الجيش اليمني يتقدم في صنعاء وتعز... ورفض امريكي لمجلس الحوثين وصالح
الخميس 11/أغسطس/2016 - 07:06 م
طباعة

في ظل احتدام المعارك بين الجيش اليمني وميليشيا جماعة الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق علي صالح واشتداد غارات طيران التحالف على مواقع المليشيات المتمردة وتجمعاتها، دعت الحكومة أمس أعضاء البرلمان اليمني إلى رفض دعوة الحوثيين وصالح للاجتماع، باعتبار ذلك الفعل «خيانة للشرعية»، ومشاركة في الانقلاب الذي قام به الحوثيون.
الوضع الميداني:

وعلى صعيد الوضع الميداني، أسقطت طائرات التحالف العربي تحذيرات لسكان العاصمة صنعاء ومحيطها بالابتعاد عن مواقع ومعسكرات مليشيات الحوثي وصالح ومناطق الصراع العسكري كونها أهداف عسكرية تجبناً لأي أضرار مدنية إضافة إلى عدم استغلال منازل المواطنين كدروع بشرية للمليشيات .
ونقل سكان محليون بضواحي العاصمة صنعاء صوراً لبعض تلك الرسائل التحذيرية التي تسقطها الطائرات بشكل متكرر في المناطق العسكرية .
يأتي هذا التحذير مع قصف مستمر لطيران التحالف على معسكرات للحوثيين وصالح في العاصمة صنعاء ومحيطها بالتزامن مع معارك عنيفة بمديرية نهم على بعد 45 كم - شرق العاصمة .
في غضون ذلك، تمكنت قوات الجيش الوطني مسنودة بالمقاومة وقوات التحالف من استعادة عدد من المواقع العسكرية في منطقة نهم شرق صنعاء. وقال مصدر عسكري لـ «الحياة» إن القوات المسلحة استكملت تحرير منطقة الحول بشكل كامل بعد معارك عنيفة مع الميليشيات عصر أمس، كما تم تطهير جبل القتب الاستراتيجي المطل على خط إمداد الميليشيات الانقلابية المتمركزة في جبل المدفون، وتمكنت القوات من قطع إحدى طرق إمداد الميليشيات.
وسيطرت قوات الجيش والمقاومة الشعبية اليوم الخميس على مواقع لمليشيات الحوثي بمحيط مدينة تعز - جنوب غرب اليمن .
وقال مصدر ميداني في المقاومة لـ " المشهد اليمني" أنها أحكمت السيطرة على عدد من مواقع الحوثيين في منطقة " الجحملية " في المدينة .
كما سيطرت قوات الجيش على مسجد " عقبة " الذي حولته المليشيات إلى موقع عسكري وتمركز لقصف أحياء المدينة .
وأضاف المصدر " أن التقدم مستمر في عمق حي " الجحملية " وحارة " قريش " وثعبات " وهي الأوكار الأخيرة للمليشيات شرق المدينة .
وقتل عدد من مليشيات الحوثي وصالح خلال هجوم رجال المقاومة على تلك المواقع فيما أصيب عدد آخر وقتل عدد من رجال المقاومة بينهم قيادي في كتائب " أبو العباس " .
شهدت محافظة صامطة بمنطقة جازان سقوط مقذوفات عسكرية قادمة من الأراضي اليمنية أسفرت عن استشهاد مواطنة وإصابة 7 آخرين.
شن طيران التحالف العربي الذي تقوده السعودية قبل قليل غارات جوية على منطقة الملاحيط الحدودية التابعه لمديرية الظاهر بمحافظة صعدة شمال اليمن.
وقال مصدر ميداني لـ"المشهد اليمني" أن مقاتلات التحالف العربي استهدفت قبل قليل مواقع وتجمعات الحوثيين وقوات صالح في منطقة الملاحيط القريبة من الحدود السعودية.
وأضاف المصدر أن الطيران استهدف في وقت سابق مواقع للحوثيين في مديرية سحار بأربع غارات جوية كما استهدف بغارة اخرى منطقة عين بمدينة صعدة.
واشار المصدر أن القصف تزامن مع قصف مدفعي وصاروخي شنته القوات السعودية المشتركة على مواقع وتجمعات الحوثيين في مديرية شدا.
وكان القيادي الحوثي شاجع الكبسي وثلاثة من مرافقيه قد لقوا مصرعهم مساء امس أمس بغارة جوية لطيران التحالف على محافظة صعدة.
أما ميدانياً في صنعاء قتل 22 من ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح وجرح العشرات وتم تدمير ثلاث عربات عسكرية لها، في مواجهات مع الجيش الوطني والمقاومة في مديرية نهم شرقي العاصمة.
وقال الناطق باسم المقاومة الشعبية في صنعاء عبدالله الشندقي إن المعارك متواصلة في مديرية نهم وسط تقدم للجيش والمقاومة بإسناد طيران التحالف العربي، وأشار إلى أنه تمت السيطرة على قرية وعقبة المدفون والجبال المحيطة بها.
هذا وقتل القيادي الحوثي شاجع صالح معوض الكبسي الذي يعد المسؤول عن المنطقة اليمنية المواجهة لجبهة نجران في غارة جوية للتحالف في صعدة أثناء تفقده مواقع عسكرية وقد قتل الكبسي مع شقيقه واثنين من مرافقيه.
وفي سياق اخر لقت قوات الأمن التابعة لإدارة أمن عدن - جنوب اليمن - القبض على خلية إرهابية مكونة من ثمانية أشخاص قالت القوات الأمنية أنهم اعترفوا بمسؤوليتهم الكاملة عن عمليات اغتيال وتصفية طالت قيادات وكوادر أمنية وعسكرية ورموز في المقاومة في محافظة عدن.
واعترف المتهمون الذين تم إلقاء القبض عليهم بمسؤوليتهم عن اغتيال وتصفية الشهيد القائد في المقاومة الجنوبية ” أحمد الإدريسي ورفاقه ” يوم الأربعاء 12/31/2015م في حي المنصورة بعدن.
وقال بيان لشرطة عدن " أن المتهمين اعترفوا باستلامهم مبالغ مالية ” بالريال السعودي نضير تنفيذ كل عملية اغتيال يقومون بها في عدن مشيرين الى أنهم يتسلمون هذه الأموال عبر شخص ضمن الخلية الإرهابية نفسها يدعى ” ن م ” وهو من يتعامل مباشرة مع قيادة القاعدة التي كانت تتخذ من المجلس المحلي في مدينة المنصورة مقرا لها بقيادة أبو سالم.
وحسب بيان الشرطة أدلى المتهمون باعترافات دقيقة وشرح تفصيلي لاغتيالهم الضابط الإماراتي الشهيد النقيب “هادف حميد الشامسي،” لدى خروجه من أحد المتاجر في مدينة المنصورة في 18/10/2015.
كما أقر المتهمون بتشكيل خلية إرهابية في عدن مهمتها قتل وتصفية الكوادر والقيادات الأمنية والفاعلة وكذا تصفية ضباط وجنود يعملون في الأجهزة الأمنية و أو ضمن المقاومة الشعبية وتلك الشخصيات التي تتعامل مع قوات التحالف العربي بغرض خلق حالة من الإرباك والفوضى في عدن وإرهاب وتخويف الكوادر الأمنية والعسكرية الجنوبية حتى تضل أجهزة الأمن المختلفة مشلولة وغير قادرة على تأدية مهامها.
المشهد السياسي:

وعلي صعيد المشهد السياسي، طالب وزير الخارجية عبد الملك المخلافي الأطراف الدولية باتخاذ موقف واضح تجاه إجراءات الحوثيين، وقال في مؤتمر صحافي عقده في الرياض، إن كل من سيشارك في اجتماع مجلس النواب في صنعاء سيعتبر مشاركاً في العملية الانقلابية، مؤكداً أن لدى الحكومة «تأكيدات من أغلب النواب بعدم مشاركتهم في الاجتماع».
وقال المخلافي إن هذه الدعوة مخالفة للدستور والمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني اليمني وقرارات مجلس الأمن، وفي مقدمها القرار 2216. ولا حل للقضية اليمنية إلا بتسليم صالح وميليشيات الحوثي السلاح والانسحاب والاعتراف بالحكومة الشرعية.
وأكد المخلافي أن ميليشيات الحوثي وصالح تسحب من البنك المركزي في صنعاء 100 مليون دولار شهرياً لقتل المدنيين ولأغراض عسكرية، فيما تصل إلى هذا البنك المنح الدولية. وقال: «الحكومة حريصة على أي إجراء تتخذه، كي لا تنزع الثقة بالبنك المركزي أو المعاملات اليمنية، ولا بد من أن يتم التنسيق في إطار التشاور مع الجهات الدولية ذات الصلة، ولذا فهي الآن تدرس الوسائل لمنع تمكين الانقلابين من المال العام... وفي الفترة المقبلة سيتم التشاور مع الجهات المانحة للمال حول آلية تسليم هذه الأموال».
في السياق ذاته، أفادت المصادر الرسمية بأن الرئيس عبدربه منصور هادي استنكر «الأعمال والممارسات المقيتة التي استمر الانقلابيون في اتباعها لتشتيت البلد وشرخ النسيج الاجتماعي بدعواتهم الفئوية والمناطقية وغير الدستورية٬ وأعمالهم الانقلابية بصورها وأشكالها المختلفة».
وجاءت تصريحات هادي بعد اجتماع عقده في الرياض مع كبار مستشاريه تبعه بيان رئاسي أكد «أن أي تلبية لدعوة مجلس النواب في ظروف القوة القاهرة، ولا تستند الى الدستور والمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني وإلى مبدأ التوافق في عمل المجلس، تعد خيانة للقَسَم الذي أداه أعضاء المجلس ولا تزيد عن أن تكون عملاً سياسياً لمجموعة انقلابية ليس له أي مشروعية ويسعى لانتحال صفة مؤسسة دستورية لشرعنة فعل غير شرعي».
وكانت الجماعة وحزب صالح دعت إلى عقد اجتماع للبرلمان نهار السبت المقبل في محاولة لإضفاء الشرعية على «المجلس السياسي» الذي شكله الحليفان لإدارة البلاد.
المشهد الدولي:

وعلي صعيد اخر، قال سفير الولايات المتحدة الأمريكية لدى اليمن السيد ماثيو ها تولير ان ما أقدم عليه الحوثي والرئيس السابق صالح من تشكيل مجلس سياسي وتبعه دعوة مجلس النواب للانعقاد ما هو إلا عمل تقسيمي لا يعتمد على الدستور ولا لقرارات الأمم المتحدة.
وقال خلال لقاء مع أعضاء مجلس النواب اليوم بالرياض: ان حكومته ترفض ما أقدم عليه الحوثي والرئيس السابق صالح من تشكيل لمجلس سياسي وتبعه دعوة محلي النواب للانعقاد.
وأكد السفير ما قام به الحوثي وصالح ما هو الا عمل تقسيمي لا يعتمد على الدستور ولا لقرارات الأمم المتحدة ، الغرض منه عرقلة المساعي المبذولة لتطبيق القرارات الأممية ولا يحترم القرارات الدولية التي تقضي باستعادة مؤسسات الدولة وخروج الميلشيات المسلحة من المدن، مؤكدا ان حكومته ترفض هذا العمل المخالف لدستور الجمهورية اليمنية وللمبادرة الخليجية ولقرارات الأمم المتحدة ما يترتب على خطواتهم في حكم العدم .
وكشف السفير انه سيلتقي بسفراء الدول ال18 وسيناقش معهم التطورات والمستجدات التي ارتكبها المليشيات والتي تهدف لعرقلة المشاورات التي تجري بإشراف من الولايات المتحدة الأمريكية
وكان وزير الخارجية اليمني عبدالملك المخلافي، أكد أن المجلس السياسي المعلن من قبل الانقلابيين باطل دستورياً.
وتلا في مؤتمر صحافي عقده في الرياض أمس الأربعاء، بياناً أصدره الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، ورئيس الحكومة اليمنية ، أكد فيه أن الدعوة لعقد اجتماع لمجلس النواب من قبل الميليشيات يعد إعلان حرب جديدة في اليمن .
المشهد اليمني:
تصاعدت حدة المعارك في اليمن ، وسط اصرار من قوات التحالف علي تحري صنعاء، فيما يواصل الحوثيين تحديهم لمجتمع الدولي عبر استمرار فاعلية المجلس سياسي لإدارة البلاد، فيما يبدو ان الحل العسكري فرض كلمته في الأزمة اليمنية، عقب فشل مشاورات الكويت، بعد فشل التوصل لحل سياسي، وتطبيق القرار مجلس الأمن رقم 2216.