"داعش" يتراجع في الشمال السوري وأهم معاقله "منبج" خارج السيطرة

السبت 13/أغسطس/2016 - 01:18 م
طباعة داعش يتراجع في الشمال
 
 تشهد الأراضي التي يسيطر عليها تنظيم داعش الدموي في سوريا تقلصًا ملحوظًا، خاصة في مناطق الشمال السوري؛ حيث خسر أهم معاقله فيها مدينة منبج التي أعلن المتحدث الرسمي باسم تحالف قوات سوريا الديمقراطية العقيد طلال سلو أمس الجمعة 12- 8- 2016م أن التحالف سيطر بالكامل على مدينة منبج الشمالية السورية قرب الحدود التركية، بعد مغادرة آخر مجموعة من مقاتلي تنظيم داعش المدينة.
داعش يتراجع في الشمال
وقال شرفان درويش، المتحدث باسم مجلس منبج العسكري المتحالف مع قوات سوريا الديمقراطية: إن القوات تمشط المدينة حالياً بعد رحيل المجموعة المتبقية من مقاتلي التنظيم الذين كانوا قد تحصنوا بها وأنهم حرروا أكثر من 2000 رهينة مدني كان المتطرفون يحتجزونهم، مؤكداً أن المدينة تحت السيطرة الكاملة لقوات سوريا الديمقراطية التي تقوم حاليًا بعمليات تمشيط.
 وكان قد سبق العملية إعلان مسئولين أمريكيين أن عددًا صغيرًا من قوات العمليات الخاصة الأمريكية سيدعم الهجوم على الأرض، وتعمل تلك القوات كمستشارين وتبقى بعيدة عن خطوط المواجهة وسيكونون على مقربة بقدر احتياج (المقاتلين السوريين) لاستكمال العملية، لكنهم لن يشاركوا في قتال مباشر وستعتمد العملية أيضًا على دعم الضربات الجوية للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، وكذلك مواقع القصف البرية عبر الحدود في تركيا.
داعش يتراجع في الشمال
وفي وقت سابق قال تحالف المقاتلين الأكراد والعرب المتجمعين في تحالف قوات سوريا الديمقراطية: إن عملية الجمعة هي "آخر عملية وآخر حملة." وقال درويش في وقت سابق: إن نحو 100 مقاتل من داعش ما زالوا في وسط المدينة، وإنهم يستخدمون المدنيين دروعا بشرية. وأضاف أن عددًا من المدنيين قتلوا وهم يحاولون الفرار. 
وقالت مصادر كردية في وقت لاحق: إن نحو 500 سيارة غادرت منبج حاملة أفراد داعش ومدنيين اتجهوا إلى الشمال الشرقي صوب بلدة جرابلس التي يسيطر عليها التنظيم على الحدود التركية. وحملت تلك القافلة على ما يبدو آخر أعضاء داعش، الذين غادروا المدينة بموجب اتفاق بين الأطراف المتحاربة لن يتم إعلانه رسميًّا فيما يمثل نهاية العملية.
وتمكن هجوم قوات سوريا الديمقراطية من السيطرة سريعًا على المناطق الريفية المحيطة بمنبج، لكنه تباطأ بمجرد أن امتد القتال إلى داخل المدينة. وقالت قوات سوريا الديمقراطية إنها كانت تتجنب شن هجوم واسع النطاق داخل منبج خوفا على المدنيين.
داعش يتراجع في الشمال
وقال سكان ومراقبون: إن عشرات المدنيين ومن بينهم أطفال ونساء من منبج قُتلوا في شهر يوليو 2016م في غارات جوية يُشتبه بأن التحالف، الذي تقوده الولايات المتحدة هو الذي شنها، بعد أن كانوا قد فروا من المدينة في ذروة الغارات الجوية وأنه فور انتهاء عملية منبج ستتوفر الظروف المواتية للتحرك إلى الرقة معقل التنظيم؛ حيث يتوقع أن تكون المعركة شرسة.
وحسب ناشطين سوريين لا يزال غرب نهر الفرات ومحيط منطقة سد تشرين بريف حلب الشمالي الشرقي، يشهدان اشتباكات متفاوتة العنف بين قوات سوريا الديمقراطية المدعمة بطائرات التحالف الدولي من جانب، وتنظيم "داعش" من جانب آخر، بالتزامن مع قصف يستهدف مواقع وتمركزات التنظيم في ريف منبج.
 مما سبق نستطيع التأكيد على أن عملية تحرير منبج التي لعبت فيها القوات الخاصة الأمريكية دوراً مهماً على الأرض، أكثر الانتصارات طموحاً تحققها جماعة متحالفة مع واشنطن في سوريا منذ أن شنت الولايات المتحدة حملتها العسكرية ضد داعش قبل عامين، وتمثل خسارة منبج ضربة قوية للتنظيم؛ نظراً لأهميتها الاستراتيجية حيث كانت تعمل كطريق لنقل المقاتلين الأجانب والإمدادات من الحدود التركية. 

شارك