"اكسبريس البريطانية" تنشر دليل داعش لصناعة السم لقتل أعداء التنظيم
الأربعاء 24/أغسطس/2016 - 01:16 م
طباعة
يبدو أن ابتكار طرق جديدة للقتل أصبح محورا مهما في فكر تنظيم داعش الإرهابي؛ حيث نشر جيش داعش الإليكترونى عبر الانترنت دليلًا لخطوات سم غير المسلمين، والذي حمله العشرات من أتباع التنظيم المغيبين.ووفقًا لموقع "إكسبرس" البريطانية، فإن مجموعة الهاكرز التي تطلق على نفسها "سايبر الخلافة"، المعروفة بجيش داعش الإليكترونى، نشرت دليلًا على تطبيق الـ"تليجرام" وصفت فيه كيف يمكن لأي شخص أن يصنع سم لقتل غير المسلمين.وتضمن الدليل، الذي كتبه الجهادي عبدالعزيز، طريقة صنع الغازات الخطرة إضافة إلى المواد الفتاكة مثل الكلور والفوسفور وأول أكسيد الكربون ومكان الحصول عليها.وادعى عبد العزيز، في الدليل، أنه تم تجريب تلك المواد القاتلة على الحيوانات، ووصف كيف انكمش الأرنب ونزف من دمه حتى الموت بعد إعطائه السم. كما حذر أتباع التنظيم قائلًا: "احترس خلال إعداد السموم، فإنها أشد فتكًا من المتفجرات، وأنا أعرف الكثير من المجاهدين الذين ماتوا بسبب ضعف الحماية".
وكان العثور على اللابتوب الأسود ماركة ديل في مخبأ لـ"داعش" من داخل سوريا، لا يحتوي فقط على إرشادات عن كيف تصنع فيروس (الطاعون الدبلي)، ولكنه يحتوي أيضًا على آلاف الملفات التي تفتح نافذة على: كيف يصبح مقاتلو التنظيم راديكاليين، وكيف يتعلّمون القيام بمهنتهم القاتلة؟ وصاحب اللابتوب هو "محمد س." الطالب التونسي المتخصص في الكيمياء والفيزياء، وقد التحق بـ"داعش"، ويحتوي اللابتوب على خطب من قادة الإرهاب، ومن النازيين الجدد، وكتيّبات عن أنواع أسلحة محددة. ويحتوي أيضًا على ملامح من الحياة السابقة لهذا الطالب الإرهابي ذي الأربعة والعشرين عامًا، مظهرًا ولعه السابق بالموسيقى، ورغبة في العثور على سمّيات كيكة الموز.
وأظهرت الملفات أن الطالب "محمد" بمجرد التحاقه بـ"داعش" ترك وراءه ولعه بموسيقى "سيلين ديون" وغيرها، وأصبح يُركِّز على كيفية تسميم الناس. ففي شريحة فيديو استمرت لمدة 21 دقيقة ظهر في اللابتوب "كورت ساكسون" عضو الحزب النازي الأمريكي، وقدّم إرشادات عن كيفية الحصول على سم الريسين من بذرة نبات الخروع. قدم "ساكسون" وصفًا تفصيليًّا لإجراءات إنتاج سم الريسين، وقام بتصنيعه أمام الكاميرا. وقال بمجرد أن انتهى من الإعداد: (الآن حقيقة أصبح لديكم بعض المادة السمّية هنا، هذه مادة رائعة، فانتاستيك).
هذا مثال واحد من الكمية الهائلة من المعلومات التي اكتشفت في لابتوب "محمد التونسي". ويحتوي هذا اللابتوب على 146 جيجابايت من المواد، و35,347 ملفًا أضيفت كلها تقريبًا بين عامي 2009 و2013، وكل الملفات تفتح بدون "كلمة سر" ما عدا سبعة ملفات منها، وستة من هذه الملفات المحمية في مجلد يُسمَّى (ديسك شيخ أسامة).
معظم الملفات تم تنزيلها من الانترنت، وتحتوي إمّا على إرشادات عملية أو أيديولوجية للقيام بالعمليات القتالية، والقليل من هذه الملفات أنتجها "محمد التونسي" بنفسه، وهذه تحتوي على مواد دراسته الكيميائية بالجامعة بتونس، أو ملفات خاصة بصور عائلته.
محتوى اللابتوب مع ذلك في مجمله يظهر هدف صاحبه الرئيس وهو التدمير. المجلدات منظمة بصورة دقيقة، ففي مجلد باسم "تفجيرات" يوجد ملف ثانوي باسم إرهابي، وهذا نفسه مجلد ثانوي لمجلد باسم مجاهد. جمع "محمد" 206 وثائق تشمل مطبوعات بواسطة كتّاب غربيين عن مبيعات تجارية مثل كيف تصنع سيمتيكس وكيمياء وتكنولوجيا التفجيرات، والقنابل الفقيرة المكتشفة بواسطة سي آي ايه، ودليل تصنيع المواد المفخخة للسيارات، ومن بين الوثائق -أيضًا- المتفجرات الميدانية التي أخذها الطالب التونسي من كتاب الأمريكي "وليام والاس" الذي يقدم هذا الكتاب للدراسة الأكاديمية فقط.
ولم يُقْصِر "محمد" نفسه في مساعيه على فيديوهات المتطرفين الإسلاميين أو مطبوعاتهم وحدها، ولكنه جمع واستخدم مواد من متطرفين من كل شاكلة ونوع، حيث قام بتنزيل أدلة متطرفين غربيين، وكتاب طبخ المواد المتفجرة لفوضويين، والكتاب الإلكتروني للنازيين الجدد المعنون باسم دليل المقاومة البيضاء. ولم ينس أن يعرج على الجيش الأمريكي للحصول على الإرشادات العملية، ففي ملف اسمه "عسكرية" جمع 51 من مطبوعات الجيش الأمريكي المتاحة عبر الانترنت مثل تدريب القنّاصين، ودليل العمل الميداني للجيش الأمريكي، وتكتيكات العمليات السيكولوجية والتكتيكات والتقنيات والإجراءات.
وحصل "محمد" على كُتيّبين بالإنجليزية، أحدهما بعنوان: متفجرات المجاهدين، والثاني بعنوان: سموم المجاهدين، وفي مقدمة الكتاب الثاني الذي ألفه شخص تخفَّى تحت اسم "عبدالعزيز"، وأهدى كتابه لمجاهدي أفغانستان، الذين وفق ما قال: (أضرموا لهب الجهاد في قلب كل مسلم مخلص عبر العالم).
في الكتيب وجه "عبدالعزيز" مَن يعملون في تصنيع السمّيات بأن يتجنّبوا خطرها وهم يُحضرون السموم القاتلة، فهي أشد خطورة، وقال: إنه يعرف العديد من المجاهدين الذي احترقت أجسامهم نظرًا لضعف الحماية من خطر السموم، وقال: إنه يجب التأكد من أن السم قد تمت تجربته (بنجاح).