بعد غارات أمريكا في ليبيا.. اقترب وقت "الحسم" لتحرير سرت
الثلاثاء 09/أغسطس/2016 - 11:16 ص
طباعة
تواصل القوات الأمريكية، شن ضرباتها الجوية، علي معاقل التنظيم الإرهابي "داعش" في مدينة "سرت" الليبية، وذلك بعد طلب حكومة الوفاق اللبيبة بالتدخل الأمريكي، وشنت مقاتلات أمريكية، أمس الاثنين 8 أغسطس2016، 12 غارة ضد مواقع مسلحي تنظيم داعش في مدينة سرت الليبية.
وتشن الطائرات الأمريكية هجماتها منذ الأسبوع الماضي على معاقل التنظيم في سرت، وقالت القوات الحكومية في بيان تلقت انطلاق العد التنازلي للمرحلة الأخيرة من العمليات العسكرية ضد فلول داعش، واجتماعات مكثفة لقادة العملية استعدادا للمعارك الأخيرة والحاسمة لاجتثاث عصابة داعش من مدينة سرت.
وقال العميد مختار فكرون، رئيس غرفة عمليات الطوارئ لسلاح الجو التابع لعمليات البنيان المرصوص المدعومة من المجلس الرئاسي الليبي، إن عدد الغارات التي نفذتها مقاتلات أميركية الاثنين، ضد مواقع تنظيم داعش في مدينة سرت، وصلت إلى 12 غارة.
وأضاف فكرون، أن الضربات استهدفت تمركزات مسلحي تنظيم داعش وآلياتهم، مشيرًا إلى أن إحداها استهدفت ثلاثة من عناصر القناصة التابعين للتنظيم كانوا بجانب إحدى العمارات السكنية وسط سرت، قائلا: المقاتلات الأمريكية، قصفت أيضًا خلال غاراتها سيارة مفخخة بالطريق المجاور لمجمع فنادق سرت للضيافة، كانت بصدد استهداف قوات البينان المرصوص، مؤكدًا تدميرها بالكامل ومقتل اثنين من عناصر التنظيم كانا يستقلانها.
وأشار إلى أن من بين الأهداف التي قصفتها المقاتلات الأمريكية، تمركزات أخرى لتنظيم داعش في الحي السكني رقم 1 وعمارات جامعة سرت ومصرف الوحدة والمتنزة العائلي.
وتقاتل منذ أسابيع قوات متحالفة مع حكومة الوفاق الوطني والتي شكّلت في طرابلس قبل أربعة أشهر لطرد مقاتلي داعش من سرت وهي معقل الجماعة الجهادية السابق في شمال أفريقيا.
وكان أعلن فائز السراج، رئيس حكومة الوفاق الوطني في خطاب ألقاه في الأول من أغسطس الجاري، بدء ضربات جوية أمريكية، وفق إطار زمني محدد، تستهدف حصريًا مواقع التنظيم في مدينة سرت ومحيطها وعقب ذلك بقليل أكدت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) أنها نفذت الضربات تجاوبًا مع طلب من الحكومة الليبية.
وانتقدت لجنة الدفاع والأمن القومي في مجلس النواب الليبي، الخطوة الأمريكية في سرت بوصفها انحيازًا للمجلس الرئاسي الذي لم يتوافق عليه الليبيون وما زال غير دستوري وغير شرعي.
وعلي الصعيد الميداني، انطلقت البنيان المرصوص في 12 مايو الماضي، بهدف إنهاء سيطرة داعش، على مدينة سرت، عبر ثلاثة محاور هي أجدابيا– سرت والجفرة – سرت ومصراتة – سرت، وتمكنت القوات من محاصرة التنظيم في مساحة ضيقة، وتكبيده خسائر فادحة، فيما قتل منذ ذلك الوقت أكثر من 300 من مقاتلي القوات الحكومية وأصيب أكثر من 1800 بجروح.
وكان المتحدث باسم عملية البنيان المرصوص العميد محمد الغصري أعلن اليوم أن قواتهم سيطرت على مجمع خليج سرت للمؤتمرات والمعروف بـ(قصور الضيافة) وسط مدينة سرت.
وقال المركز الإعلامي لعملية البنيان المرصوص إن قواتهم سيطرت على المجمع بعد اشتباكات عنيفة مع عناصر تنظيم داعش أدت إلى مقتل عدد من قناصة التنظيم وتدمير سيارات مفخخة في محيط المجمع الفندقي.
ونشر المركز صورا تظهر عدد من قواتهم داخل أسوار المجمع الفندقي الضخم، كما تظهر آثار التدمير الذي لحق بمباني المجمع نتيجة القصف المدفعي والجوي.
عضو الغرفة أحمد هدية قال في تصريح صحفي له: إن الغارات الجوية التي نفذت تدخلًا في إطار التجهيز لمعركة "قوية" وتقدم "كاسح" لقوات البنيان المرصوص على الأرض، لافتًا إلى أن عناصر التنظيم دخلت في حالة من "الانكماش" لتجنب القصف الجوي الذي أصبح يتسم بالدقة.
وكان صرح الرئيس الأمريكي باراك أوباما أن دعم معركة الحكومة الليبية ضد تنظيم داعش يصب في مصلحة الأمن القومي الأمريكي وذلك بعد يوم من إعلان حكومته أنها نفذت ضربات جوية هناك.
وتفتح الإدارة الأمريكية بهذا جبهة جديدة في الحرب ضد تنظيم داعش الذي يلجأ بشكل متزايد إلى تدبير هجمات بالخارج في وقت يواجه فيه ضغوطًا متزايدة في معاقله بالعراق وسوريا.
وأكد أوباما أن الضربات الجوية نفذت لضمان أن تتمكن القوات الليبية من إنجاز مهمة قتال الجماعة المتشددة وتعزيز الاستقرار، مضيفًا أن الولايات المتحدة وأوروبا والعالم لها مصلحة كبرى في تحقيق الاستقرار في ليبيا لأن غياب الاستقرار ساعد في تفاقم بعض التحديات التي شهدناها في ما يتعلق بأزمة المهاجرين في أوروبا وبعض المآسي الإنسانية في البحر المتوسط.
ويقول الباحث في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية ماتيا توالدو: إن القوات الحكومية "تقاتل تنظيم داعش؛ لذا كان من الطبيعي أن يوافق الرئيس الأمريكي باراك أوباما على مساندتها.
فيما أعلنت دار الإفتاء الليبية، رفضها الضربات الأمريكية، بعدما رأت أن المساندة العسكرية الأمريكية تمثل محاولة لسرقة جهود المقاتلين الليبيين وانتهاكًا لسيادة ليبيا.
ومنذ مارس الماضي، تتنافس كل من حكومة الشرق المعترف بها دوليًّا، وكذلك حكومة الوفاق الليبية التي تقيم في طرابلس، وقد يؤدي التدخل الأمريكي إلى زيادة التعقيدات في ليبيا.
ويري مراقبون أن عملية تحرير مدينة "سرت" سيكون بداية مهمة للقضاء على جذور التنظيم الإرهابي تمامًا، وقطع كافة الخيوط التي تربطهم بليبيا.