تركيا تحول "جرابلس" السورية إلى خط دفاعها الأول ضد "داعش" والأكراد
السبت 27/أغسطس/2016 - 02:50 م
طباعة
من الواضح أن تركيا لن تكتفي بتثبيت نفود المتحالفين معها في سيطرتهم على مدينة جرابلس السورية بل تسعى إلى بسط نفوذها هي أيضًا عليها وعلى المناطق المتاخمة لها، باعتبارها خط دفاعها الأول ضد تنظيم داعش والتنظيمات الكردية التي تعتبرها إرهابيةً.
وفي محاولة منها لتثبيت وضعها في الشمال السوري شَنَّت مقاتلات تركية غارات استهدفت مواقع لعناصر متحالفة مع قوات سوريا الديمقراطية جنوب جرابلس في قرية تل عمارنة في ريف حلب الشمالي الشرقي، كما عمدت تركيا لليوم الثالث على التوالي إلى الدفع بتعزيزات مؤلفة من ست دبابات إلى مدينة جرابلس، لدعم المعارضة السورية في هجماتها على تنظيم داعش، وبذلك يكون الجيش التركي قد أرسل حتى الآن 50 دبابة ونحو 400 جندي منذ بداية حملة (درع الفرات) قبل ثلاثة أيام وكشفت كتائب المعارضة أنها تقوم حاليًّا بإزالة الألغام التي زرعها عناصر داعش في جرابلس، والتوجه غرباً نحو المواقع المتبقية للتنظيم على طول الحدود مع تركيا فيما استمرت المدفعية التركية بقصف مواقع داعش، واستهدفت أيضًا مواقع قوات الحماية الكردية في مواقع تقدمت إليها قرب جرابلس، وأصدرت قيادة الجيش التركي أوامر باستهداف أي تحرك للقوى الكردية باتجاه جرابلس وغرب الفرات.
يذكر أن تركيا واصلت دفع تعزيزات من الدبابات إلى مدينة جرابلس السورية، التي استعاد مقاتلون سوريون معارضون تدعمهم تركيا السيطرة عليها من تنظيم داعش، وأفاد شهود أن أنقرة نشرت يوم الجمعة 26-8-2016م 4 دبابات شوهدت تتجه صوب الحدود، فيما دوت انفجارات مصدرها جرابلس في مؤشر على استمرار العمليات فيها بعد طرد المتطرفين منها، وكانت تركيا قد دفعت يوم الخميس 25-8-2016م مجموعة جديدة من الدبابات، بلغت 20 دبابة، في حين أفادت مصادر بدخول 10 دبابات لتأمين مدينة جرابلس وأعلن وزير الدفاع التركي، فكري إيشيك وقتها، أنه تم فرض السيطرة الكاملة على جرابلس، وأن قوات الجيش الحر بدعم تركي ماضية في تطهير محيط المدينة من مقاتلي التنظيم.
وتابع "أن العملية العسكرية حققت هدفين، الأول هو تأمين الحدود التركية، والثاني يتمثل بمنع وحدات حماية الشعب الكردية من الوصول إلى المنطقة هذا في الوقت الذي تتكاثر الأنباء عن عزم تركيا إقامة منطقة آمنة لطالما طالبت بها سابقاً، قال نائب الرئيس الأمريكي، جو بايدن، خلال زيارته السويد وبعد يوم واحد من لقاء الرئيس التركي: إن الأتراك مستعدون للبقاء في سوريا ما لزم الأمر للقضاء على تنظيم داعش وهو ما أكده عبدالقادر سلفي، المعلق في صحيفة "حرييت" التركية، قائلًا: "إن الهدف من العملية (درع الفرات) يتضمن إقامة منطقة آمنة خالية من المجموعات الإرهابية، ووضع حد لتقدم القوات الكردية، وإن 450 جنديًّا شاركوا في العملية خلال اليوم الأول للهجوم، لكن الرقم قد يرتفع إلى 15 ألفاً".
وكانت مجموعة من القوات الخاصة التركية قد دخلت سوريا قبل 5 أيام، كما قصفت طائرات تركية وأخرى تابعة للتحالف 4 أهداف لداعش، وقصفت المدفعية التركية أكثر من 60 هدفاً بهدف ضمان أمن الحدود وسلامة أراضي سوريا إلى جانب دعم التحالف بقيادة الولايات المتحدة ضد داعش على حسب مصدر عسكري تركي، من جانبه قال مسئول أمريكي كبير في ذلك الوقت: إن الولايات المتحدة ستوفر غطاء جوياً للعملية التركية ضد تنظيم "داعش" في بلدة جرابلس بشمال سوريا، أن واشنطن "تنسق" الخطط مع تركيا، العضو في حلف شمال الأطلسي.
مما سبق نستطيع التأكيد على أن تركيا لن تكتفى بتثبيت نفود المتحالفين معها في سيطرتهم على مدينة جرابلس السورية، بل تسعى إلى بسط نفوذها هي أيضًا عليها وعلى المناطق المتاخمة لها باعتبارها خط دفاعها الأول ضد تنظيم داعش والتنظيمات الكردية، وهو الأمر الذي سوف تثبته الأيام المقبلة.