بعد تحرير سرت من قبضته.. هل يفر "داعش" إلي دول الجوار الليبي؟

الأربعاء 17/أغسطس/2016 - 02:22 م
طباعة بعد تحرير سرت من
 
وسط مخاوف غربية وعربية، باتت ليبيا في طريقها إلي التحرر من قبضة التنظيم الإرهابي "داعش"، حيث تشن القوات الموالية لحكومة الوفاق الليبية هجماتها علي أخطر وأهم معاقل التنظيم في مدينة سرت ما قد يؤدي إلي فرار العناصر الإرهابية إلي دول الجوار ودول الغرب.
بعد تحرير سرت من
وبعد مرور ثلاثة أشهر، من بدء معركة تحرير سرت، من قبضة "داعش"، نجحت قوات الوفاق التابعة لحكومة الوفاق الوطني، في السيطرة علي أبرز معاقل التنظيم الإرهابي "داعش" في المدينة، والتي تعد أبرز معاقل التنظيم، وحققت القوات انتصارا هامًا بسيطرتها على مقر قيادة التنظيم في مجمع واغادوغو للمؤتمرات، قالت القوات الليبية اليوم الأربعاء 17 أغسطس 2016 إنها انتزعت السيطرة على أحد آخر أحياء وسط سرت من يد مسلحي تنظيم "الدولة الإسلامية"، مواجهة القناصة والسيارات المفخخة في حملة لاستعادة المدينة بأكملها.
والجدير بالذكر أن عملية "البنيان المرصوص" التابعة لقوات الوفاق انطلقت في مايو الماضي، بهدف إنهاء سيطرة داعش على مدينة سرت، عبر ثلاثة محاور هي أجدابيا – سرت، والجفرة – سرت، ومصراتة – سرت، وتمكنت القوات من محاصرة التنظيم في مساحة ضيقة، وتكبيده خسائر فادحة في الآليات والأفراد. 
واستطاع تنظيم داعش الإرهابي السيطرة علي مدينة "سرت" في يونيو 2015 حيث أصبحت معقله في ليبيا، وبسطت قوات الوفاق سيطرتها على المزيد من المباني، حيث حررت أكثر المعاقل التي وقعت تحت قبضة التنظيم.
ويري محللون إن طرد عناصر داعش من سرت لا يعني فقد التنظيم لليبيا، بل قد يؤدي هذا - للمزيد من الهجمات المتناثرة هنا وهناك في أرجاء ليبيا التي لا تزال مركز تجنيد للتنظيم.
وحصلت القوات، منذ أول أغسطس على دعم جوي تمثل في ضربات جوية أمريكية استهدفت مركبات ومخازن أسلحة، وساحات معارك للمسلحين.
وقالت القيادة الأمريكية في إفريقيا إنها شنت في المجمل 48 ضربة جوية منذ الأحد وحتي الآن، وتتشكل القوات الليبية في الأساس من كتائب من مدينة مصراتة في غرب البلاد. وبعد تأمينها مواقع رئيسية تقع إلى الجنوب من وسط سرت الأسبوع الماضي، انتقل القتال إلى الحي رقم 2 الذي تقول الكتائب الآن إنها سيطرت عليه.
وكانت ذكرت بوابة الحركات الإسلامية في تقرير سابق لها، إن العد التنازلي لتحرير سرت قد بدأ، وبالأخص مع تقدم قوات الوفاق الليبية بمساندة الضربات الجوية الأمريكية والتي طالبها فايز السراج رئيس حكومة الوفاق.
بعد تحرير سرت من
وكان المركز الإعلامي لعملية البنيان المرصوص أعلن في بداية الأسبوع الجاري السيطرة على مبنى إذاعة كان مقاتلو داعش يستخدمونها لبث دعايتهم، وقال المركز في بيان إن قواتنا تبسط سيطرتها على مبنى إذاعة مكمداس الخاصة مراقبة المحاسبة سابقا، بعد عمليات تمشيط واسعة للمناطق التي سيطرت عليها مؤخرا، مضيفا أن مبنى الإذاعة يعد أحد أهم المراكز الإعلامية التابعة لعصابة داعش بمدينة سرت ويقع بالقرب من مجمع قاعات واغادوغو.
وقال رضا عيسى المتحدث باسم عمليات تحالف قوات البنيان المرصوص أمس الثلاثاء أن هناك اشتباكات اندلعت وهذا ما أدى إلى إعادة السيطرة على الحي رقم اثنين بنجاح، وكان ذلك بمساعدة من وحدة الدبابات لمواجهة قناصين من الدولة الإسلامية.
وأضاف "الحي الآن تحت سيطرة قواتنا بالكامل." قائلا إن قواته توغلت أيضا في الحي رقم واحد الواقع في قلب سرت مسقط رأس معمر القذافي، قائلا: إن القوات التي تقودها كتائب مصراتة واجهت أربع مركبات ملغومة، دمرت اثنتين منها على الأرض قبل أن تصل إلى أهدافها، موضحًا أن إحداها انفجرت بالقرب من قواتنا ولكن لم نعرف عدد الضحايا حتى الآن، والرابعة استهدفتها طائرة حربية.
وتشن القوات المدعومة من الحكومة غاراتها الجوية على المدينة الساحلية بأسطول من الطائرات المقاتلة المتقدمة، وكان مسلحو التنظيم قد استولوا على سرت وجزء من الساحل الليبي في يونيو 2015، وبذلك تمكن التنظيم من إيجاد موطئ قدم له وميناء كبير على بعد 300 كيلومتر فقط من السواحل الأوروبية.
لكن التنظيم واجه صعوبات في توسيع نطاق تأييده أو سيطرته على الأراضي في ليبيا، وستكون خسارة سرت انتكاسة كبيرة لمسلحيه الذين يتعرضون بالفعل لضغوط من حملات تدعمها الولايات المتحدة في العراق وسوريا.
وقد فر جميع سكان سرت تقريبا وعددهم 800 ألف نسمة مع فرض مسلحي التظيم حكمهم على المدينة، أو خلال القتال في الشهور الثلاثة الماضية.
بعد تحرير سرت من
ويحذر مراقبون من اصطدام قوات الوفاق مع قوات الجيش الليبي بقيادة خليفة حفتر، بهدف انتزاع مناطق حيوية من تحت سيطرتها.
وكان هناك بوادر اشتعال حرب بين الجيش والمجلس الرئاسي المنبثق عن حكومة الوفاق، في أبريل الماضي بعد أيام من دخوله العاصمة طرابلس.
وبدأت الأزمة بعد أن قطعت قوات البنيان المرصوص الموالية لحكومة الوفاق المدعومة دوليا، الطريق على قوات الجيش الليبي بقيادة الفريق أول ركن خليفة حفتر الذي كان يجهز لتحريرها بعد أن بدأ في تحشيد قواته بمنطقتي زلة ومرادة قبل أن تسبقه قوات مصراتة التي باتت تحظى بدعم دولي بعد أن أعلنت ولاءها لحكومة الوفاق.
وكان مراقبون قد حذروا من خوض ميليشيات مصراتة الموالية للمجلس الرئاسي لهذه المعركة، مؤكدين أن عملية تخليص المدينة من تنظيم داعش لا يمكن أن تكون إلا تحت مشروع وطني تنفذه قوى نظامية تمتلك أخلاقا عسكرية، وتدافع عن وحدة الشعب، وتخضع للقانون والمحاسبة.
ووفق ما ذكرت المشهد في تقارير سابقة، أن مدينة سرت هي آخر وأهم معقل لتنظيم داعش الإرهابي في ليبيا، لذا فإن إعادة السيطرة عليها تعني نهاية داعش من الناحية النظرية على الأقل.
وتحظى مدينة سرت بأهمية استراتيجية كبيرة بحكم موقعها الجغرافي على خريطة ليبيا، فهي تعتبر حلقة الوصل بين شرق ليبيا وغربها وتقع بمحاذاة ما يعرف بالهلال النفطي، وتشكل السيطرة عليها نجاحا مهما في معركة محاربة داعش.
ويتوقع مراقبون أن تشهد المرحلة القادمة تحولًا غير مسبوق في المشهد الليبي وبالأخص بعد نجاح قوات الوفاق في تحرير أبرز معاقل التنظيم الإرهابي "داعش" وهي مدينة سرت، حيث يتوقع بأن تستقر الأوضاع نسبيًا بعد طرد التنظيم الإرهابي من معاقله الرئيسية، فيما تتخوف دول الجوار من فرار عناصر التنظيم إلي أراضيها.

شارك