الرياض تؤكد التعاون مع برلين في التحقيق بهجمات إرهابية
الأربعاء 10/أغسطس/2016 - 08:25 م
طباعة
أكدت السلطات الأمنية السعودية رغبتها في التعاون مع محققين ألمان لتعقب إسلاميين متشددين يقفون وراء الهجمات الإرهابية الأخيرة في مدينتي آنسباخ وفورتسبورغ الألمانيتيين.
أكدت السعودية أنها تتعاون مع محققين ألمان لتعقب إسلاميين متشددين يقفون وراء هجوم بفأس في مدينة فورتسبورغ وتفجير في ألمانيا بمدينة آنسباخ الشهر الماضي. وتقول السعودية دائما إنها مستعدة للتعاون مع دول أجنبية لمكافحة الإرهاب لكنها نادراً ما تتحدث علنا عن قضايا بعينها.
فقد نقل موقع "شبيغل أونلاين" أن مهاجم فورتسبورغ كان على اتصال مع أعضاء في تنظيم داعش بينهم أشخاص في السعودية. فيما كان مهاجم انسباخ يخطط لتفجير حقيبته عن بعد وتصوير الهجوم بعد اتصال مع أعضاء من "داعش".
حيث ذكر تقرير لموقع "شبيغل اونلاين" الألماني أن مهاجمي فورتسبورغ وآنسباخ كانت لهما مرات عدة اتصالات مع أشخاص يشتبه بعلاقتهم مع تنظيم داعش من بينهم أشخاص في السعودية، حسب ما نقلت دوائر حكومية ألمانية اطعلت على الدردشات التي أجراهما المهاجمان.
وذكر الموقع أن مهاجم القطار في فورتسبورغ، قال قبيل العملية التي استهدف فيها ركاب قطار مستعملا فأسا وسكينا "نلتقي في الجنة". ونقل الموقع أيضا أن أحد أعضاء تنظيم داعش الإرهابي اقترح على اللاجئ الأفغاني استهداف جموع من الناس بسيارة، لكن الشاب البالغ من العمر 17 عاما رفض الاقتراح بحجة عدم امتلاكه إجازة سوق. وأقترح بدلا من ذلك الصعود في قطار واستهداف أشخاص هناك. وقتل طالب اللجوء الأفغاني بيد الشرطة الألمانية بعد إصابته ثلاثة أشخاص بجروح بالغة.
كما نقل الموقع عن دوائر حكومية ألمانية أن مقتل اللاجئ السوري الذي نفذ هجوم أنسباخ يحتمل جاء نتيجة حادث. وقالت المصادر إن المهاجم كان ينوي كما يبدو وضع الحقيبة التي تحتوي على متفجرات وسط الحفل الموسيقي وتفجيرها عن بعد.
وذكر موقع "شبيغل اونلاين" أن شخصا طلب من المهاجم عن طريق وسائل (الدردشة) قبيل العملية تصوير التفجير و"الجحيم" خلال لحظة الانفجار. لكن القنبلة انفجرت قبيل ذلك لتقتل المهاجم نفسه وتجرح 15 شخصا. ويبدو أن المهاجم كان يخطط لهجمات أخرى، فيما كشف المحققون عن وجود مواد لتصنيع القنابل داخل شقته.
وقد قالت السعودية إنها تساعد المحققين الألمان في تعقب متشددين تابعين لداعش يقفون وراء هجمات ألمانيا مشيرة إلى أن أحدهم كان على اتصال بشخص يستخدم هاتفا مسجلا في السعودية غير أنه لم يكن في المملكة.
ونفت السفارة السعودية بألمانيا حدوث اتصال مباشر بين أي من منفذي هجومي فورتسبورغ وانسباخ ومسؤولي اتصال تابعين لتنظيم داعش مقيمين في السعودية. وقالت السفارة السعودية في برلين في بيان لها امس "من خلال تعاون وثيق مع السلطات الألمانية أمكن التحقق من أن واحدا فقط من المهاجمين الاثنين كان على اتصال بأحد أنصار داعش الذي سجل نفسه على شبكة تواصل اجتماعي برقم هاتف سعودي".
وأضافت السفارة أن مسؤول الاتصال هذا التابع لداعش لا يقيم في المملكة العربية السعودية بل في إحدى المناطق الخاضعة لسيطرة التنظيم. وتحدث عواد العواد السفير السعودي في برلين في البيان عن تكثيف التعاون بين السلطات في بلاده وألمانيا فيما يتعلق بهجومي فورتسبورغ وانسباخ.
وتابعت السفارة أن سلطات البلدين على اتصال دائم ومباشر وتقوم بتبادل المعلومات "فإرهاب تنظيم الدولة يشكل خطرا شديدا بالنسبة للناس في المملكة العربية السعودية وفي وسط أوروبا، والمملكة ستتصدى لهذا الإرهاب بكل السبل".
وفي تصريح نادر عن عملياتها الأمنية أكدت الرياض أن خبراء أمنيين من ألمانيا والسعودية التقوا وتبادلوا المعلومات بشأن الاتصال الذي تم عبر وسائل التواصل الاجتماعي لكن المتصل وهو من منطقة الشرق الأوسط لم يكن في السعودية.
ولم يحدد بيان صدر عن السفارة السعودية نقلا عن المتحدث باسم وزارة الداخلية اللواء منصور التركي الهجوم المعني من بين هجومين شهدتهما ألمانيا الشهر الماضي على يد متشددين إسلاميين.
وجاء في بيان السفارة أن التحقيق توصل إلى أن العضو بتنظيم داعش لم يكن في السعودية بل كان على اتصال من منطقة تسيطر عليها الجماعة المتشددة. وأشار البيان إلى أن المهاجم في الحادث الثاني لم يكن على علاقة بأي شكل من الأشكال بالسعودية.
يذكر ان التركي قال في وقت سابق إن خبراء أمن من السعودية وألمانيا اجتمعوا وتبادلوا معلومات عن أدلة تشير إلى أن أحد منفذي الهجمات في ألمانيا كان على اتصال عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي مع عضو بتنظيم "الدولة الإسلامية" باستخدام خط هاتف سعودي.
وأضاف أن المشتبه به كان في دولة لم يحددها تشهد صراعا لكنه أحجم عن قول ما إذا كان سعوديا. ومضى قائلا لرويترز ردا على سؤال بشأن تقرير أوردته مجلة دير شبيغل الألمانية يوم السبت إن التحقيق لا يزال جاريا بين خبراء في البلدين لمحاولة التوصل إلى أطراف القضية.
يشار إلى أن السعودية تقول إنها مستعدة دائما للتعاون مع دول أجنبية في مجال مكافحة الإرهاب لكنها نادرا ما تتحدث علنا عن قضايا بعينها.
من جانبها، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الألمانية سوسن شبلي في مؤتمر صحفي اليوم الاثنين إن السعودية عرضت على ألمانيا مساعدتها في التحقيق في الهجمات التي وقعت في ألمانيا وأعلنت الدولة الإسلامية مسؤوليتها عنها.
وأضافت "ألمانيا والدول الغربية الأخرى تتعاون بشكل ناجح مع السعودية في مكافحة الإرهاب منذ وقت طويل." وذكرت أن المعلومات التي قدمتها السعودية لعبت دورا مهما في المساعدة في منع هجمات إرهابية في ألمانيا فيما مضى.