بعد استعادة قرية الرماح.. بدء "العد التنازلي" لتحرير الموصل من قبضة "داعش"

الأحد 07/أغسطس/2016 - 05:26 م
طباعة بعد استعادة قرية
 
تسعي القوات العراقية بمشاركة التحالف الدولي، إلى استعادة مدينة "الموصل"، آخر مدينة عراقية كبيرة، والتي تعتبر ثاني أكبر المدن العراقية، وذلك منذ أن نجح التنظيم الإرهابي "داعش" في السيطرة على المدينة في مايو 2014.

بعد استعادة قرية
ونجح التنظيم منذ ذلك الوقت في السيطرة على عدة مدن عراقية، استطاع أن يفرض هيمنته وسيطرته بالمدينة، وتشكل تحرير مدينة الموصل العراقية، أهمية خاصة، لدى القوات العراقية؛ نظرًا لأهميتها الاستراتيجية؛ حيث تعد المدينة مركز محافظة نينوي؛ الأمر الذي أدى إلى مطامع قوات البيشمركة التي تشارك في تحرير المدينة بهدف ضمها إلى إقليم كردستان العراق في أعقاب تحريرها من سطوة التنظيم الإرهابي "داعش".
ووفق ما ذكرت بوابة الحركات الإسلامية في تقرير سابق لها، أن كافة المعطيات تشير إلى اقتراب معركة الحسم النهائي ضدّ تنظيم داعش في مدينة الموصل آخر معقل كبير له بالعراق.
وكانت تلقت العراق العديد من عروض المساعدات العسكرية من دول مختلفة؛ الأمر الذي قد يقلب الموازين ويحقق أهداق القوات العراقية في تحرير المدينة.
في هذا السياق أعلن مسئول عسكري أمريكي أن مقاتلي تنظيم داعش في معقلهم العراقي في الموصل يضعفون وتظهر عليهم علامات الإحباط قبيل بدء معركة لاستعادة المدينة.
وتتولى قوات التحالف الدولي بقيادة واشنطن، تقديم الدعم والتدريب والمشورة للقوات العراقية والكردية التي تخوض منذ أشهر معارك للتقدم باتجاه الموصل تمهيدًا لشن هجوم من أجل استعادة ثاني أكبر مدن البلاد التي يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية منذ العام 2014.
وقال المتحدث باسم التحالف الكولونيل كريس غارفر نراهم يضعفون داخل الموصل: نرى بعض المؤشرات على أن معنوياتهم تراجعت. مضيفًا أنه في الوقت الحالي ينفذ قادة التنظيم مثلا عمليات إعدام بحق مقاتلين؛ بسبب "الفشل في ساحة المعركة"، مشيرًا إلى أنهم "ليسوا مسرورين بما وصلوا اليه في الموصل.
ويشكل سكان الموصل مفتاح الخلاص للعراق حال انتفاضتهم ضد تنظيم داعش الدموى ولكن التنظيم دائمًا ما يواجه أي محاولة منهم للتمرد بالقتل والترويع، وأبشع الجرائم ضد المدنيين العزل ولكن وبالتوازي مع بدأ عمليات تحرير الموصل انتفض المئات من أهالي جنوب الموصل ضد داعش، وسيطروا على بعض مواقعه ورفعوا العلم الوطني.

بعد استعادة قرية
وتعتبر مدينة الموصل ذات أهمية استراتيجية للجيش العراقي في القضاء على تنظيم داعش؛ حيث تعد المدينة مركز محافظة نينوي، وتبعد عن بغداد مسافة تقارب حوالي 465 كلم، وهي ثاني أكبر مدينة في العراق من حيث السكان بعد بغداد؛ حيث يبلغ تعداد سكانها حوالي 2 مليون نسمة في أشبه ما يمكن وصفه بـ"المعتقل"، وهو ما يحاول سكان الموصل وصفه للحال الذي اعتادوا عليه منذ سيطرة داعش على مدينتهم في العاشر من يونيو 2014، ويحاول الأهالي إيصال رسائل بين الحين والآخر للجهات الحكومية المعنية بإنقاذهم مما هم عليه، وتشتهر المدينة بالتجارة مع الدول القريبة مثل سوريا وتركيا.
وكانت مدينة الموصل سقطت بين يدي التنظيم في 10 يونيو 2014؛ حيث سميت معركة الموصل من قبل تنظيم داعش باسم غزوة أسد الله البيلاوي، والبيلاوي هو قائد معركة الموصل، وهو من عشيرة البوبالي قبيلة الدليم من مدينة الرمادي.
وقد أعلنت وزارة الدفاع البريطانية أن طائرتين بريطانيتين شاركتا في قصف للتحالف استهدف قصرًا سابقًا لصدام حسين في الموصل، شمال العراق، للاشتباه في أن تنظيم داعش جعل منه قاعدة.
كما قال البيت الأبيض: إن نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي ناقشا في مكالمة هاتفية أهمية مواصلة الحرب على تنظيم الدولة والجهود المبذولة لتعزيز الأمن في بغداد.
وقال البيت الأبيض في بيان: إن الزعيمين ناقشا أيضًا الحاجة الملحة للجهود الإنسانية وتحقيق الاستقرار لحملة الموصل وأهمية حشد الدعم الدولي لهذه الجهود.
في السياق ذاته، قال مسئول عراقي محلي إن قوات بلاده حققت مكاسب جديدة أمس السبت 6 أغسطس في محاربة داعش بجنوب غرب مدينة الموصل مركز محافظة نينوى بشمال البلاد.
وأضاف قائم مقام قضاء الحضر جنوب الموصل علي الأحمدي في تصريح صحافي أن القوات العراقية من الجيش وشرطة طوارئ نينوي استعادت قرية الرماح التابعة لقضاء الحضر من تنظيم الدولة.
وأكد أن القوات العراقية استعادت مشروع ماء يغذي القضاء قرب مفرق القيارة جنوبي الموصل. وكان تنظيم الدولة قد سيطر على قرية الرماح عام 2014.
بعد استعادة قرية
وفي سياق متصل قال ضابط شرطة نينوي العقيد أحمد الجبوري: إن معلومات استخبارية وصلت إلى الجهات الأمنية مفادها أن داعش يشن حملة اعتقالات في مناطق متفرقة من الموصل ضد عناصره من الذين تركوا العمل سابقًا في التنظيم، مضيفًا أن التنظيم أجبر المعتقلين من عناصره سابقًا على تعهدات خطية تجبرهم على الالتحاق بجبهات القتال أو استدعائهم للالتحاق بمعسكرات في سوريا تعود للتنظيم.
وعلى الصعيد الميداني، قتل 11 شخصًا بينهم ستة عسكريين صباح اليوم الأحد في هجوم نفذه عناصر من تنظيم الدولة الإسلامية بقرية جنوب الموصل مركز محافظة نينوي شمال البلاد.
 وقال مدير ناحية القيارة: إن نحو 15 عنصرًا من تنظيم الدولة يرتدون أحزمة ناسفة شنّوا فجر اليوم هجومًا على قرية "أجحلة" بناحية القيارة 60 كلم جنوب الموصل، مضيفًا أن قوات الجيش العراقي تمكنت من قتل البعض منهم لم يذكر عددهم، بينما فجر آخرون أنفسهم.
وانطلقت يوم 23 مارس الماضي المرحلة الأولى من العمليات العسكرية لإعادة السيطرة على الموصل، ومنذ ذلك الوقت استعادت القوات العراقية عدة مناطق بينها قاعدة القيارة الجوية التي ستكون منطلقًا لشن هجمات جوية ضد التنظيم بالعملية المرتقبة في الموصل.
وتسعى الحكومة لاستعادة المناطق المحيطة بالموصل قبل شن هجوم واسع لانتزاع المدينة قبل نهاية العام الجاري وفق ما وعدت، وفي حال استعادة الموصل ستكون القوات العراقية حققت إنجازًا حقيقيا "باعتبار المدينة هي آخر مدينة عراقية كبيرة يسيطر عليها التنظيم الإرهابي داعش".

شارك