بعد إعلان نيجيريا الحوار مع "بوكو حرام".. تلميذات تشيبوك في انتظار الحرية
الأحد 28/أغسطس/2016 - 06:00 م
طباعة
أصبح تحرير تلميذات قرية تشيبوك في شمال شرق نيجيريا ممكنًا بعد إعلان الرئيس محمد بخاري، عن موافقته لوجود منظمة غير حكومية كوسيط في المفاوضات لتحرير التلميذات المختطفات منذ أبريل 2014.
موافقة الرئيس النيجيري:
فقد قال الرئيس النيجيري محمد بخاري اليوم الأحد: إن نيجيريا ستترك لجماعة بوكو حرام المتشددة حرية اختيار منظمة غير حكومية تتولى الوساطة في أي محادثات بشأن إطلاق سراح نحو 200 تلميذة اختطفن من قرية تشيبوك في شمال شرق البلاد عام 2014.
وكان بخاري قال العام الماضي إن حكومته مستعدة للتفاوض مع جماعة "بوكو حرام" من أجل الفتيات، لكن الجماعة لم تعلق على الاقتراح.
وقال بخاري للصحافيين في مؤتمر عن التنمية الإفريقية بالعاصمة الكينية نيروبي، في تصريحات صدرت بعد ذلك في بيان رسمي: "الحكومة التي أرأسها مستعدة لإجراء محادثات مع زعماء موثوق بهم من بوكو حرام".
وأضاف: "إذا كانوا لا يريدون الحديث معنا بشكل مباشر، فليختاروا منظمة غير حكومية معترف بها دولياً".
وتابع بخاري أن بوكو حرام يمكن أن تبدأ المفاوضات على مبادلة سجناء، إذا قدمت دليلاً للمنظمة على أن الفتيات محتجزات لديها.
عامان من الأسر:
في 14-15 أبريل 2014، قامت جماعة بوكو حرام الناشطة في شمال نيجيريا باختطاف 276 طالبة من مدرسة ثانوية حكومية في بلدة تشيبوك بولاية برنو. استقطب هذا الحادث اهتمامًا ملحوظًا على الصعيد الدولي، إذ عرضت عدة دول مساعدة الحكومة النيجرية في البحث عن المختطفات، وبالفعل شاركت وحدات أمريكية في البحث؛ كما انطلقت حملة على شبكات التواصل الاجتماعي تطالب بتحريرهن. في 6 مايو، اختطفت 8 فتيات أخريات من قرية وارابا شمال شرق نيجيريا.
وفي ليلة 14-15 أبريل 2014، هاجمت مجموعة مسلحة المدرسة الثانوية الحكومية للبنات في تشيبوك، نيجيريا. اقتحم المسلحون المدرسة وأطلقوا النار على الحرس. أُخذ عدد كبير من الطالبات في شاحنات، يحتمل أنها اتجهت إلى غابة سامبسيا. خلال العملية، أٌحرقت عدة منازل في تشيبوك أيضًا. كانت المدرسة مغلقة لأربعة أسابيع قبل الهجوم بسبب الوضع الأمني المتردي، إلا أنها فُتحت لتؤدي الطالبات من مدارس متعددة اختبارهم النهائي في الفيزياء. ويذكر أن القرار كان قد صدر بإغلاق كل المدارس الثانوية في برنو منذ منتصف مارس بسبب هجمات بوكو حرام. وهربت عشرات منهن في بادئ الأمر لكن ما زال أكثر من 200 مفقودات.
كانت الطالبات بين 16 و18 عامًا وكانوا في آخر سنواتهم المدرسية. قالت تقارير أولية أن عدد الطالبات المختطفات هو 85. في عطلة نهاية الأسبوع 19-20 أبريل، أصدر الجيش بيانًا قال: إن أكثر من 100 من بين 129 طالبة قد جرى تحريرهن. إلا أن البيان قد سُحب، وفي 21 أبريل، قال الأهالي: إن 234 طالبة مفقودة. عدد من الطالبات تمكن من الهروب على مجموعتين. ووفقًا للشرطة، فإن 276 طالبة قد جرى اختطافهن في الهجوم، من بينهن 53 طالبة تمكنت من الهرب حتى 2 مايو.
وفي وقت سابق هذا الشهر، نشرت بوكو حرام تسجيل فيديو يظهر فيما يبدو لقطات حديثة لعشرات الفتيات، ويقول: إن بعضهن قتلن في غارات جوية.
وفي مقطع الفيديو، يدعو رجل ملثم يحمل بندقية آباء "فتيات بيشوك" للضغط على الحكومة النيجيرية لإطلاق سراح أعضاء "بوكو حرام" المحتجزين، متعهداً بإطلاق سراح النساء الصغيرات المختطفات مقابل ذلك.
جهود دولية:
وأثار فشل الحكومة حتى الآن في العثور على الفتيات حالة غضب في الداخل والخارج، وقال نقاد للرئيس السابق جودلاك جوناثان: إن تحركات حكومته للتعامل مع الموقف كانت بطيئة.
قدمت المملكة المتحدة فريقًا من الخبراء مختارين من وزارة الدفاع ووكالة التنمية الدولية التابعة لوزارة الخارجية ومؤسسات أخرى. كما أرسلت الولايات المتحدة فريقًا من العسكريين ورجال الشرطة وخبراء التفاوض على الرهائن.
تحدث الموفد الخاص للأمم المتحدة لشئون التربية، غوردن براون، عن مشروع لتعزيز أمن المدارس النيجيرية، بتحديد المدارس الأكثر عرضة للخطر، وإشراك المجتمعات المحلية والأطفال أنفسهم؛ لمنع تكرار الهجمات المشابهة.
أبدى الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند استعداد بلاده لاستضافة اجتماع أمني للدول الإفريقية حول بوكو حرام
صرح رئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ بأن الصين ستشارك نيجيريا أي معلومات مفيدة عليها تأتي بها الأقمار الصناعية ووكالات الاستخبارات.
وستكون أي مفاوضات هي الأولى من نوعها التي يعلن عنها بين الحكومة وبوكو حرام، التي تشن حملة مسلحة منذ 7 سنوات من أجل إقامة إمارة إسلامية في شمال شرق البلاد قتل فيها 15 ألف شخص، فهل ستنجح الحكومة النيجيرية في تحرير التلميذات المختطفات عبر الحوار بعد فشلها عسكريًّا؟