قمة (روسية – إيرانية – أذربيجانية) لبحث مُكافحة الإرهاب في القوقاز
الأحد 07/أغسطس/2016 - 09:53 م
طباعة
في محاولة ربما تدخل في التحالفات الإقليمية والدولية لاستئصال شقفة الإرهاب، وصل الرئيس الإيراني حسن روحاني إلى العاصمة الأذربيجانية باكو، اليوم الأحد، للمشاركة في القمة الثلاثية التي ستجمعه مع الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين، والأذربيجاني لبحث سبل التعاون في ملفات الطاقة والاتصالات والإرهاب.
اللافت للنظر إلى أن الرئيس الإيراني حسن روحاني، بدا متحمساً إلى درجة كبيرة للقمة الثلاثية، حيث وصفها بأنها ستكون "بالغة الأهمية"، خاصة أنها من المُقرر أن تناقش سُبل مواجهة الإرهاب، ومن المُقرر أن يتم الاتفاق على تنسيق أمني بين البلاد الثلاثة وأن يتم الاتفاق على تبادل استخباراتي بينهم.
وبحسب موقع الرئاسة الإيرانية فإن روحاني سيلتقي اليوم مع الرئيس الأذربيجاني الهام علييف، لبحث توسيع التعاون بين البلدين على أن يشارك روحاني وعلييف يوم غد الاثنين في الاجتماع الثلاثي إلى جانب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لبحث سبل التعاون في قطاع الطاقة والاتصالات والشحن بالإضافة إلى ملف مكافحة الإرهاب، وتابع الموقع "بالإضافة إلى الاجتماع الثلاثي سيلتقي روحاني ببوتين في باكو لمناقشة الملفات المشتركة".
وشدد روحاني في تصريحات صحافية قبل سفره ، حسب وكالة "إرنا"، أن "القمة الثلاثية تعقد لأول مرة، وستكون قمة بالغة الأهمية بالنسبة للعلاقات بين الجيران نظرا للأوضاع الراهنة في منطقة الشرق الأوسط والقوقاز""، ورافق الرئيس روحاني عددا من الوزراء والمسؤولين في زيارته التي ستستمر إلى مساء غد الاثنين.
ووصف رئيس الجمهورية حسن روحاني، أذربيجان في وقت سابق، بأنها بلد شقيق وجار حسن، مشددا على أهمية أن تقوم العلاقات بين البلدين على أسس مشتركة تحفظ مصالح الشعبين الايراني والاذربيجاني وتعزز أمن واستقرار المنطقة، وأشار روحاني الى أن رغبة البلدين هي تطوير العلاقات على أوسع نطاقها، مؤكدا ان طهران وباكو تريدان توسيع العلاقات الثنائية بما فيها المجالات الإقتصادية كالسياحة والطاقة والإستثمار في البنى التحتية، وأكد روحاني أن ظاهرة الإرهاب هي ظاهرة تهدد جميع بلدان العالم لاسيما دول المنطقة، مضيفا أنه ينبغي تكثيف الجهود المشتركة من اجل مواجهة الارهاب والتطرف، وتابع روحاني قائلا: "لا ينبغي علينا ترك شرذمة قليلة تشوه صورة الإسلام من خلال القتل والتدمير باسم الدين والاسلام”.
ودائماً ما تتجدد المخاوف الروسية من عودة المقاتلين الشيشان داخل سوريا بعد تدريبهم على يد القاعدة والدولة الاسلامية فى العراق والشام واكتسابهم خبرات عسكرية واسعة مرة اخرى الى الشيشان والقتال ضد روسيا خارج الاراضي الشيشانية او استهداف امارة القوقاز الاسلامية التى يتزعمها دوكو عمروف للمصالح الروسية.
وتشارك امارة القوقاز الاسلامية فى الحرب الدائرة بسوريا حيث تدفق الاف المقاتلين الشيشان الى الاراضي السورية عبر تركيا ويعتبر الشيشانيون روسيا عدوهم الرئيسي رغم انتهاء الحرب الروسية الشيشانية الثانية والصراع على بترول بحر قزوين، وتشير التقارير الى أن تنامي الدور الروسي فى منطقة الشرق الأوسط ودعمها للجيش السوري عبر التيارات اليسارية والناصرية والقومية سيقابل بحرب من جانب التنظيمات الاسلامية المتشددة التى ستسهدف كافة المصالح الروسية بالشرق الاوسط وتنقل المعركة مرة اخرى الى الشيشان والدول المجاورة لروسيا .
وتُعد أذربيجان، البلد ذا الغالبية المسلمة، من الدول المهمة والمحورية على الخارطة السياسية الغربية؛ الأوروبية والأميركية، وهي في الوقت ذاته في محيط جغرافي عالي التنافسية؛ إذ يضم روسيا وإيران وتركيا. وفي محيط كهذا فإن القدرة على بناء سياسة خارجية فعَّالة ومتوازنة، مسألة تتجاوز فن بناء العلاقات الدولية، لتصبح أداة للبقاء.
وتدرك أذربيجان المزايا التي يوفِّرها موقعها الجيوسياسي وتحاول تعظيم الفرص الناتجة عن ذلك، فهي بلد يقع على مفترق طرق من طرق التجارة والطاقة الرئيسية بين الشرق والغرب، وهي رغم نزعتها العلمانية لم تُلغِ، ولا تنوي إلغاء، ارتباطها بالعالم والتراث الإسلامي، كما أنها تمثِّل جسرًا طبيعيًّا بين أوروبا وآسيا، فهي أيضًا تمثِّل جسرًا بين العالمين المسيحي والإسلامي، وبوابة للطاقة وممرًّا شديد الأهمية لمجموع المنطقة التي تقع فيها.