بعد استعادة "سرت".. هل تتحول معركة "داعش" للسيطرة علي النفط الليبي؟

الثلاثاء 30/أغسطس/2016 - 02:29 م
طباعة بعد استعادة سرت..
 
تواصل قوات الوفاق الليبية الموالية للمجلس الرئاسي الليبي، معركتها ضد التنظيم الإرهابي "داعش" لاستعادة مدينة سرت الليبية من قبضة التنظيم، وقالت القوات الليبية إنها سيطرت على حي سكني في وسط سرت من تنظيم داعش أمس الاثنين 29 أغسطس 2016 وبذلك أصبح التنظيم الإرهابي لا يسيطر سوى على حي واحد فقط بالمدينة.
بعد استعادة سرت..
وقال المتحدث باسم القوات الليبية رضا عيسى إنه تم تحرير الحي رقم واحد بالكامل مضيفًا أن الكتائب التي تدعمها ضربات جوية أميركية تقوم حاليا بتطهير المنطقة من أي فلول للتنظيم.
وتخوض الكتائب المتحالفة مع حكومة ليبيا المدعومة من الأمم المتحدة معارك منذ أكثر من ثلاثة أشهر لطرد تنظيم داعش من سرت وهي مدينة ساحلية حولها المتشددون إلى معقل إقليمي لهم العام الماضي.
كانت ذكرت بوابة الحركات الإسلامية في تقرير سابق لها، أن أيام تنظيم داعش الإرهابي في مدينة سرت أصبحت معدودةً، وسينتهي بالكامل منها، لكن هذا لا يعني أن التنظيم سيتم التخلص منه نهائيًّا في ليبيا أو أن كل عملياته ستنتهي.
ورغم ذلك يرى مراقبون أن استعادة مدينة "سرت" هي بمثابة القضاء على التنظيم الإرهابي بالكامل من ليبيا، فيما يرى آخرون أن الأخير سيتفرع في البلاد وهذا لا يعني قطع جذوره بالكامل.
وفي الوقت الذي يري محللون أن داعش سيواصل عملياته القتالية بواسطة سيارات مفخخة وعمليات انتحارية، إلى جانب تنفيذ اغتيالات عشوائية، وكلها أساليب قتالية جبانة، لكن مع ذلك لن يبقى للتنظيم مكان آمن في ليبيا، يرى أخرون أن التنظيم الإرهابي قد أوشك على الهزيمة في سرت مع تقدم قوات الوفاق الليبية المدعومة من المجتمع الدولي، وبمساندة الضربات الجوية الأمريكية.
وبدأت الولايات المتحدة حملة جوية في سرت في أول أغسطس ونفذت حتى يوم الأحد 92 ضربة ضد داعش.
وفي سياق متصل أكدت مصادر أمنية ليبية أن الرجل الثاني في تنظيم داعش سرت هو "أبو عمر التونسي" والذي يشغل خطة ما يسمى بأمير المحاكم في التنظيم، ويأتي هذا الرجل في المرتبة الثانية في التنظيم بعد أبو عامر الليبي أمير التنظيم.
 وأشار المصدر إلى أن قوات "البنيان المرصوص" قتلت القيادي بالتنظيم الإرهابي في الحي رقم 3 وسط سرت ،فيما أكد أحد قادة المحاور بسرت القبض على اثنين من تنظيم "داعش" داخل أحد أحياء المنازل بالحي السكني الأول، أحدهما ليبي والآخر أفريقي.
بعد استعادة سرت..
وبعد مرور ثلاثة أشهر، من بدء معركة تحرير سرت، من قبضة "داعش"، نجحت قوات الوفاق التابعة لحكومة الوفاق الوطني، في السيطرة على أبرز معاقل التنظيم الإرهابي "داعش" في المدينة، والتي تعد أبرز معاقل التنظيم، وحققت القوات انتصارًا هامًا بسيطرتها على مقر قيادة التنظيم في مجمع واغادوغو للمؤتمرات، وكانت قالت القوات الليبية إنها انتزعت السيطرة على أحد آخر أحياء وسط سرت من يد مسلحي تنظيم "داعش"، مواجهة القناصة والسيارات المفخخة في حملة لاستعادة المدينة بأكملها.
والجدير بالذكر أن عملية "البنيان المرصوص" التابعة لقوات الوفاق انطلقت في مايو الماضي، بهدف إنهاء سيطرة داعش على مدينة سرت، عبر ثلاثة محاور هي أجدابيا – سرت، والجفرة – سرت، ومصراتة – سرت، وتمكنت القوات من محاصرة التنظيم في مساحة ضيقة، وتكبيده خسائر فادحة في الآليات والأفراد. 
واستطاع تنظيم داعش الإرهابي السيطرة على مدينة "سرت" في يونيو 2015 حيث أصبحت معقله في ليبيا، وبسطت قوات الوفاق سيطرتها على المزيد من المباني؛ حيث حررت أكثر المعاقل التي وقعت تحت قبضة التنظيم.
ويرى محللون أن طرد عناصر داعش من سرت لا يعني فقد التنظيم لليبيا، بل قد يؤدي هذا للمزيد من الهجمات المتناثرة هنا وهناك في أرجاء ليبيا التي لا تزال مركز تجنيد للتنظيم.
وحصلت القوات، منذ أول أغسطس على دعم جوي تمثل في ضربات جوية أمريكية استهدفت مركبات ومخازن أسلحة، وساحات معارك للمسلحين.
وتعتبر مدينة سرت آخر وأهم معقل لتنظيم داعش الإرهابي في ليبيا؛ لذا فإن إعادة السيطرة عليها تعني نهاية داعش من الناحية النظرية على الأقل.
وتحظى مدينة سرت بأهمية استراتيجية كبيرة بحكم موقعها الجغرافي على خريطة ليبيا، فهي تعتبر حلقة الوصل بين شرق ليبيا وغربها وتقع بمحاذاة ما يعرف بالهلال النفطي، وتشكل السيطرة عليها نجاحا مهما في معركة محاربة داعش.
بعد استعادة سرت..
وكانت أغلب القوة العددية للتنظيم في ليبيا متمركزة في سرت والتي تضعها أغلب التقديرات قبل الحملة العسكرية التي تخوضها قوات حكومة الوفاق منذ ثلاثة أشهر، بين 2000 و5000 مقاتل.
وقال مسؤولون في مستشفى إن ستة أعضاء على الأقل من قوات الكتائب قتلوا وأصيب 12 أمس الاثنين، وجاءت أحدث المكاسب بعد أن حققت الكتائب تقدما كبيرا الأحد سقط خلاله 35 من رجالها قتلى وأصيب أكثر من 200 بجروح.
ومعظم مقاتلي الكتائب من مدينة مصراتة التي تبعد نحو 230 كيلومترا شمال غربي سرت، حيث شن المقاتلون هجمات مضادة بعد أن تقدم داعش صوب مصراتة في بداية مايو.
ويرجح مراقبون أن يتسبب انتزاع مدينة سرت من قبضة "داعش" في تداعيات متنوعة، منها أن التنظيم سيعيد انتشار مسلحيه، وسيكون أمامه عدة خيارات من بينها اللجوء إلى المناطق الصحراوية جنوب البلاد أو المناطق الحدودية الغربية المحاذية للجزائر.
وسبق لبوابة الحركات الإسلامية أن ذكرت عن تقارير مُتخصصة أسباب توجه "داعش ليبيا" إلى الجنوب حال هزيمته في سرت الليبية، أن تلك المناطق تتمتع بظهير صحراوي شاسع غير محكوم، كما توجد منشآت حيوية للنفط والغاز الطبيعي ما يمكنه إما السيطرة عليها أو شن هجمات إرهابية لتدميرها.
ويرجح مراقبون أن يؤدي انتهاء معركة سرت إلى اندلاع معركة أكبر وأكثر شراسة وتعقيدا، وهي معركة السيطرة على موانئ الهلال النفطي إلى الشرق من سرت، وحقول النفط إلى الجنوب من موانئ التصدير.

شارك