على طريق "برهامي".. "سامح عبد الحميد": "التعلق بالأبراج وحظك اليوم كفر بالله"
الخميس 11/أغسطس/2016 - 12:49 م
طباعة
ليس وحده دكتور الأطفال ونائب رئيس الدعوة السلفية ياسر برهامي من يصدر تلك الفتاوى الشاذة والتكفيرية التي يتم إنتاجها داخل عقول وأروقة الدعوة السلفية، فها هو تكفيري جديد يظهر على ساحة الفتوى، تفتح له القنوات الفضائية والصفحات الأولى من الصحف والمواقع الإلكترونية، إنه سامح عبد الحميد القيادي السلفي الذي يحاول مجتهدًا أن ينال جزءًا من شهرة برهامي وبكار، بعد أن أغرته شهرة الرجلين، وأنهما أصبحا في الكثير من الأحيان محورًا للكتابة الصحفية وبرامج التوك شو بممارساتهم السياسية أو بالفتاوى الشاذة، فقرر الرجل أن يكون مثل من سبقه، فبدأ في إنتاج الفتاوى التي كان آخرها هذه الفتوى التي تكفر من اهتم بالأبراج وحظك اليوم؛ حيث أفتى بأن التعلق بالأبراج وحظك اليوم كفر بالله سبحانه وتعالى وجهل، داعيًا المتعلق بها للتوبة إلى الله سبحانه وتعالى.
وقال "عبد الحميد" في بيان: "الاعتقاد بتأثير الأبراج والأفلاك شرك بالله وجهل، وقد جاء الإسلام بإبطال هذه الموبقات وبيان أنها من الشرك لما فيها من التعلق بغير الله تعالى واعتقاد الضر والنفع في غيره، والذي يعتقد أن النجوم والكواكب تُؤثر في الخلق وأفعالهم فهو مشرك".
وأضاف "عبد الحميد": "من ادعى معرفة علم شيء من المغيبات فهو إما داخل في اسم الكاهن وإما مشارك له في المعنى؛ لأن الله تعالى استأثر بعلم الغيب فقال عز وجل: {قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيبَ إلا الله}، ومن الخرافات تصديق أن للأبراج تأثيرًا على صفات المواليد وأحوالهم، وأخلاقهم، ومستقبلهم، ومن يتعلق بهذه الأمور عليه أن يتوب إلى الله ويستغفره، وأن يعتمد على الله وحده ويتوكل عليه في كل الأمور".
في المقابل، شن الدكتور محمد الشحات الجندي، عضو مجمع البحوث الإسلامية، هجومًا عنيفًا على فتوى القيادي السلفي، موضحًا أن الإيمان بالأبراج لا يصل لحد الكفر، وموضحًا أن السلفيين يعتمدون على حديث نبوي: "من أتى كاهنًا فصدقه بما قال فقد كفر بما أُنزل على محمد".
وأضاف عضو مجمع البحوث الإسلامية، أن هناك فارقًا كبيرًا بين الكاهن والأبراج، ولا يصل حد قراءة الأبراج إلى حد كفر على الإطلاق، موضحًا أن البعض يقرأ الأبراج وحظك اليوم من باب التسلية وليس من باب الإيمان بها.
وأوضح عضو مجمع البحوث الإسلامية، أن الأبراج أصبح علمًا الآن، وينشر في جميع الصحف اليومية، والقراء يشاهدونه من باب المتابعة والترفيه وليس من باب الإيمان بهذا الباب؛ حيث إنه ليس شرطًا أن ما يكتب في حظك اليوم يتحقق في اليوم ذاته، وهو ما يؤكد عدم صحة هذه الفتوى الرامية نحو كفر من يتعلق بالأبراج.
بدوره طالب هشام النجار، الباحث الإسلامي، السلفيين بأن يتركوا هذه القضايا والمسائل المتعلقة بالفتوى والحلال والحرام والكفر والإيمان للأزهر الشريف وعلمائه، وألا يفتي فيها أي حد، فالمسألة ليست سهلة ولا في متناول الجميع، بل لها ضوابط ودراسات وتعميم وتخصيص وما هو كفر أكبر وما هو كفر أصغر غير مخرج عن الملة.
وأضاف أن هذه القضايا العقائدية لا ينبغي أن يخوض فيها ويفتي فيها غير جهة الاختصاص فقط، وكان من الأولى أن يطلب من أصدر هذا الحكم من الأزهر الشريف وهيئة كبار العلماء بأن يشرحوا ويوضحوا ويفصلوا في هذه القضية ويذكروا الحكم الصحيح فيها، فهذا هو الأقرب للاعتدال والأقرب للوصول إلى الحق والحقيقة في هذه القضية وغيرها.