل أهمية مدينة منبج أيضًا في أنها أكبر مدن الريف الحلبي ومركز الريف الشرقي والشمالي الشرقي لحلب، كما أنها تعتبر ثاني أكبر المدن السورية التي ليست مراكز للمحافظات بعد مدينة القامشلي التابعة لمحافظة الحسكة؛ لذلك جعل التنظيم منها مركزاً رئيساً له وأهم معقل له في ريف حلب الشرقي، هذا من جهة ومن جهة أخرى تعتبر المدينة ذات أغلبية عربية مع وجود بعض الأقليات الشركسية والتركمانية والكردية لا تتجاوز نسبتهم جميعاً 10 – 15%.

شارك