رغم جدل مشاركة البشمركة.. "الموصل" علي أعتاب التحرير من قبضة "داعش"
الثلاثاء 16/أغسطس/2016 - 05:20 م
طباعة
مع استمرار عملية تحرير ثاني أكبر المدن العراقية "الموصل" بمساعي القوات العراقية ومساندة التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية، أعلنت قوات البشمركة الكردية انتهاء عملياتها العسكرية في شرق وجنوب شرق الموصل شمالي العراق، حيث سيطرت علي جسر الكوير الاستراتيجي الذي يربط بين الموصل وكركوك، وذلك بدعم من طائرات التحالف الدولي، وتبعد بلدة كوير حوالي 35 كيلومترا جنوبي الموصل في محافظة نينوى، المعقل الرئيس لتنظيم داعش في العراق.
وبعد توقف قصير، تمكنت البشمركة من استعادة السيطرة على قرية كنهش ضمن محور الكوير جنوب الموصل، ليصبح عدد القرى التي سيطرت عليها، 11 قرية في محوري الكوير والخازر.
وقال مسؤول كردي إن الهجوم الذي بدأ جزء من "عمليات تمهيدية"، استعدادا لشن هجوم على المدينة نفسها.
وتشكل تحرير مدينة الموصل العراقية، أهمية خاصة، لدى القوات العراقية؛ نظرًا لأهميتها الاستراتيجية؛ حيث تعد المدينة مركز محافظة نينوي؛ الأمر الذي أدى إلى مطامع قوات البيشمركة التي تشارك في تحرير المدينة بهدف ضمها إلى إقليم كردستان العراق في أعقاب تحريرها من سطوة التنظيم الإرهابي "داعش".
وتتولى قوات التحالف الدولي بقيادة واشنطن، تقديم الدعم والتدريب والمشورة للقوات العراقية والكردية التي تخوض منذ أشهر معارك للتقدم باتجاه الموصل تمهيدًا لشن هجوم؛ من أجل استعادة ثاني أكبر مدن البلاد.
والموصل أكبر مدينة تخضع لسيطرة تنظيم داعش منذ 2013، وكان عدد سكانها قبل الحرب يبلغ نحو مليوني نسمة.
وسيطر التنظيم الإرهابي "داعش"، على مدينة الموصل فعليا في 10 يونيو 2014، فيما تستعد القوات الأمنية بمختلف صنوفها وبإسناد من طيران التحالف الدولي إلى اقتحام المدينة وتحريرها من التنظيم، ونجح التنظيم منذ ذلك الوقت في السيطرة على عدة مدن عراقية، استطاع أن يفرض هيمنته بالمدينة.
وتعتبر مدينة الموصل ذات أهمية استراتيجية للجيش العراقي في القضاء على تنظيم داعش؛ حيث تعد المدينة مركز محافظة نينوي، وتبعد عن بغداد مسافة تقارب حوالي 465 كلم، وهي ثاني أكبر مدينة في العراق من حيث السكان بعد بغداد؛ حيث يبلغ تعداد سكانها حوالي 2 مليون نسمة في أشبه ما يمكن وصفه بـ"المعتقل"، وهو ما يحاول سكان الموصل وصفه للحال الذي اعتادوا عليه منذ سيطرة داعش على مدينتهم في العاشر من يونيو 2014، ويحاول الأهالي إيصال رسائل بين الحين والآخر للجهات الحكومية المعنية بإنقاذهم مما هم عليه، وتشتهر المدينة بالتجارة مع الدول القريبة مثل سوريا وتركيا.
وكانت ذكرت بوابة الحركات الإسلامية في تقرير لها، أنه في يوم 23 مارس الماضي انطلقت المرحلة الأولى من العمليات العسكرية لإعادة السيطرة على الموصل، ومنذ ذلك الوقت استعادت القوات العراقية عدة مناطق بينها قاعدة القيارة الجوية التي ستكون منطلقًا لشن هجمات جوية ضد التنظيم بالعملية المرتقبة في الموصل.
ووفق تقارير عالمية، يقود عملية تحرير الموصل اللواء الإيراني قاسم سليماني، الملقب بـ"فارس الظلام"، حيث تشارك القوات الإيرانية في عمليات تحرير العراق من الإرهابيين بطلب رسمي من السلطات العراقية؛ حيث تقوم قوات فيلق "القدس" بالاستكشاف والتخريب خارج حدود إيران، وهذه القوات مرتبطة مباشرة بمرشد الجمهورية الإسلامية علي خامنئي.
وقال متحدث باسم قوات البشمركة إن مقاتليها سيطروا على الضفة الغربية لنهر الزاب الأعلى بين منطقتي الخازر والكوير، ووصلوا إلى جسر الكوير حيث سيطروا بذلك على 12 قرية، مضيفًا أنه تم إبعاد تنظيم الدولة عن الكوير والمناطق الأخرى في إقليم كردستان العراق، مشيرا إلى أن حصيلة العمليات كانت مقتل 165 مسلحا من تنظيم الدولة خلال يومين، مقابل مقتل 13 مقاتلا من قوات البشمركة وإصابة عدد آخر منهم.
في هذا السياق، قال وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي في كلمة أمام عسكريين بمعسكر بسماية جنوب شرق بغداد، إن لواء مدرعا سيتوجه من بغداد إلى الموصل استعدادا للمشاركة في المعركة "الفاصلة" ضد تنظيم الدولة هناك.
وأوضح العبيدي أن "التدريب الذي تلقاه الجنود في اللواء على أيدي ضباط عراقيين ومدربي قوات التحالف الدولي سيكون له الدور الكبير في التقليل من الخسائر وتحقيق النصر سريعا.
وأوضح مصدر من قوات البشمركة، أن جسر الكوير الاستراتيجي، يمثل الخط الفاصل بين قوات البيشمركة ومناطق جنوب شرق الموصل ومنها ناحية النمرود الأثرية الشهيرة، فضلا عن كونه سيساعد القوات الكردية على التقدم نحو الموصل ومن ثم اقتحامها، وذلك بالتزامن مع بدء العمليات العسكرية في المحور الجنوبي الشرقي، أي الساحل الأيسر لمدينة الموصل.
وقصفت طائرات التحالف الدولي مبنى يحتله التنظيم الإرهابي كان مخصصا لمنح الموافقات الامنية لشركات الانترنت في منطقة المجموعه الثقافية شمالي مدينة الموصل ما اسفر عن مقتل 6 من مسلحي التنظيم، كما قصفت تلك الطائرات منزل وزير الزراعة الاسبق عز الدين الدولة عضو كتلة متحدون التي يرأسها رئيس البرلمان السابق أسامة النجيفي ومنزل مدير عام صحة نينوى الاسبق الدكتور صلاح ذنون اللذين يتخذهما التنظيم مقرين له في حي الجوسق جنوب الموصل ما اسفر عن مقتل وجرح عدد من مسلحي التنظيم لم تعرف اعدادهم.
وتذكر التقارير أن الاشتباكات بين الطرفين لا تزال مستمرة حتى الآن، وتأتي هذه الاشتباكات في ظل محاولة قوات الحكومة العراقية التقدم باتجاه المدينة من جنوبها.
ويقول رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، إن استعادة الموصل وطرد مقاتلي داعش منها سيكون هزيمة فعلية له في العراق.
فيما حذرت منظمة الأمم المتحدة من أن معركة استعادة الموصل قد "تسببب في أكبر كارثة إنسانية وأكثرها حساسية في العالم".
وكان الجيش العراقي سيطر في يوليو الماضي على مطار القيّارة الواقع على بعد 60 كيلومترا جنوبي الموصل، والذي سيعمل أيضا كنقطة انطلاق رئيسية للهجوم المتوقع على المدينة.
ويشارك نحو 5 آلاف جندي ومقاتل في معركة الموصل، حيث قال قائد كردي إن أكثر من 5000 جندي ومقاتل يشاركون في الهجوم على الموصل.