من "الجوسق" إلى "سوريا".. "داعش" يصادر السبايا الإيزيديات من الموصل

السبت 27/أغسطس/2016 - 06:00 م
طباعة من الجوسق إلى سوريا..
 
في ظل مساعي القوات العراقية، لتحرير مدينة الموصل ثاني أكبر المدن العراقية، التي سيطر عليها التنظيم الإرهابي "داعش"، صادر الأخير منذ بداية أغسطس الجاري، المختطفات الإيزيديات العراقيات اللواتي يطلق عليهن "سبايا" من عناصره المحليين في مدينة الموصل.
من الجوسق إلى سوريا..
وأكدت مصادر موثوقة، أن تنظيم داعش أخذ السبايا من العناصر المحليين المنتمين له بعد شهور من استعبادهن جنسياً وإرغامهن على اعتناق الدين الإسلامي تحت الاغتصاب والتعذيب، وتجميعهن في مبنى سكني اسمه "عمارة طيبة" في منطقة الجوسق وسط الموصل.
 وكشف المصدر أن الفتيات والنساء الإيزيديات المختطفات جرى تجميعهن، ثم نقلهن بحافلات من الجوسق، إلى سوريا مع المقاتلين العرب والأجانب. 
وكان التحالف الدولي بقيادة أمريكا، استهدف "عمارة طيبة" بغارة جوية، وكذلك  استهدف منزل وزير الزراعة السابق عز الدين الدولة في الجوسق. 
وقالت المصادر: إن المختطفات نجون من الضربة الجوية للتحالف الدولي ضد الإرهاب، على العمارة التي كانت مركزا إلكترونيا للتنظيم الإرهابي، لكنهن مازلن تحت وحشية الدواعش. 
يأتي ذلك في ظل تخوفات التنظيم الإرهابي من اقتحام معاقله في الموصل والذي اتخذها معقلًا له منذ دخوله العراق، حيث يحتمي فيها ويقوم بتنفيذ مخططاته الإرهابية في العالم العربي والأوروبي.
ويأتي نقل المختطفات الإيزيديات اللواتي اقتادهن تنظيم داعش من قضاء سنجار وقرى غرب الموصل في العام الماضي، مع ارتفاع خسائره بالأرض والأرواح أمام التقدم الكبير الذي حققته القوات العراقية في معركة تحرير نينوى ومركزها الموصل. 
ويسيطر التنظيم الإرهابي "داعش"، على مدينة الموصل منذ 10 يونيو 2014، فيما تستعد القوات الأمنية بمختلف صنوفها وبإسناد من طيران التحالف الدولي إلى اقتحام المدينة وتحريرها من التنظيم، ونجح التنظيم منذ ذلك الوقت في السيطرة على عدة مدن عراقية، استطاع أن يفرض هيمنته بالمدينة.
 وتشكل تحرير مدينة الموصل العراقية، أهمية خاصة، لدى القوات العراقية؛ نظرًا لأهميتها الاستراتيجية؛ حيث تعد المدينة مركز محافظة نينوي؛ الأمر الذي أدى إلى مطامع قوات البيشمركة التي تشارك في تحرير المدينة بهدف ضمها إلى إقليم كردستان العراق في أعقاب تحريرها من سطوة التنظيم الإرهابي "داعش".
ووفق ما ذكرت بوابة الحركات الإسلامية في تقرير سابق لها، أن كافة المعطيات تشير إلى اقتراب معركة الحسم النهائي ضدّ تنظيم داعش في مدينة الموصل آخر معقل كبير له بالعراق.
وفي تقرير عالمي منتصف الشهر الجاري، وثقت منظمة "هيومن رايتس ووتش"، نهجاً من الاغتصاب والاعتداءات الجنسية والاسترقاق الجنسي والتزويج القسري المنظم من قبل داعش.
وقالت المنظمة: إن تلك الأفعال تعد جرائم حرب ترقى إلى مصاف الجرائم ضد الإنسانية، وما زالت الكثيرات من السيدات والفتيات في عداد المفقودين، لكن الناجيات الموجودات الآن في إقليم كردستان العراق بحاجة إلى دعم نفسي واجتماعي.
من الجوسق إلى سوريا..
ومواصلة لعملياته الإجرامية قام مقاتلو التنظيم الإرهابي باحتجاز عدة آلاف من الإيزيديين المدنيين في محافظة نينوى شمالي العراق في أغسطس 2014، بحسب مسؤولين في كردستان.
وقال شهود عيان: "عناصر داعش عملوا منهجياً على فصل الشابات والمراهقات عن أسرهن وعن بقية الأسرى، ونقلوهن من موضع إلى آخر داخل العراق وسوريا".
ووفق وكالة الأنباء الروسية، قالت طبيبة محلية تعالج الناجيات في محافظة دهوك: إن 70 من بين الفتيات والسيدات الـ 105 اللواتي فحصتهن تعرضن للاغتصاب أثناء أسرهن لدى داعش.
وذكر العديد من السبايا أنهن حاولن الانتحار أثناء الأسر أو شهدن محاولات انتحار لتجنب الاغتصاب أو التزويج القسري أو تغيير الديانة قسراً.
وفي أكتوبر 2014 اعترف داعش في مطبوعه "دابق" بأن مقاتليه قدموا سيدات وفتيات إيزيديات مأسورات للمقاتلين كـ"سبايا حرب". 
وسعى داعش إلى تبرير العنف الجنسي بزعم أن الإسلام يبيح ممارسة الجنس مع الإماء غير المسلمات، بمن فيهن الفتيات، إضافة إلى ضربهن وبيعهن، وتأتي هذه التصريحات كدليل إضافي على ممارسة واسعة النطاق وخطة ممنهجة من قبل داعش.
ووفق هيومن رايتس ووتش، كانت حكومة إقليم كردستان العراق في 2014 قد استوعبت ما يزيد على 637 ألف نازح من محافظة نينوى وحدها، وبذلت جهوداً لتوفير الخدمات الصحية وغيرها للسيدات والفتيات الإيزيديات الفارات من داعش. ومع ذلك فقد اتسمت الرعاية الصحية بوجود ثغرات، وقالت بعض اللواتي أجريت معهن المقابلات إنهن خضعن لفحوص طبية، ولم تعرفن الغرض منها ولم تبلغن بنتيجتها قط.
إدارة الشئون الإيزيدية في حكومة كردستان الإقليمية، أفادت بأن 974 إيزيدياً قد فروا من داعش حتى 15 مارس 2015، وبينهم 513 سيدة و304 طفلاً.
وذكر تقرير أخير للأمم المتحدة ضرورة إجراء المزيد من الأبحاث للتأكد من أعداد المأسورين أو المقتولين بيد داعش.
ووفق بعض الفارين من التنظيم الإرهابي قالوا: إن داعش تحتجز إيزيديين في عدة مواقع شمال العراق، تشمل الموصل وتلعفر وتل بنات وبعاج والرنبوسي وسنجار، وفي مناطق تسيطر عليها في الشرق السوري ومنها الرقة وربيعة.
وفي 13 مارس 2015 ذكر تقرير صادر عن مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة، أن ما يقرب من 3 آلاف شخص، معظمهم من الإيزيديين، ما زالوا في الأسر لدى داعش.
 ويقدر مسئولون محليون أن أعداد الإيزيديين الباقين قيد الاحتجاز أعلى بكثير، حيث كان مقاتلوا داعش يتزوجون قسراً من أسيراتهم الإيزيديات بدلاً من شرائهن. 

شارك