دعم تركي لمُسلحي حلب وراء خسارة الأسد مواقع استراتيجية
الأحد 07/أغسطس/2016 - 11:26 م
طباعة
في تطور ميداني جديد للأوضاع التي تشهدها ثاني أكبر المدن السورية (حلب) أعلنت جماعات مسلحة مُتشددة فك الحصار الذي كانت تفرضه قوات الأسد على الأحياء الشرقية لحلب، لتحاصر بدورها الأحياء الغربية بعدما سيطرت على مواقع استراتيجية في جنوب غربي حلب، الأمر الذي اعتبره مراقبون "انقلاباً سياسياً وعسكرياً" باعتبار ان الفصائل المعارضة انتقلت من الدفاع الى الهجوم خلال فترة قصيرة، ما يعني أن تلك المجماعات الإرهابية حصلت على مدد عسكري ربما يكون أتى من أميركا أو تركيا.
وتُعول القوات النظامية والفصائل المعارضة على السواء على تحرير مدينة حلب من يد العناصر الإرهابية، وقال نظام الأسد إن معركة حلب مصيرية وسيكون لها تأثير كبير في مجريات الحرب في سورية، باعتبار ان حلب منقسمة منذ 2012 بين احياء غربية تسيطر عليها القوات النظامية واحياء شرقية تحت سيطرة المعارضة المسلحة، وبحسب الخبراء فإن من يفوز بهذه المعركة سيفوز بحلب.
ورجّح مراقبين أن يكون هناك ردة فعل قوية من قبل الطيران الروسي والقوات النظامية في محاولة لعرقلة تقدم فصائل المعارضة، وقد أعلن "الائتلاف الوطني السوري" أن عناصر المعارضة تمكنوا من فك الحصار الذي تفرضه القوات السورية منذ ثلاثة اسابيع على الأحياء الشرقية لحلب، فيما أعلنت "حركة أحرار الشام" المشاركة في القتال على "تويتر": "السيطرة على حي الراموسة بالكامل وفتح الطريق إلى مدينة حلب".
كما أكدت "جبهة فتح الشام" (جبهة النصرة سابقاً) أن "المجاهدين من خارج المدينة التقوا بإخوانهم داخل المدينة والعمل جارٍ للسيطرة على ما تبقى من النقاط لكسر الحصار"، وقد شارك في الهجوم الذي بدأ الأحد الماضي تكتلان معارضان، ضم الأول "غرفة فتح حلب" والثاني "جيش الفتح" المؤلف من فصائل اسلامية بينها فتح الشام و أحرار الشام الذي يسيطر على كامل محافظة إدلب المجاورة منذ ربيع العام الماضي.
المرصد السوري لحقوق الانسان أكد هو الآخر تقدم فصائل المعارضة، حيث قال تمكن عناصر جيش الفتح والفصائل المقاتلة والإسلامية من التقدم والالتقاء بعناصر الفصائل داخل حلب عبر المنطقة الواصلة بين كلية التسليح وبين السادكوب ودوار الراموسة. وبذلك تكون الفصائل تمكنت من الوصول إلى أحياء حلب الشرقية المحاصرة، من دون التمكن حتى الآن من تأمين ممر آمن للمدنيين، بسبب القصف الجوي الروسي والطيران السوري المكثف على المنطقة.
وقبل إعلان فك الحصار كانت الفصائل المقاتلة سيطرت على مواقع استراتيجية جنوب حلب وهي عبارة عن ثكنات عسكرية حكومية، الأمر الذي مهد لفك الحصار عن الاحياء الشرقية. وسارعت جبهة فتح الشام صباح أمس السبت الى إعلان السيطرة على كلية التسليح وكلية المدفعية وكتيبة التعيينات وبدء اقتحام الكلية الجوية الفنية.
مراسل وكالة "فرانس برس" قال إن سكان الأحياء الشرقية أطلقوا النار ووزعوا الحلويات ابتهاجاً بفك الحصار وذبحوا الخراف، في المقابل، أعرب سكان الأحياء الغربية عن الخشية من حصار قد يطبق عليهم. وقال أحدهم وهو استاذ لغة عربية رفض كشف اسمه لدي ثقة كبيرة بالجيش السوري الا ان المسلحين يهاجمون بأعداد كبيرة مع انتحاريين وهذا أمر مخيف.
ونفت وسائل الاعلام الرسمية الأنباء عن فك الحصار ومثلها قناة المنار التابعة لـحزب الله اللبناني الذي يقاتل الى جانب قوات النظام، مؤكدة أن المعارك مستمرة. لكن المرصد أوضح انه في حال ثبتت الفصائل مواقعها ستتمكن من قطع آخر طرق الإمداد الى احياء حلب الغربية وبالتالي محاصرتها. وفي حال تأكدت سيطرة الفصائل المسلحة على حي الراموسة المحاذي للثكنات العسكرية للقوات النظامية، تكون هذه الفصائل فتحت عملياً طريق إمداد نحو الأحياء التي تسيطر عليها في شرق وجنوب شرقي حلب من جهة، وقطعت طريق الإمداد بالكامل الى الأحياء الغربية.
وأسفرت المعارك، وفق المرصد، منذ الأحد عن مقتل أكثر من 700 عنصر من الجانبين، غالبيتهم من الفصائل، كما قتل نحو 130 مدنياً في القصف المتبادل بين الأحياء الغربية والأحياء الشرقية. وسقطت غالبية القتلى المدنيين في الأحياء الغربية جراء قذائف أطلقتها الفصائل المعارضة كان آخرهم سبعة قتلوا السبت في حي الحمدانية.
وقالت مصادر ديبلوماسية انها تراقب نتائج التطورات العسكرية في حلب على المحادثات بين مسؤولين اميركيين وروس في جنيف التي من المقرر ان تنتهي اليوم بحثاً عن اتفاق لوقف العمليات القتالية والتعاون لمحاربة «داعش» و«جبهة النصرة».