مع بدء معركة الموصل.. "داعش" يغير استراتيجيته بالدفاع عن الرقة السورية

الثلاثاء 09/أغسطس/2016 - 02:11 م
طباعة مع بدء معركة الموصل..
 
في ظل مساعي القوات العراقية، لتحرير مدينة الموصل ثاني أكبر المدن العراقية، التي سيطر عليها التنظيم الإرهابي "داعش"، أقدم الأخير على نقل ملفاته المهمة التي تتضمن قاعدة بيانات بشأن عناصر التنظيم ومخططاته، من مدينة الموصل إلى مدينة الرقة بسوريا، وفق ما ذكر مصدر أمني بمحافظة نينوي العراقية.
مع بدء معركة الموصل..
يأتي ذلك في ظل تخوفات التنظيم الإرهابي من اقتحام معاقله في الموصل والذي اتخذها معقلًا له منذ دخوله العراق؛ حيث يحتمي فيها ويقوم بتنفيذ مخططاته الإرهابية في العالم العربي والأوروبي.
وقال المصدر اليوم الثلاثاء 9 أغسطس 2016: إن التنظيم في الموصل قام بنقل الحواسيب والملفات المهمة التي تتضمن قاعدة بيانات عناصره ومخططات أعماله من مقراته الرئيسية في الموصل إلى بيوت سرية مدينة الرقة في سوريا.
وتعتبر مدينة الرقة هي المعقل الرئيسي في شمال شرقي سوريا لتنظيم داعش منذ يناير 2014؛ حيث أطلق عليها عاصمة الخلافة، وشدد التنظيم مؤخراً من إجراءات خروج المدنيين من المدينة، كما قام بحملات مداهمة لعدد من المنازل.
ويقوم داعش بهذه الإجراءات بعد خسارته لمعظم مواقعه في مدينة منبج بريف حلب، أمام مقاتلي مجلس منبج العسكري المنضوي في قوات سوريا الديمقراطية، بعد أكثر من شهرين من المعارك، مع توقعات بأن تكون الوجهة القادمة للأخيرة بعد منبج هي مدينة الرقة.
وأوضح المصدر سبب ذلك بقوله: إن التنظيم قام بهذه الخطوة بعد مقتل أبرز قياداته نتيجة قصف طيران القوة الجوية العراقية والتحالف الدولي لمقراته.
ويسيطر التنظيم الإرهابي "داعش"، على مدينة الموصل منذ 10 يونيو 2014، فيما تستعد القوات الأمنية بمختلف صنوفها وبإسناد من طيران التحالف الدولي إلى اقتحام المدينة وتحريرها من التنظيم، ونجح التنظيم منذ ذلك الوقت في السيطرة على عدة مدن عراقية، استطاع أن يفرض هيمنته بالمدينة.
 وتشكل تحرير مدينة الموصل العراقية، أهمية خاصة، لدى القوات العراقية؛ نظرًا لأهميتها الاستراتيجية؛ حيث تعد المدينة مركز محافظة نينوي؛ الأمر الذي أدى إلى مطامع قوات البيشمركة التي تشارك في تحرير المدينة بهدف ضمها إلى إقليم كردستان العراق في أعقاب تحريرها من سطوة التنظيم الإرهابي "داعش".
ووفق ما ذكرت بوابة الحركات الإسلامية في تقرير سابق لها، أن كافة المعطيات تشير إلى اقتراب معركة الحسم النهائي ضدّ تنظيم داعش في مدينة الموصل آخر معقل كبير له بالعراق.
مع بدء معركة الموصل..
وكانت تلقت العراق العديد من عروض المساعدات العسكرية من دول مختلفة؛ الأمر الذي قد يقلب الموازين ويحقق أهداق القوات العراقية في تحرير المدينة.
في هذا السياق أعلن مسئول عسكري أمريكي أن مقاتلي تنظيم داعش في معقلهم العراقي في الموصل يضعفون وتظهر عليهم علامات الإحباط قبيل بدء معركة لاستعادة المدينة.
وتتولى قوات التحالف الدولي بقيادة واشنطن، تقديم الدعم والتدريب والمشورة للقوات العراقية والكردية التي تخوض منذ أشهر معارك للتقدم باتجاه الموصل تمهيدًا لشن هجوم من أجل استعادة ثاني أكبر مدن البلاد التي يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية منذ العام 2014.
وتعتبر مدينة الموصل ذات أهمية استراتيجية للجيش العراقي في القضاء على تنظيم داعش، حيث تعد المدينة مركز محافظة نينوي، وتبعد عن بغداد مسافة تقارب حوالي 465 كلم، وهي ثاني أكبر مدينة في العراق من حيث السكان بعد بغداد؛ حيث يبلغ تعداد سكانها حوالي 2 مليون نسمة في أشبه ما يمكن وصفه بـ"المعتقل"، وهو ما يحاول سكان الموصل وصفه للحال الذي اعتادوا عليه منذ سيطرة داعش على مدينتهم في العاشر من يونيو 2014، ويحاول الأهالي إيصال رسائل بين الحين والآخر للجهات الحكومية المعنية بإنقاذهم مما هم عليه، وتشتهر المدينة بالتجارة مع الدول القريبة مثل سوريا وتركيا.
وكانت ذكرت بوابة الحركات الإسلامية في تقرير لها، أن يوم 23 مارس الماضي انطلقت المرحلة الأولى من العمليات العسكرية لإعادة السيطرة على الموصل، ومنذ ذلك الوقت استعادت القوات العراقية عدة مناطق بينها قاعدة القيارة الجوية التي ستكون منطلقًا لشن هجمات جوية ضد التنظيم بالعملية المرتقبة في الموصل.
وتسعى الحكومة لاستعادة المناطق المحيطة بالموصل قبل شن هجوم واسع لانتزاع المدينة قبل نهاية العام الجاري وفق ما وعدت، وفي حال استعادة الموصل ستكون القوات العراقية حققت إنجازًا حقيقيًّا باعتبار المدينة هي آخر مدينة عراقية كبيرة يسيطر عليها التنظيم الإرهابي داعش.

شارك