بعد استهداف قصر الرئاسة.. "الشباب الصومالية" تواصل هجماتها ضد "مقديشو"

الثلاثاء 30/أغسطس/2016 - 05:39 م
طباعة بعد استهداف قصر الرئاسة..
 
عادت حركة الشباب الصومالية، بعملية إرهابية جديدة اليوم الثلاثاء 30 أغسطس 2016، في العاصمة الصومالية مقديشو، حيث أعلنت الشرطة الصومالية أن سيارة ملغومة انفجرت اليوم أمام قصر الرئاسة في مقديشو وقتل 5 جنود وألحقت أضرارا بالغة بفندقين قريبين في هجوم أعلنت حركة الشباب الإسلامية المتشددة مسؤوليتها عنه.
بعد استهداف قصر الرئاسة..
وقال شهود من رويترز إنهم سُمعوا دوي إطلاق نار بعد الانفجار وشاهدوا سحابة دخان كثيفة فوق قصر الرئاسة الذي تناثر خارجه حطام السيارة وبقع الدماء.
وشهدت مقديشو في الآونة الأخيرة عدة هجمات إرهابية في مقديشو، كان متشددو حركة الشباب الذين تربطهم صلات بتنظيم القاعدة أعلنوا المسؤولية عنها وكان بينها هجوم بسيارة ملغومة وأسلحة في الفترة الماضية على مطعم شهير مطل على البحر في العاصمة الصومالية أسفر عن سقوط عشرة قتلى.
وقال العقيد عبد القادر حسين لرويترز إن الشرطة تيقنت حتى الآن من مقتل خمسة جنود حكوميين في الانفجار الذي وقع خارج فندق (إس.واي.إل) الواقع عند نقطة التفتيش خارج القصر الرئاسي. وأضاف أن الشرطة تعتقد أن الهدف كان الفندق الذي كثيرا ما يتردد عليه مسؤولون مشيرا إلى أن عدد القتلى قد يرتفع، فيما نقل راديو الأندلس التابع لحركة الشباب عن الحركة إعلانها المسؤولية.
وفيما قالت الشرطة وحركة الشباب إن مقاتلي الشباب هاجموا قواعد عسكرية بها قوات حكومية وأخرى تابعة للاتحاد الأفريقي جنوب غربي مقديشو في وقت متأخر مساء أمس الاثنين.
وقال الرائد بيلي فارح من الجيش إن جنديا واثنين من مقاتلي الشباب قتلوا في الهجوم الذي وقع في منطقة شبيلي السفلى.
من جانبه أكد عبد العزيز أبو مصعب المتحدث باسم العمليات العسكرية لحركة الشباب أن مقاتلي الحركة قتلوا عشرة جنود واستولوا على سيارة من جنود الحكومة الصومالية.
والجدير بالذكر أن قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي كانت طردت المتشددين من مقديشو عام 2011 ولكنهم ما زالوا يمثلون تهديدا خطيرا وكثيرا ما يشنون هجمات بهدف الإطاحة بالحكومة.
وشنت حركة الشباب هجمات في كينيا وأوغندا اللتين شاركتا في قوة حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي والمؤلفة من 22 ألف جندي.
وسبق لبوابة الحركات الإسلامية أن ذكرت في تقرير لها، أن الحركة تواجه تراجع دعم مالي وعسكري، مما جعلها تنتهج أسلوب حرب عصابات وعمليات انتحارية وخصوصا في مقديشو، في إطار التخلي عن أسلوب الحرب التقليدي، مما يكون أكثر إزعاجًا لقوات الحكومة.
وتناثرت جثث أربعة مدنيين في الشارع قرب المجمع الذي لحقت به بعض الأضرار، واشتعلت النيران في كشك قرب جدار المبنى.
بعد استهداف قصر الرئاسة..
وتتوالي التفجيرات الإرهابية من قبل الحركة، حيث يري محللون أن القرن الإفريقي والصومال يمثل تحديداً منطقة ذات أهمية حيوية للأمن القومي العربي عموماً، وزادت هذه الأهمية مع انطلاق عاصفة الحزم وبدء المواجهة المباشرة بين الأذرع الإيرانية في المنطقة والمملكة العربية السعودية التي أفزعها استيلاء الحوثيين الموالين لإيران على خاصرتها الجنوبية اليمن.
ووفق ما ذكرت بوابة الحركات الإسلامية، أن الساحل الصومالي يمثل ضفة خليج عدن الإفريقية، والذي يمثل مع باب المندب المدخل الحنوبي لقناة السويس، ويعد أحد أهم محاور الملاحة البحرية في العالم إذ يشكل طريقاً رئيسياً للتجارة بين أوروبا وآسيا، ويكاد يكون الطريق الوحيد بين روسيا والدول المطلة على البحر الأسود إلى دول شرق أفريقيا وشرق وجنوب شرق آسيا، كما أنه يكاد يكون الطريق الوحيد لتجارة الدول التي تطل على البحر الأحمر وحده.
ووفق الإحصائيات تعود إلى عام 2008، فإنه يمر عبر خليج عدن سنوياً ما بين 20-24 ألف ناقلة نفط وسفينة شحن وسفن تجارية، ونحو 30% من الإنتاج النفطي العالمي.
وبالرغم من أن الصومال، البلد العربي الأفريقي، يكاد يمثل الحالة الوحيدة في أفريقيا لمجتمع موحد عرقياً ولغوياً ودينياً وحتى مذهبياً، فإن ذلك لم يحل دون قيام حرب أهلية فيه منذ 1991 حتى الآن، حرب فشلت أمامها كل محاولات الإصلاح لأسباب تتعلق بطبيعة المجتمع الصومالي القبلية من جهة؛ وبتداخل المصالح الدولية والإقليمية التي جعلته ساحة حرب بالوكالة، بالإضافة إلى تجذر نفوذ أمراء الحرب في البلاد.
ويتمركز في الصومال نحو 22 ألف جندي من قوة "أميصوم"، التي تشكلت في عام 2007، بدعم من الأمم المتحدة، وبمشاركة عدة بلدان إفريقية، أبرزها أوغندا، وإثيوبيا، وكينيا.
وتتمثل مهمة أميصوم، بحفظ السلام، والتعاون مع القوات الحكومية الصومالية، لإعادة بسط سيطرتها على البلاد، والتصدي للجماعات المسلحة، وعلى رأسها حركة "الشباب".
وكانت سيطرت القوات الصومالية على عدة مدن جنوب البلاد والتي تعد من أهم معاقل حركة شباب الصومال الاسلامية، والتي تمثل فرع تنظيم القاعدة في الصومال، في ضربة جديدة للمتشددين بعد استعادة قوات الاتحاد الإفريقي لبلدة بارديري.

شارك