وسط مخاوف ليبية.. "سرت" على مشارف التحرير
الأربعاء 10/أغسطس/2016 - 08:18 م
طباعة
مواصلة لمساعي قوات الوفاق الليبية لتحرير مدينة سرت من قبضة التنظيم الإرهابي "داعش"، أعلن رئيس المجلس الرئاسي الليبي، فايز السراج، أن القوات المسلحة الليبية حققت تقدما على الأرض في مدينة "سرت"، لافتًا إلى أن الضربات ستتواصل ضد مراكز داعش حتى تحقيق نصر حاسم.
وقال السراج: إن الضربات الجوية ستتواصل في سرت ضد المراكز التي يتحصن بها داعش من أجل تمكين قواتنا من تحقيق تقدم حاسم ضد التنظيم في المدينة، موضحا أن المجلس الرئاسي سيحدد متى تتوقف الضربات حسب التطورات العسكرية على الأرض.
وتشن الطائرات الأمريكية هجمات منذ الأسبوع الماضي على معاقل التنظيم في سرت بطلب من حكومة الوفاق، وقالت القوات الحكومية في بيان تلقت انطلاق العد التنازلي للمرحلة الأخيرة من العمليات العسكرية ضد فلول داعش، واجتماعات مكثفة لقادة العملية استعدادًا للمعارك الأخيرة والحاسمة لاجتثاث عصابة "داعش" من مدينة "سرت".
وتظاهر عددٌ من الليبيين للتظاهر تنديدًا بهذا التدخل، رافضين أي تدخل من الغرب أو خلافه؛ حيث منح الحاكم العسكري للمنطقة الشرقية رئيس أركان القوات المسلحة الليبية اللواء عبد الرزاق الناظوري موافقته للمتظاهرين ضد المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني.
ويتخوف ليبيون من التدخل العسكري الأمريكي، في توقع منهم أن الغرب يريد التدخل في الشأن الليبي وهذا ما يرفضه الليبين.
وأضاف السراج: "لقد حققت قواتنا انتصارات كبرى على تنظيم داعش؛ بحيث انحصر تواجده في بضعة كيلومترات، وكنا بحاجة إلى عمليات جوية جراحية، إن صح التعبير، تستهدف مناطق محددة يتحصن بها"، مشيرًا إلى أنه من الممكن أن يقوم بزيارة لروسيا قريبًا، حيث قال: "ليبيا تربطها بروسيا علاقات جيدة، ونسعى إلى التعاون معها في مجالات متعددة".
ومنذ بداية شهر يونيو الماضي، بدأ داعش يتراجع في مدينة سرت تحت وطأة عملية "البنيان المرصوص العسكرية التي أطلقتها قوات موالية لحكومة الوفاق بالتحالف مع كتائب ثوار المنطقة الغربية.
ويتوقع مراقبون أن يتم القضاء تمامًا على داعش خلال أسابيع في ظل سيطرة القوات الحكومية على معظم النقاط والمحاور الاستراتيجية في سرت.
وأعلنت القوات الحكومية أن الطائرات الأمريكية شنت السبت ست غارات أسفرت عن "تدمير موقع" لتنظيم داعش وقتل قناصة من عناصره وتدمير آلية مسلحة.
وانطلقت البنيان المرصوص في 12 مايو الماضي، بهدف إنهاء سيطرة داعش، على مدينة سرت، عبر ثلاثة محاور هي أجدابيا- سرت والجفرة- سرت ومصراتة – سرت، وتمكنت القوات من محاصرة التنظيم في مساحة ضيقة، وتكبيده خسائر فادحة، فيما قتل منذ ذلك الوقت أكثر من 300 من مقاتلي القوات الحكومية وأصيب أكثر من 1800 بجروح.
وعلى مدى الشهرين الماضيين، سيطرت قوات البنيان المرصوص المهاجمة من غرب سرت على منطقة الزعفران ثم من خلالها على ميناء سرت، المنفذ البحري الوحيد الذي كان بيد التنظيم، كما انتزعت السيطرة من داعش على منطقة الغربيات، الواقعة غرب المدينة، والحي السكني 700، الواقع جنوب غرب المدينة، ليكون أول حي سكني ينسحب منه داعش بالكامل، ثم تلاه حي الدولار الذي انسحب منه التنظيم بعد قتال شديد استمر لأكثر من عشرة أيام.
وأعلنت القوات الحكومية، استعادة السيطرة أيضًا على حي منطقة قصور الضيافة، جنوبا، غير أن التنظيم ما زال يقاوم ويقاتل بشدة في عدد من المواقع أهمها معقله الأساسي مجمع قاعات واقادوقو والحي السكني 2، والعمارات الهندية غربا.
وكانت أعلنت قوات الوفاق بدء "العد التنازلي" لإطلاق المرحلة الأخيرة من عملية استعادة سرت (450 كلم شرق طرابلس) التي تلقى مساندة جوية من قبل طائرات أمريكية بطلب من السلطات المدعومة من المجتمع الدولي.
ويستغل التنظيم الإرهابي الفوضى والصراعات المسلحة التي تشهدها ليبيا منذ الإطاحة بمعمر القذافي ليرسخ موطئ قدم له في هذا البلد الغني بالنفط والمقابل للسواحل الأوروبية.
وكان صرح الرئيس الأمريكي باراك أوباما أن دعم معركة الحكومة الليبية ضد تنظيم داعش يصب في مصلحة الأمن القومي الأمريكي وذلك بعد يوم من إعلان حكومته أنها نفذت ضربات جوية هناك.
وتفتح الإدارة الأمريكية بهذا جبهة جديدة في الحرب ضد تنظيم داعش الذي يلجأ بشكل متزايد إلى تدبير هجمات بالخارج في وقت يواجه فيه ضغوطًا متزايدة في معاقله بالعراق وسوريا.
وأكد أوباما أن الضربات الجوية نفذت لضمان أن تتمكن القوات الليبية من إنجاز مهمة قتال الجماعة المتشددة وتعزيز الاستقرار، مضيفًا أن الولايات المتحدة وأوروبا والعالم لها مصلحة كبرى في تحقيق الاستقرار في ليبيا لأن غياب الاستقرار ساعد في تفاقم بعض التحديات التي شهدناها في ما يتعلق بأزمة المهاجرين في أوروبا وبعض المآسي الإنسانية في البحر المتوسط.
وويقول خبراء أن داعش فشل في استقطاب عناصر ليبية ضمن صفوفه على الرغم من إقامة قاعدة خلفية له في سرت التي سيطر عليها في يونيو 2015.
وتتشكل القوات التي تقاتل تنظيم داعش في سرت من وحدات عسكرية صغيرة من الجيش الليبي المفكك ومن جماعات مسلحة تنتمي إلى مدن عدة في غرب ليبيا؛ حيث تشكلت هذه الجماعات في 2011 في أعقاب مقتل الرئيس الراحل معمر القذافي.