بعد طرده من سرت.. هل يسيطر "داعش" على مدن بديلة في ليبيا؟

السبت 20/أغسطس/2016 - 03:07 م
طباعة بعد طرده من سرت..
 
لا زالت التخوفات من مخاطر العناصر الإرهابية في ليبيا قائمةً، حتى حال إسقاطها من مدينة سرت الليبية، وبالأخص مع زيادة الانقسامات الداخلية والصراع على السلطة بين حكومة الوفاق الوطني المدعومة من الأمم المتحدة والحكومة الموازية في الشرق التي ترفض الاعتراف بحكومة فايز السراج في طرابلس.
بعد طرده من سرت..
وأوشك تنظيم داعش الإرهابي على الهزيمة في سرت مع تقدم قوات الوفاق الليبية المدعومة من المجتمع الدولي، وبمساندة الضربات الجوية الأمريكية.
وبعد مرور ثلاثة أشهر، من بدء معركة تحرير سرت، من قبضة "داعش"، نجحت قوات الوفاق التابعة لحكومة الوفاق الوطني، في السيطرة على أبرز معاقل التنظيم الإرهابي "داعش" في المدينة، والتي تعد أبرز معاقل التنظيم، وحققت القوات انتصارًا هامًا بسيطرتها على مقر قيادة التنظيم في مجمع واغادوغو للمؤتمرات، وكانت قالت القوات الليبية إنها انتزعت السيطرة على أحد آخر أحياء وسط سرت من يد مسلحي تنظيم "داعش"، مواجهة القناصة والسيارات المفخخة في حملة لاستعادة المدينة بأكملها.
والجدير بالذكر أن عملية "البنيان المرصوص" التابعة لقوات الوفاق انطلقت في مايو الماضي، بهدف إنهاء سيطرة داعش على مدينة سرت، عبر ثلاثة محاور هي أجدابيا – سرت، والجفرة – سرت، ومصراتة – سرت، وتمكنت القوات من محاصرة التنظيم في مساحة ضيقة، وتكبيده خسائر فادحة في الآليات والأفراد. 
واستطاع تنظيم داعش الإرهابي السيطرة على مدينة "سرت" في يونيو 2015 حيث أصبحت معقله في ليبيا، وبسطت قوات الوفاق سيطرتها على المزيد من المباني، حيث حررت أكثر المعاقل التي وقعت تحت قبضة التنظيم.
ويرى محللون أن طرد عناصر داعش من سرت لا يعني فقد التنظيم لليبيا، بل قد يؤدي هذا للمزيد من الهجمات المتناثرة هنا وهناك في أرجاء ليبيا التي لا تزال مركز تجنيد للتنظيم.
وحصلت القوات، منذ أول أغسطس على دعم جوي تمثل في ضربات جوية أمريكية استهدفت مركبات ومخازن أسلحة، وساحات معارك للمسلحين.
وأسفرت المعارك خلال اليومين الماضيين عن سقوط تسعة قتلى و82 جريحًا في صفوف القوات الموالية للحكومة، بحسب رضا عيسى، المتحدث باسم "البنيان المرصوص"، العملية التي بدأتها الحكومة المعترف بها دوليًّا قبل ثلاثة أشهر لاستعادة سرت من التنظيم الإرهابي.
ووفق محللين فإن الهزيمة في سرت ستشكل ضربة قوية لداعش، لكنها لن تكون نهاية تهديد العناصر الإرهابية في ليبيا.
بعد طرده من سرت..
ويقول مسئولون: إن بعض الإرهابيين تمكنوا من الفرار من سرت قبل محاصرتها ومن المرجح أن يحاولوا استعادة أنشطتهم في أماكن أخرى من البلاد، كما يمكن لهم أن ينضموا إلى خلايا موجودة وفصائل مسلحة تنشط بالفعل في مناطق أخرى مع استمرار الانقسامات التي غذت التطرف في ليبيا من الأساس وقد يزداد الخطر أيضًا نتيجة للحملة في سرت.
وذكر بعض المسئولين بعض التفاصيل عن مقاتلين قتلوا في المعارك لتحرير سرت وقالوا إنهم يجدون صعوبة في تعقب المسلحين الذين يستخدمون هويات متعددة إضافة إلى قلة الموارد المتاحة لملاحقة وتوقيف الهاربين.
وتعتبر مدينة سرت هي مسقط رأس معمر القذافي وكانت آخر مدينة كبرى تسقط في انتفاضة 2011 التي أطاحت به.
 وتقع في وسط الساحل الليبي في منتصف الطريق بين مناطق سيطرت عليها حكومتان متنافستان في الشرق والغرب منذ 2014.
وتعتبر مدينة سرت آخر وأهم معقل لتنظيم داعش الإرهابي في ليبيا؛ لذا فإن إعادة السيطرة عليها تعني نهاية داعش من الناحية النظرية على الأقل.
وتحظى مدينة سرت بأهمية استراتيجية كبيرة بحكم موقعها الجغرافي على خريطة ليبيا، فهي تعتبر حلقة الوصل بين شرق ليبيا وغربها وتقع بمحاذاة ما يعرف بالهلال النفطي، وتشكل السيطرة عليها نجاحا مهما في معركة محاربة داعش.
وكانت أغلب القوة العددية للتنظيم في ليبيا متمركزة في سرت والتي تضعها أغلب التقديرات قبل الحملة العسكرية التي تخوضها قوات حكومة الوفاق منذ ثلاثة أشهر، بين 2000 و5000 مقاتل.
وكان رجح مسئولون غربيون أن تصبح سرت خيار التقهقر أمام المسلحين المعرضين للضغوط في المعارك بسوريا والعراق.
وذكر تقرير للأمم المتحدة نشر في يوليو أن بعض المقاتلين عبروا إلى تونس عقب الضربات بينما وجد آخرون ملاذًا في صبراتة نفسها أو على سفوح جبال نفوسة إلى الجنوب.
وقال التقرير: إن استمرار الانقسامات السياسية قد يجعل الفصائل الليبية "تستغل الشبكات المتطرفة العنيفة في النزاع السياسي القائم".
بعد طرده من سرت..
وفي هذا السياق، قال رئيس حكومة الوفاق فايز السراج في تصريحات لمجلة دير شبيجل الألمانية، أمس الجمعة 19 أغسطس 2016، إنه يتعين ممارسة ضغوط على تشاد والنيجر ومالي حتى تكون الرقابة على الحدود فعالة وجادة، مشيرا إلى حاجة جنود حرس الحدود إلى التدريب.
وذكر السراج أن البحرية الليبية يمكنها الاستفادة أيضًا من مهمة الاتحاد الأوروبي البحرية صوفيا، وقال في ما يتعلق بمهمة صوفيا في البحر المتوسط نأمل أن يحدّث ويدعم الأوروبيون قواتنا البحرية حتى يمكنها القيام بدورها. 
ووافق من قبل وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي على توسيع عملية مكافحة تهريب المهاجرين التي ينفذها الاتحاد في البحر المتوسط، مع تولي مهام إضافية تتمثل أساسا في تدريب خفر السواحل الليبي والمساعدة في تطبيق حظر السلاح المفروض على ليبيا.
وكانت ذكرت بوابة الحركات الإسلامية في تقرير سابق لها، أن مصير التنظيم الإرهابي "داعش" لا زال مجهولا حال طرد جميع عناصره من سرت، ما يفتح المجال أمام احتمال ظهور التنظيم في مناطق أخرى وتكرار سيناريو مدن الشرق التي تم طرد مقاتلي التنظيم منها ليعيدوا تنظيم صفوفهم والسيطرة على مدن بديلة.

شارك