مع المساعي السرية.. هل تنجح القبائل في "لم شمل" المتنازعين في ليبيا؟

الأحد 21/أغسطس/2016 - 02:37 م
طباعة مع المساعي السرية..
 
في ظل ما تشهده ليبيا من أحداث دامية، عن طريق محاربة الجماعات الإرهابية المتمثلة في التنظيم الإرهابي "داعش"، يقوم بعض الأعيان بالمساعي لمصالحة الأطراف المتنازعة وعودة الأمور لطبيعتها، حيث وقع أعيان من مدينة مصراتة الليبية وقبيلة العبيدات خلال اجتماع في تونس منذ يومين اتفاقاً للمصالحة.
مع المساعي السرية..
وتأتي الاجتماعات السياسية التي عقدها المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني في العاصمة التونسية في سرية تامة دون أي معلومات تخص المداولات والنقاشات المكثفة، والتي عُقِدت في فندق قرطاج، ولم يعُرف ما إذا كان المبعوث الدولي إلى ليبيا مارتن كوبلر قد انضم إلى هذه المباحثات أم لا.
وتعد القبائل في ليبيا لاعبًا أساسيًّا وبديلًا عن الأحزاب والمؤسسات في النظام السياسي الليبي وعاملا مهما في مختلف التركيبات السياسية والاجتماعية والعسكرية في البلاد طيلة حقبة الرئيس السابق معمر القذافي.
ويقول مراقبون: إن المظلة الاجتماعية وحتى السياسية التي تحظى بها القبائل في ليبيا ما زالت متواصلة، بل ويعتبرون أنها أكثر الأطراف التي ستلعب أدوارًا مهمةً في المراحل اللاحقة.
ووفق مصادر مقربة، فقد عقدت الاجتماعات في ظل تعتيم إعلامي شديد، إذ لوحظ أن سلسلة اجتماعات فرِضت عليها أجواء سرية، قبل أن يتم تداول صور لرئيس حكومة الوفاق فايز السراج، مُغادرًا مقر الفندق.
وفي سياق متصل كان مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا مارتن كوبلر، أكد أن الأزمة بالبلاد أوجدت احتياجات إنسانية هائلة. 
ويعتبر هذا الاتفاق الأول بين مدينة مصراتة وإحدى قبائل الشرق الليبي منذ بداية الأزمة في ليبيا، وقد تضمن 14 بنداً سيبدأ العمل على تنفيذها على التوالي، مع التواصل مع باقي مكونات المشهد الليبي. 
ومع زيادة الانقسامات الداخلية والصراع على السلطة بين حكومة الوفاق الوطني المدعومة من الأمم المتحدة والحكومة الموازية في الشرق التي ترفض الاعتراف بحكومة فايز السراج في طرابلس، أكد الطرفان تمسّكهما بمبادئ ثورة الـ 17 من فبراير وبمدنية الدولة وقيم الإنسان والتداول السلمي على السلطة، وشددا على مكافحة التنظيمات الإرهابية ورفض جميع الانقلابات العسكرية واعتبراها جريمة ضدّ الشعب.
 كما دعا الطرفان إلى حل التشكيلات المسلحة وتوحيد الجيش الليبي، مشيرين إلى ضرورة التواصل مع قبائل مدينتي بنغازي ودرنة لإيقاف الحرب وإفراغ المدينة من المظاهر العسكرية.
مع المساعي السرية..
وتسيطر قوات اللواء خليفة حفتر، المعترف بها دولياً، على مناطق واسعة من مدينة بنغازي، فيما تبسط قوات حكومة الوفاق التي تحظى بدعم دولي نفوذها على الغرب الليبي، وتخوض معارك لتحرير عدة مدن تخضع لسيطرة تنظيم الدولة.
كما اتفقت أيضًا على محاربة الإرهاب بكل أشكاله، وحل التشكيلات المسلحة غير النظامية، إضافةً إلى حماية المنشئات النفطية وتجنيبها جميع الأعمال العسكرية، وفق قوله.
في سياق آخر، قال كوبلر إنه يوجد أكثر من مليونين وأربعمائة ألف شخص بحاجة إلى مساعدة إنسانية. وأشار كوبلر إلى وجود ثلاثمائة ألف طفل خارج المدارس بالإضافة إلى 350 ألف نازح في ليبيا، فضلاً عن 270 ألف مهاجر عالق بهذا البلد الغارق في الفوضى، على حد قوله، معتبرًا أن مناسبة اليوم العالمي للعمل الإنساني تذكيراً قوياً بالحاجة الملحة للتصدي للأوضاع الإنسانية المتردية في جميع أرجاء البلاد.
كما أكد المبعوث الأممي أن "الاحتياجات الإنسانية التي أوجدتها الأزمة في ليبيا مهولة".
فيما قال منسق الشئون الإنسانية بليبيا علي الزعتري: "إن الثورة أتت ولكن لحقها الكثير من الفوضى التي أدت للأسف إلى اقتتال داخلي وانهيار الخدمات الإدارية وبخاصة الإنسانية منها وتشرذم حكومي، وكل هذا أدى إلى مآسٍ إنسانية". 
وأعرب الزعتري برسالة عبر الفيديو عن أسفه لتواصل استعار الأزمة، شرقاً وغرباً وجنوباً، لافتاً إلى وجود احتياجات إنسانية متعددة أهمها التدهور بالقطاع الصحي والحالة العامة التي يعاني منها النازح داخل ليبيا والمهاجر على حد السواء.
وتمنى أن يتم تجاوز الأزمة الإنسانية عام 2017 وأن تعود ليبيا مرة أخرى على درب التنمية والتعاون الدولي.
مع المساعي السرية..
وتقوم قوات الوفاق الليبية المدعومة من المجتمع الدولي، بمحاربة التنظيم الإرهابي "داعش" في مدينة سرت، وبعد مرور ثلاثة أشهر، من بدء معركة تحرير سرت، من قبضة "داعش"، نجحت القوات في السيطرة على أبرز معاقل التنظيم الإرهابي "داعش" في المدينة، والتي تعد أبرز معاقل التنظيم، وحققت القوات انتصارًا مهمًّا بسيطرتها على مقر قيادة التنظيم في مجمع واغادوغو للمؤتمرات، وكانت قالت القوات الليبية إنها انتزعت السيطرة على أحد آخر أحياء وسط سرت من يد مسلحي تنظيم "داعش"، مواجهة القناصة والسيارات المفخخة في حملة لاستعادة المدينة بأكملها.
والجدير بالذكر أن عملية "البنيان المرصوص" التابعة لقوات الوفاق انطلقت في مايو الماضي، بهدف إنهاء سيطرة داعش على مدينة سرت، عبر ثلاثة محاور هي أجدابيا – سرت، والجفرة – سرت، ومصراتة – سرت، وتمكنت القوات من محاصرة التنظيم في مساحة ضيقة، وتكبيده خسائر فادحة في الآليات والأفراد. 
واستطاع تنظيم داعش الإرهابي السيطرة على مدينة "سرت" في يونيو 2015 حيث أصبحت معقله في ليبيا، وبسطت قوات الوفاق سيطرتها على المزيد من المباني؛ حيث حررت أكثر المعاقل التي وقعت تحت قبضة التنظيم.
ويرى محللون أن طرد عناصر داعش من سرت لا يعني فقد التنظيم لليبيا، بل قد يؤدي هذا للمزيد من الهجمات المتناثرة هنا وهناك في أرجاء ليبيا التي لا تزال مركز تجنيد للتنظيم.
وحصلت القوات، منذ أول أغسطس على دعم جوي تمثل في ضربات جوية أمريكية استهدفت مركبات ومخازن أسلحة، وساحات معارك للمسلحين.
وكانت ذكرت بوابة الحركات الإسلامية في تقرير لها أمس السبت، أن رئيس حكومة الوفاق فايز السراج قال في تصريحات لمجلة دير شبيجل الألمانية، إنه يتعين ممارسة ضغوط على تشاد والنيجر ومالي حتى تكون الرقابة على الحدود فعالة وجادة، مشيرًا إلى حاجة جنود حرس الحدود إلى التدريب.
وذكر السراج أن البحرية الليبية يمكنها الاستفادة أيضًا من مهمة الاتحاد الأوروبي البحرية صوفيا، وقال في ما يتعلق بمهمة صوفيا في البحر المتوسط نأمل أن يحدّث ويدعم الأوروبيون قواتنا البحرية حتى يمكنها القيام بدورها.
وكانت ذكرت بوابة الحركات الإسلامية في تقرير سابق لها، أن مصير التنظيم الإرهابي "داعش" لا زال مجهولًا حال طرد جميع عناصره من سرت، ما يفتح المجال أمام احتمال ظهور التنظيم في مناطق أخرى وتكرار سيناريو مدن الشرق.

شارك