مخاوف الأتراك من دولة للأكراد.. تدفع أردوغان لتسوية خلافه مع الروس وإيران

السبت 13/أغسطس/2016 - 06:07 م
طباعة مخاوف الأتراك من
 
في خطوة تدخل ضمن مساعي تركيا إعادة ترتيب أوضاعها الخارجية مع دول المنطقة، بعد تسبب سياسات أردوغان في الصدام مع العديد من دول المنطقة، فوسط استمرار الخلافات بين تركيا وإيران على شخص الرئيس بشار الأسد، اتفقت قادة البلدين على وحدة الأراضي السورية ومكافحة التنظيمات الإرهابية كافة، بما فيها تنظيم داعش والقاعدة وحزب العمال الكردستاني.
والتقى وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، نظيره التركي مولود جاويش أوغلو أمس السبت، وبدا أن نظامي البلدين اتفقا على اتخاذ مواقف إيجابية لإيجاد حل عادل للأزمة السورية، مؤكدا أن أنقرة لم تقطع الحوار مع طهران، رغم وجود الخلافات بشأن سورية، اللافت إلى أن زيارة ظريف جاءت بعد أيام من لقاء أردوغان بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين؛ حيث اتفقا على ضرورة الحل السلمي للازمة السورية. 

مخاوف الأتراك من
وقبل لقائه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس الوزراء بن علي يلدريم وزيارته البرلمان، قال ظريف، في مؤتمره الصحافي مع أوغلو: "لدينا كثير من نقاط التوافق والاختلاف حول الأزمة السورية"، وأن الجانبين اتفقا على وحدة الأراضي السورية ومكافحة الإرهاب، فيما يمكن تقريب بعض نقاط الخلاف مع الجانب التركي عن طريق مواصلة الحوار، وأكد وقوف بلاده مع الشعب والحكومة في تركيا، وحقهما في محاربة الإرهاب على أراضيهما، معربا عن سعادته بإعادة تطبيع العلاقات بين أنقرة وموسكو.
ظريف الذي حاول مدابعة النظام التركي، قدم ظريف التهنئة للشعب التركي لانتصاره على محاولة الانقلاب الفاشلة "التي كانت من الممكن أن تهدد الديمقراطية وحقوق الإنسان"، ووصف الوزير الإيراني العلاقات بين إيران وتركيا بأنها عريقة وقوية، معربا عن رغبة بلاده في تعزيز العلاقات مع تركيا في مختلف المجالات، خاصة الغاز والكهرباء والسياحة في ظل توافر الإرادة السياسية والإمكانات المتنوعة. موضحًا أن طهران بذلت جهودا كبيرة لاستئناف الرحلات السياحية إلى تركيا، بعد توقفها بسبب محاولة الانقلاب الفاشلة التي وقعت في منتصف الشهر الماضي، معربًا عن أمله في زيادة تلك الرحلات.

مخاوف الأتراك من
ويبدو أن تركيا حاولت ترميم علاقتها خارجياً خاصة مع استشعارها أن الغرب بدا يدعم المطالب الكردية في إقامة دولة لهم في الشمال السوري، فضلاً عن رفض الغرب المقترح التركي إقامة منطقة آمنة قرب الحدود المشتركة للدولتين.
في السابق، أكد وزير الدفاع التركي، فكري إيشيق، في وقت سابق أن تركيا وروسيا اتخذتا قرارًا فيما يخص سوريا، وقال الوزير: "اتخذنا قرارًا مشتركًا مع روسيا فيما يخص الشأن السوري"، مؤكدًا أن تركيا عازمة على مواصلة القتال ضد "داعش"، وأوضح أن بلاده ستتحرك وفق مصالحها في مجال التعاون مع روسيا، لافتًا إلى أن أنقرة حرصت على عدم تصعيد التوتر بعد إسقاط المقاتلة الروسية.

مخاوف الأتراك من
اللافت وبحسب مراقبين أن النظام التركي اتفق مع روسيا وإيران على حل الأزمة السورية والجدية في قتال "داعش" ووقف دعمهم له، في مقابل وقف الروس وإيران دعمهم للأكراد، ووقف دعمهم لإقامة دولة لهم في الشمال السوري.  
وقبل لقاء ظريف بنظيره التركي، كان قد هاتف وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، الخميس، وبحث الطرفان دعم جهود التسوية السورية، كما جاء في بيان الخارجية الروسية أن لقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع الرئيس الإيراني حسن روحاني 8 أغسطس في باكو، ناقش القضايا الثنائية والإقليمية، بما في ذلك مسائل الدعم الخارجي لجهود التسوية السورية، وأشارت الخارجية الروسية إلى أن المكالمة جرت بمبادرة من الجانب الإيراني.

شارك