واشنطن تضع نهايةً لحياة "العدناني" الداعشي المخطط للعمليات الإرهابية في الغرب

الأربعاء 31/أغسطس/2016 - 11:47 ص
طباعة واشنطن تضع نهايةً
 
 من أكثر الشخصيات المثيرة للجدل والشهرة في تنظيم داعش الدموي والذي وضعت الطائرات الأمريكية نهايةً قاتلةً له؛ حيث استهدفته الولايات المتحدة الأمريكية بغارة جوية على مدينة الباب في محافظة حلب السورية، وهو ما أكد عليه مسئول في وزارة الدفاع الأمريكية، أمس الثلاثاء 30 أغسطس 2016م، ولكنه سرعان ما أشار إلى أنه لا يستطيع تأكيد مقتل العدناني جراء الضربة، وأن البنتاجون ما زال يواصل دراسة نتائجها.
 ولكن سرعان ما أعلن تنظيم "داعش"، عبر وسائل إعلام تابعة له، عن مقتل المتحدث باسمه، طه صبحي فلاحة، المعروف باسم "أبو محمد العدناني"، خلال تفقده مناطق الاشتباكات بمحيط مدينة حلب السورية وهو الأمر الذي نقل أيضًا عن قيادي سوري معارض بإن العدناني قتل على الأرجح جراء غارات جوية على مدينة الباب، معقل التنظيم في محافظة حلب وسبق، وأعلن المستشار الأمني لشئون محاربة تنظيم "داعش" بالحكومة العراقية، هشام الهاشمي، في 17 أغسطس أن العدناني أصيب جراء ضربة جوية للتحالف الدولي ضد الإرهاب قرب بلدة الراعي في ريف حلب الشمالي؛ حيث تدور اشتباكات بين عناصر التنظيم من جهة وفصائل المعارضة السورية المدعومة بالقوات التركية من جهة أخرى.
العدناني، الذي ولد سنة 1977 في مدينة بنش بمحافظة إدلب السورية، كان يعتبر من أحد أبرز قيادات التنظيم الإرهابي في سوريا والأقرب إلى زعيم "داعش" أبو بكر البغدادي، وقيل إنه هو المسئول عن وحدة خاصة ضمن "داعش" مختصة بتنفيذ العمليات العقابية خارج الأراضي الواقعة تحت سيطرة التنظيم الإرهابي، وفي 5 مايو عام 2015 أعلنت الخارجية الأمريكية تحديد جائزة مقدارها 5 ملايين دولار تمنح لمن يقدم معلومات ستسهم في إلقاء القبض على العدناني.
ولم يبدأ المشوار الجهادي للعدناني مع تنظيم داعش، بل بدأ مبكرًا في العام 2000 بمبايعته أبومصعب الزرقاوي، القيادة الجهادية في سوريا في ذلك الوقت، مع مجموعة من 35 شخصًا، وخططوا لقتال النظام السوري ولكنهم انتقلوا إلى العراق مع الغزو الأمريكي له وأسس الزرقاوي في 2003 "جماعة التوحيد والجهاد" المعروفة بتكفيرها للشيعة والدعوة لإبادتهم بزعم أنهم "المتحالفون مع الغزاة الأمريكان"، ثم بايع الزرقاوى أسامة بن لادن، وتم تأسيس "تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين" لينضم العدناني إليه. 
وتم اعتقال العدناني ثلاث مرات في سوريا وسجنته القوات الأمريكية مرتين في العراق، كان آخرها في 2005 حيث تم إيداعه سجن "بوكا" المختص بسجن الإسلاميين المتشددين، واستخدم حينها اسمًا مزورًا هو "ياسر خلف حسين نزال الراوي"، وتم الإفراج عنه في 2010 لعدم معرفة السلطات بأهميته كعنصر إرهابي بارز. 
نشاطه:
وفي أواخر 2011 أرسل البغدادي، كأحد قيادات القاعدة، العدناني بالإضافة إلى أبومحمد الجولاني وحجي بكر وآخرين إلى سوريا تحت اسم "جبهة النصرة لأهل الشام"، وكان العدنانى مراقبًا على الجولاني بشكل سري، وقال في تقاريره عنه إن الجولاني يقرب منه الجهاديين السوريين على حساب "المهاجرين" من بلدان أخرى لخلق بيئة حاضنة له في سوريا، وكذلك يقرب منه مخالفين لمنهج "الدولة الإسلامية" التي يزعمونها ويفكر في الانشقاق عنها، ليعلن البغدادي قيام "الدولة الإسلامية في العراق والشام" وهو ما فجر الخلافات العنيفة بين داعش والقاعدة. 
وظهر العدناني في مقطع فيديو رافضًا أوامر أيمن الظواهري زعيم القاعدة بقاء جبهة النصرة في سوريا وعودة داعش إلى العراق، ورفع للمرة الأولى شعار "الدولة الإسلامية باقية وتتمدد"، ثم ظهر في تسجيل صوتي مهاجمًا الفصائل السورية المسلحة بعنف، بعد مهاجمتها لمقرات داعش، وأطلق عليهم منذ ذلك الحين لقب "الصحوات" نسبة إلى العشائر السنية التي أسست قوات مسلحة لمحاربة التنظيم في العراق. 
وشنت قيادات القاعدة مثل هاني السباعي وطارق عبدالعليم بعدها هجومًا شرسًا على العدناني، واتهموه باتباع منهج الخوارج، ليرد بعض شيوخ داعش بالتعريف به وبمسيرته الجهادية، وفي رسائل إلى الظواهري من قيادات للقاعدة، كشفها مؤخرًا قيادي بداعش يُدعى أبا ميسرة الشامي، اعتبرت القاعدة أن العدناني يمثل "تيار الغلو" المتشدد في التكفير داخل داعش، في حين يمثل البغدادي "تيار الاعتدال". 
وأعلن العدناني قيام "دولة الخلافة في العراق والشام" في 2014 ومبايعة أبي بكر البغدادي، زعيم التنظيم، في مقطع فيديو تم تصويره على شريط حدودى بين سوريا والعراق مدعيًا توحيد المسلمين وكسر الحدود التي اعتبرها "صنم سايكس – بيكو"، واشتهر بتصريحاته اللاذعة من اللحظة الأولى لعمله متحدثًا إعلاميًا، مثل وصفه للرئيس الأمريكي باراك أوباما بـ "كلب اليهود".
للمزيد عن أبو محمد العدناني انظر أبومحمد العدناني منجنيق داعش 

شارك