الجدل حول تواجد قوات البيشمركة في نينوى يضع تحرير الموصل في مستقبل مجهول
الخميس 18/أغسطس/2016 - 04:56 م
طباعة
لازال تواجد قوات البيشمركة في محافظة نينوى يثير الجدل لدى الحكومة العراقية خاصة بعد رفضها الانسحاب من المحافظة التى تحتل داعش معظمها بما فيها العاصمة الموصل التى سيكون مصير تحريرها مجهولا بعد أن اكدت قوات البيشمركة في سهل نينوى مجددا مخاوف الحكومة العراقية، ورئيس الوزراء حيدر العبادي الذى طالبها بعدم التوسّع باتجاه الموصل حتى وإن كان تقدمها دعماً للقوات العراقية في معركة نينوى إلا أن حكومة كردستان رفضت هذا الطلب وردت عليه بتأكيد مضيّها في التقدم في سهل نينوى ورفض انسحابها من المناطق التي سيطرت عليها.
وأتى القرار الكردي ليعزز المخاوف من محاولة إقليم كردستان الاستئثار بضم مزيد من الأراضي، بحجة دحر داعش للتوسع وإعلان الانفصال لاحقاً وقد أعقب هذا الرفض الكردي قرارات من القائد الأعلى لقوات البيشمركة مسعود برزاني بشأن عمل قواته في مناطق نفوذهم أو تلك التي تقاتل فيها، لاسيما تحديد كيفية تعاملها مع المدنيين في هذه المناطق واحترام مبادئ حقوق الإنسان، التي تقضي بعدم التهجير القسري دون مبرر قانوني مع ضمان حرية تنقل المواطنين، في إشارة إلى أن قوات البيشمركة ليست الحشد الشعبي وتلا إعلان المبادئ هذا منع البيشمركة عناصر التحقت بالجيش العراقي من دخول قضاء مخمور، حيث تدور معارك ضد عناصر داعش.
واعتبر النائب المسيحي في البرلمان العراقى لويس كارو " ان تواجد قوات البيشمركة في سهل نينوى لايشكل اي خطر على المنطقة ووجودها يتم بتنسيق وانسجام مع جهات في الحكومة المركزية وان ان تواجدها في هذه المناطق كان مهما وضروريا خلال الفترة التي اعقبت سقوط النظام السابق لمواجهة الارهاب والجرائم الارهابية المنتشرة في عموم المحافظة وان تواجد الحكومة المركزية في مناطق سهل نينوى واضح وبشكل فعال عبر ارتباط جميع الوحدات الادارية بالحكومة المحلية في محافظة نينوى ".
وهو الامر الذى عارضه النائب عن الحركة الايزيدية من اجل الاصلاح والتقدم امين فرحان جيجو قائلا " ان اغلب سكان مناطق سهل نينوى مع بسط نفوذ الحكومة المركزية على مناطقهم و ان الحكومة المركزية لم تدخل الى هذه المناطق منذ عام 2003 وهيمنت عليها قوات البيشمركة ، بدعوى انها مناطق كردية ، في حين ان الوجود الكردي فيها شبه معدوم ويشكل الايزيديون والمسيحيون والشبك 95 % منها وان رفض سلطات الاقليم والمتمثلة بالحزبين الكرديين الرئيسين الوطني الكردستاني والديمقراطي الكردستاني ، دخول قوات الحكومة المركزية الى هذه المناطق ، هو محاذاتها لمناطق تواجد الاكراد في بعض الدول الاقليمية وخاصة في سوريا".
يذكر ان هناك حالة من الرفض الشعبى لتواجد القوات المشتركة في مناطق محافظة نينوى حتى قبل استيلاء داعش على الموضل حيث تجمع متظاهرين ، أمام مبنى محافظة نينوى مطالبين برفض تواجد قوات البيشمركة في سد الموصل وقالت مصادر إن "أكثر من 100 متظاهر تجمعوا ، أمام مبنى محافظة نينوى في شارع لرفض تواجد قوات مشتركة في مناطق من المحافظة وقوات البيشمركة من خلال لافتات حملها المتظاهرون وطالبوا بخروجها من مدينة الموصل وتحديدا من منطقة سد الموصل وإيقاف التدخل بشؤون المحافظة من قبل إقليم كردستان وطالبوا بتواجد قوات عراقية في المناطق المتنازع عليها وطالبوا بتشكيل فرقة عسكرية من ابناء محافظة نينوى".
مما سبق نستطيع التأكيد على أن وجود قوات من البيشمركة معارضة من قبل العديد من القوى السياسية في محافظة نينوى وكذلك بعض نواب المحافظة في مجلس النواب وانه سيأخذ الكثير من الجدل بعد رفض البيشمركة الانسحاب من المحافظة التى تحتل داعش معظمها بما فيها العاصمة الموصل وهو الامر الذى يضع تحرير الموصل في غياهب المجهول .