ماذا يعني استمرار ولاية باكتيا في يد طالبان؟
الأحد 28/أغسطس/2016 - 11:03 م
طباعة
على الرُغم من حالة الهدوء التي سادت أفغانستان خلال الشهر الماضي إلا أن حركة طالبان عادت مُجدداُ إلى تنفيذ عملياتها الاستراتيجية، خاصة المتعلقة بالسيطرة على مدن استراتيجية تسهل لها الحركة بين المدن وقطع الإمدادات عن الآخرى، إذ أعلنت طالبان أنها تمكنت من اجتياح احدى مناطق شرقي افغانستان بعد ان قتلوا العشرات من رجال الجيش والشرطة.
والمنطقة الاستراتيجية التي سيطرت عليها "داعش" هي ولاية باكيتا، ويعني السيطرة على تلك المدينة أن طالبان باتت قادرة فعلياً على السيطرة على جميع الطرق الاستراتيجية التي تربط أفغانستان بباكستان.
اللافت إلى أن الهجوم الأخير جاء وسط قتال عنيف تشهده مناطق اخرى في افغانستان، خصوصا ولاية هلمند الجنوبية حيث يتمركز مستشارون عسكريون امريكيون لمساعدة القوات الافغانية على تعزيز دفاعاتها، وكذلك في محيط مدينة قندز الشمالية التي سقطت لبرهة وجيزة بأيدي المسلحين في العام الماضي.
وقد أعلنت أميركا بعد انهيار كافة وسائل الاتصال مع الحركة ورفضها الدخول في محادثات سلام مع الحكومة الأفغانية، إنها ستبدأ في عمليات تصفية لقيادات الحركة، وكان آخر عمليات التصفية التي طالت قيادات الحركة، اغتيال زعيم الحركة، الملا أختر منصور، وقد تولى الملا إخوانزاده خلفاً له، وتعهد بمواصلة القتال.
وعلى الرغم من الدعم العسكري الأميركي غير المتناهي للحكومة الأفغانية إلا ان طابلان لا تزال تمثل حجر عثرة أمام تنفيذ المخطط الأمريكي في أفغنستان، وقد عكست تصريحات مكتب المفتش الامريكي الخاص لاعادة اعمار افغانستان (وهي جهة رقابة تابعة للكونغرس)، حيث قال الشهر الماضي إن القوات الافغانية تسيطر الآن على 66 بالمئة فقط من اراضي البلاد، بينما كانت في العام الماضي تسيطر على 70 بالمئة، مدى زيادة نفوذ التنظيم المتطرف.
كما قال مكتب المفتش الامريكي إن 36 من مناطق البلاد الـ 407 تخضع الآن لسيطرة او نفوذ طالبان، بينما تعتبر 104 منطقة اخرى "في خطر" السقوط.
حاكم منطقة جاني خيل الواقعة في ولاية باكتيا الشرقية، عبدالرحمن سولامال، قال إن قوات الأمن الافغانية اضطرت للانسحاب من المنطقة بعد قتال ضار دام طوال الليل. وتقع هذه المنطقة على مفترق طرق تربط بين 8 مناطق مجاورة وتوصل بين باكتيا وولاية خوست وباكستان، ونقلت وكالة رويترز للانباء عن الحاكم قوله "حوصرت منطقتنا من جانب حركة طالبان لأيام خمسة تقريبا، وهاجم المئات من مسلحي الحركة مواقعنا الليلة الماضية."
خطورت سيطرت "طالبان" على ولاية باكتيا، أكدها سولامال، إذ قال "ما لم نستعد المنطقة قريبا، ستتمكن طالبان من الانتقال بيسر من ولاية الى اخرى، وقد يهددون امن 3 ولايات على الاقل."
وقال سولامال إن القتال الذي دار الليلة الماضية اسفر عن مقتل اكثر من 20 من رجال الجيش والشرطة، واصابة 20 آخرين، بينما خسرت حركة طالبان 200 من عناصرها، بحيب تعبيره، ولم يتسن التأكد من الخسائر التي تكبدتها الحركة من مصادر مستقلة، بحسب ما جاء في تقرير رويترز.
ذبيح الله مجاهد، الناطق باسم الحركة قال في بيان إن العشرات من الجنود ورجال الشرطة الافغان قتلوا في جاني خيل، وان مسلحي طالبان غنموا كميات كبيرة من الاسلحة والمعدات بما فيها عربات مدرعة واسلحة خفيفة وثقيلة وكميات من الاعتدة والذخائر،
وكانت حركة طالبان كثفت من الهجمات التي تشنها عقب فترة انحسرت فيها هذه الهجمات بعد مقتل زعيمها الملا اختر منصور في مايو الماضي.
ومن المتوقع أن تشهد ولاية باكتيا، خلال الفترة المقبلة استنفار امني لاستعادتها، وفد رجح مراقبون أن يتم استعادة تلك الولاية في وقت قريب، خاصة أن الاحداث الماضية كشفت عدم قدرة "طالبان" الاستمرار فيما حققته من مكاسب على الأرض بسبب نقص العتاد.