بعد مقتل 700 داعشي.. الخالدية علي أعتاب التحرير من قبضة "داعش"
الأربعاء 17/أغسطس/2016 - 05:03 م
طباعة
في ظل مساعي القوات العراقية بمساندة طائرات التحالف الدولي لتحرير المدن العراقية من قبضة التنظيم الإرهابي "داعش"، أعلنت قيادة عمليات الانبار اليوم الأربعاء 17 أغسطس 2016 عن مقتل 700 عنصر من تنظيم "داعش" منذ بدء عملية استعادة السيطرة على جزيرة الخالدية التي تبعد بمسافة 23 كيلومترا إلي الشرق من مدينة الرمادي مركز محافظة الأنبار الغربية وحتى الآن.
وقالت قيادة عمليات الأنبار في بيان لها اليوم، إنه لم تتبق سوى جيوب قليلة للتنظيم في منطقة زوية البوبالي "يتم التعامل معها عسكريا."
ويري محللون أن سبب اختيار الدواعش لهذه الجزيرة لتكون ملاذا آمنا لهم يعود إلي كونها منطقة وعرة فيها العديد من البزول حيث أن مناطق الحامضية والبو بالي والعديد من المناطق الأخرى هي مناطق زراعية تحتوي على وديان يحاول الدواعش بكل طريقة ان يختبئوا في تضاريسها.
في سياق متصل، أكد قائد عمليات الانبار اللواء الركن اسماعيل المحلاوي، أن القوات العراقية تتعامل الآن مع انفاق حفرها مسلحو التنظيم تحت الأرض.
وأضاف أن القوات الأمنية تعمل على تمشيط جميع مناطق جزيرة الخالدية واعادة انتشار توزيع القطعات القتالية والعسكرية "بشكل يضمن معالجة أي خرق محتمل مع الاستعداد للتوجه لإستعادة السيطرة على جزيرة الرمادي خلال الايام القليلة القادمة"، على حد تعبيره، قائلا: أن قوات من الجيش والشرطة ومقاتلي العشائر والحشد بفئاتها المختلفة "يقاتلون في خندق واحد ضد مسلحي التنظيم"، وأن هناك دعم كبير من طيران التحالف الدولي وطيران الجيش لقصف نقاط تجمعهم في جزيرة الرمادي والمناطق الغربية.
وكان سيطر التنظيم الإرهابي "داعش" منذ أكثر من سنتين على منطقة "جزيرة الخالدية" بمحافظة الأنبار (غرب)، والتي تعتبر آخر معاقل التنظيم شرق مدينة الرمادي.
يقول الشيخ جبار الدليمي، أحد وجهاء "جزيرة الخالدية"، إن المنطقة كانت تعتبر من أهم معاقل تنظيم داعش وسيطر التنظيم عليها في مطلع عام 2014، بعد انسحاب القوات الأمنية منها"، مضيفًا أن التنظيم قام بالاستيلاء على منازل الضباط والمنتسبين للأجهزة الأمنية وشيوخ العشائر والمدنيين الرافضين لتواجده وفكره، وبعد ذلك سرق جميع محتوياتها وقام بحرقها" كما قام بإعدام العديد من شباب الخالدية بأساليب وحشية مختلفة، بعد أن اتهمهم بالتعاون مع القوات الأمنية عندما سيطر على المنطقة على حدتعبيره.
وأضاف: لقد استبشرنا خيرا بسماع انطلاق عملية تحرير جزيرة الخالدية من تنظيم داعش، نهاية يوليو الماضي ولكن تفاجأنا بمشاركة الحشد الشعبي في العملية دون مشاركة مقاتلي العشائر (سنية) في الأنبار".
المستشار حسن عبد الهادي، في كتائب سيد الشهداء المنضوية في الحشد الشعبي يقول إن العمليات انتهت في الخالدية ولم يتبق سوى ثلث الجزيرة تقريبا والذي يتجمع فيه الدواعش وهذا الجزء يمتد الى الموصل حيث يحاول الدواعش من خلاله الهروب اليها.
ويضيف عبد الهادي أن العمليات العسكرية في جزيرة الخالدية انطلقت بعد ورود معلومات استخبارية وأمنية أكدت أن الدواعش الفارين من الفلوجة ومن الكرمة والصقلاوية تجمعوا في هذه الجزيرة التي تحاذي الطريق السريع الذي يربط بغداد بطريبيل مرورا بالفلوجة وهذا ممر استراتيجي يعتبر بالنسبة للعراق لانه يربطه بالاردن وهنالك مصالح متبادلة اقتصادية وغيرها كما يربطه بالعديد من المناطق الغربية في العراق".
ويواصل التحالف الدولي بقيادة أمريكا، الغارات الجوية علي معاقل التنظيم الإرهابي، منذ أغسطس 2014، في إجهاض خطط التنظيم في الاستيلاء على مزيد من المناطق في العراق، وقد ساعدت كثيرًا في وقوع الانتكاسات التي شهدها التنظيم في المناطق التي كان يبسط سيطرته عليها.
وكان مسلحو داعش شنوا في يونيو 2014 هجومًا في العراق مكنهم من احتلال مساحات واسعة من الأراضي العراقية غربي العاصمة بغداد وشمالها ثم احتلال الرمادي كبرى مدن محافظة الأنبار في 2015، قبل أن يستطيع الجيش العراقي استعادة السيطرة على عدة أراضٍ بمساعدة مجموعات كردية مسلّحة.
وكانت ذكرت بوابة الحركات الإسلامية في تقرير سابق لها، أن الجيش العراقي ومجموعات مسلحة وكردية تمكنت من استعادة أراضٍ احتلّها داعش في شمال العراق وفي محافظة الأنبار، خصوصًا مدينة الرمادي ومدينة هيت، فيما لا تزال مناطق واسعة من الأنبار لا تزال تخضع لاحتلال داعش وخصوصًا الفالوجة، إضافة إلى معظم محافظة نينوى وكبرى مدنها وثاني أكبر مدن البلاد الموصل.