تحرير سرت.. هل يكون البداية لقطع جذور "داعش" من ليبيا؟
الأحد 07/أغسطس/2016 - 01:34 م
طباعة
يبدو أن التدخل الأمريكي في سرت الليبية بطلب من حكومة الوفاق، بدأ يأتي بثماره؛ حيث أعلنت الأخيرة اليوم الأحد 7 أغسطس 2016، بدء العد التنازلي لإطلاق المرحلة الأخيرة من عملية "البنيان المرصوص" العسكرية التي تهدف إلى استعادة مدينة "سرت" من قبضة التنظيم الإرهابي داعش.
وتشن الطائرات الأمريكية هجمات منذ الأسبوع الماضي على معاقل التنظيم في سرت بطلب من حكومة الوفاق، وقالت القوات الحكومية في بيان تلقت انطلاق العد التنازلي للمرحلة الأخيرة من العمليات العسكرية ضد فلول داعش، واجتماعات مكثفة لقادة العملية استعدادا للمعارك الأخيرة والحاسمة لاجتثاث عصابة داعش من مدينة سرت.
وذكر المركز الإعلامي لعملية "البنيان المرصوص" على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، صورة تظهر مجموعة من الجنود حول خارطة للمدينة المتوسطية الواقعة على بعد نحو 450 كلم شرق طرابلس.
وتسعى القوات الحكومية منذ يومين إلى مجمع قاعات واغادوغو، المقر الرئيسي لتنظيم داعش في سرت، في إطار عمليتها العسكرية الهادفة إلى استعادة المدينة من التنظيم المتطرف الذي يسيطر عليها منذ يونيو 2015.
واعتبر عددٌ من المحللين أن حكومة الوفاق الوطني برئاسة فايز السراج سعت للصعود إلى الحكم بغرض إتاحة الفرصة لأمريكا بالتدخل في ليبيا، ما قد يؤدي إلى تزايد الأزمة وتفاقمها.
ويستعد عددٌ من الليبيين للتظاهر تنديدًا بهذا التدخل، رافضين أي تدخل من الغرب أو خلافه؛ حيث منح الحاكم العسكري للمنطقة الشرقية رئيس أركان القوات المسلحة الليبية اللواء عبد الرزاق الناظوري الخميس 4 أغسطس 2016 موافقته للداعين للتظاهر ضد المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني، وبحسب التصريح الممنوح للتظاهر فإن ساحات التظاهر ستكون في مدن البيضاء، بنغازي، القبة، طبرق، شحات، المرج، توكرة، الأبيار، قمينس، إجدابيا، البريقة.
وأعلنت القوات الحكومية أن الطائرات الأمريكية شنت السبت ست غارات أسفرت عن "تدمير موقع" لتنظيم داعش وقتل قناصة من عناصره وتدمير آلية مسلحة.
وانطلقت البنيان المرصوص في 12 مايو الماضي، بهدف إنهاء سيطرة داعش، على مدينة سرت، عبر ثلاثة محاور هي أجدابيا– سرت والجفرة – سرت ومصراتة – سرت، وتمكنت القوات من محاصرة التنظيم في مساحة ضيقة، وتكبيده خسائر فادحة، فيما قتل منذ ذلك الوقت أكثر من 300 من مقاتلي القوات الحكومية وأصيب أكثر من 1800 بجروح.
عضو الغرفة أحمد هدية قال في تصريح صحفي له: إن الغارات الجوية التي نفذت تدخلًا في إطار التجهيز لمعركة "قوية" وتقدم "كاسح" لقوات البنيان المرصوص على الأرض، لافتًا إلى أن عناصر التنظيم دخلت في حالة من "الانكماش" لتجنب القصف الجوي الذي أصبح يتسم بالدقة.
وكان صرح الرئيس الأمريكي باراك أوباما أن دعم معركة الحكومة الليبية ضد تنظيم داعش يصب في مصلحة الأمن القومي الأمريكي وذلك بعد يوم من إعلان حكومته أنها نفذت ضربات جوية هناك.
وتفتح الإدارة الأمريكية بهذا جبهة جديدة في الحرب ضد تنظيم داعش الذي يلجأ بشكل متزايد إلى تدبير هجمات بالخارج في وقت يواجه فيه ضغوطًا متزايدة في معاقله بالعراق وسوريا.
وأكد أوباما أن الضربات الجوية نفذت لضمان أن تتمكن القوات الليبية من إنجاز مهمة قتال الجماعة المتشددة وتعزيز الاستقرار، مضيفًا أن الولايات المتحدة وأوروبا والعالم لها مصلحة كبرى في تحقيق الاستقرار في ليبيا لأن غياب الاستقرار ساعد في تفاقم بعض التحديات التي شهدناها في ما يتعلق بأزمة المهاجرين في أوروبا وبعض المآسي الإنسانية في البحر المتوسط.
ويقول الباحث في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية ماتيا توالدو: إن القوات الحكومية "تقاتل تنظيم داعش؛ لذا كان من الطبيعي أن يوافق الرئيس الأمريكي باراك أوباما على مساندتها.
فيما أعلنت دار الإفتاء الليبية، رفضها الضربات الأمريكية، بعدما رأت أن المساندة العسكرية الأمريكية تمثل محاولة لسرقة جهود المقاتلين الليبيين وانتهاكًا لسيادة ليبيا.
ومنذ مارس الماضي، تتنافس كل من حكومة الشرق المعترف بها دوليًّا، وكذلك حكومة الوفاق الليبية التي تقيم في طرابلس، وقد يؤدي التدخل الأمريكي إلى زيادة التعقيدات في ليبيا.
ويري مراقبون أن عملية تحرير مدينة "سرت" سيكون بداية مهمة للقضاء على جذور التنظيم الإرهابي تمامًا، وقطع كافة الخيوط التي تربطهم بليبيا.