هل يتحدى "برهامي" دار الإفتاء المصرية؟

الخميس 11/أغسطس/2016 - 01:14 م
طباعة هل يتحدى برهامي دار
 
سؤال من السهل الإجابة عليه بـ"نعم" أو "لا" ولكن الأزمة الحقيقية تكمن في السؤال الأهم لماذا يتحدى برهامي دار الإفتاء المصرية؟ وفي محاولة للاقتراب من الإجابة على هذا السؤال نجد دكتور الأطفال ونائب رئيس الدعوة السلفية مستمرًّا في إصدار فتاواه الشاذة حينًا والتكفيرية أحيانًا أخرى، ورغم ذلك تقوم وزارة الأوقاف المصرية باستخراج تصاريح خطابة له، وإن لم يتم استخراج التصريح من الوزارة تجتمع قيادات الدعوة السلفية وحزب النور ويقومون بتحديد موعد مع الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر للتوسط لدى وزارة الأوقاف لعودة برهامي لاعتلاء المنابر وإلقاء خطب الجمعة التي لا تخلو من شن حرب كلامية مغلفة بالشرع على وزارة الأوقاف ودار إفتائها، ومؤخرًا ومن بين تلك الفتاوى التي ترد على دار الإفتاء، أكد دكتور الأطفال ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية، أن مَن يأخذ أجرة على تلاوة القرآن فلا أجر له عند الله.
وقد كان أحد رواد موقع «أنا السلفي» التابع للدعوة السلفي طرح تساؤلا قال فيه: «هل يصح جمع مقرئين لختم القرآن الكريم على روح الميت فيما يعرف بـ"الختمة"؟ وهل يصح أخذ الأجرة على هذه الخاتمة مع ملاحظة أن القراء لا يشترطون مبلغًا معينًا، ويعتبرون ما يدفع لهم إكرامية ليس أكثر».
ياسر برهامي نائب
ياسر برهامي نائب رئيس الدعوة السلفية
وأجاب برهامي قائلًا: «كيف لقارئ أن يهب لغيره ما ليس له؟! ولو كان بغير اشتراط؛ لأنها مجرد قراءة وليست تعليمًا، فلا يصح أخذ أُجرة على العبادة المحضة»، مؤكدًا أن هذا ليس من السُّنة، ولكن إن أراد أن يهب لأحد ثواب القراءة فليفعل، وليس بجمع المقرئين.
 يأتي ذلك بالمخالفة لدار الإفتاء المصرية، والتي أكدت أن إحضار القُرَّاء لقراءة القرآن الكريم جائز ولا شيء فيه، وأجرُ القارئ جائز ولا شيء فيه؛ لأنه أجر احتباس وليس أجرًا على محض قراءة القرآن، فنحن نعطي القارئ أجرًا مقابل انقطاعه للقراءة وانشغاله بها عن مصالحه ومعيشته.
وقد وردت السنة النبوية الشريفة بجواز أخذ الأجرة على تلاوة كتاب الله تعالى للأغراض المشروعة، تعليمًا، ورُقية، ونحو ذلك مِن وجوه الاحتباس لقراءة كتاب الله تعالي: فعن سهل بن سعد رضي الله عنه، قال: جاءت امرأة إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقالت: إني وهبتُ مِن نفسي، فقامت طويلًا، فقال رجل: زوِّجْنيها إن لم تكن لك بها حاجة. قال: «هَلْ عِنْدَكَ مِنْ شَيْءٍ تُصْدِقُهَا؟» قال: ما عندي إلا إزاري. فقال: «إِنْ أَعْطَيْتَهَا إِيَّاهُ جَلَسْتَ لاَ إِزَارَ لَكَ؛ فَالْتَمِسْ شَيْئًا»، فقال: ما أجد شيئًا، فقال: «التَمِسْ وَلَوْ خَاتَمًا مِنْ حَدِيدٍ»، فلم يجد، فقال: «أَمَعَكَ مِنَ القُرْآنِ شَيْءٌ؟» قال: نعم، سورة كذا، وسورة كذا- لسُوَرٍ سمّاها- فقال: «قَدْ زَوَّجْنَاكَهَا بِمَا مَعَكَ مِنَ القُرْآنِ».
وحول جزمه بأن الحاصل على الأجر في الدنيا لا يحصل على أجر في الآخرة فيه نوع من التجاوز؛ لأن الغيب والحساب والجنة والنار علمها عند الله ولا يعلم أحد عنها شيئًا.
ليس هذا ما نحاول الوصول له فدكتور الأطفال جُل ما يريده ويتمناه هو إغلاق دار الإفتاء المصرية وتتحول الفتوى إلى دعوته السلفية وذراعها السياسية حزب النور؛ حيث يقر برهامي ودعوته في كثير من لقاءاتهما التليفزيونية والصحفية بأن دار الإفتاء بعدت عن شرع الله، وأن الدعوة السلفية هي المسئولة عن حماية الدين والحفاظ على حقوق الله عز وجل، ليس هذا فقط بل إنهم يعتقدون امتلاك الحقيقة، وإنهم يتحدثون عن الله عز وجل فلا يجوز بحال تخطيئهم؛ لأن من يقوم بتخطيئهم آثم وخارج عن الملة ومهدر دمه، هذا ما يريده برهامي وأعوانه؛ السيطرة والهيمنة على المصريين بخطابهم الديني الوهابي. 

شارك