"القيارة العراقية" بعد تحريرها من قبضة "داعش".. لهب النيران يقتل فرحة النصر
الأربعاء 31/أغسطس/2016 - 04:10 م
طباعة
بعد أن شهدت مدينة القيارة في الفترة الماضية حربًا شرسةً بين القوات العراقية بمساندة التحالف الدولي بقيادة أمريكا وبين التنظيم الإرهابي داعش، ونجاح القوات في تحرير القيارة، جنوب مدينة الموصل، شمالي العراق- جاءت النيران التي اشتعلت في الآبار لتقتل فرحة النصر.
ووفقًا لشاهد عيان، لم تتم السيطرة كليًا على حرائق الآبار، بالرغم من إخماد البعض منها، وتملأ البقع النفطية شوارع الناحية، وسط مخاوف السكان من اندلاع حرائق كبيرة وحدوث كارثة إنسانية إذا لم تتم السيطرة عليها.
وأعلن حيدر العبادي رئيس الوزراء العراقي، الخميس الماضي، استعادة قواته السيطرة على ناحية القيارة 60 كلم جنوب مدينة الموصل مركز محافظة نينوى، من قبضة تنظيم داعش.
وأقدم التنظيم مع بدء معركة القيارة على إحراق العديد من آبار النفط بمحيط الناحية، بهدف حجب الرؤية وتجنب قصف مقاتلات التحالف الدولي؛ الأمر الذي خلف أعمدة كثيفة من الدخان الأسود يغطي سماء المنطقة والقرى المحيطة بها.
الدخان الكثيف ورائحة الحرائق تفاقم معاناة سكان القيارة، فضلاً عن حالات الاختناق، إلى جانب مخاطر انتقال الحرائق إلى منازل المواطنين نتيجة تسرب النفط إلى الشوارع والأزقة.
وبعد استعادة القيارة، سيكون مصير داعش فقد نفوذه وتكبده خسائر فادحة، قد تكلفة الكثير من عناصره وأمواله.
وقد أعلنت مصادر أن القوات العراقية أحكمت سيطرتها على مركز بلدة جنوب الموصل، وقتلت عشرات الإرهابيين.
وصرح عضو مجلس القيارة أركان السبعاوي، بأن القوات الأمنية أحكمت سيطرتها على مركز البلدة وتمكنت من القضاء على العشرات من عناصر تنظيم "داعش"، مشيرًا إلى أن القوات تعمل حاليًّا على رفع العبوات الناسفة التي زرعها التنظيم هناك.
وقال السبعاوي في تصريح سابق: إن "القوات التابعة لعمليات نينوى وقوات مكافحة الإرهاب والقوات الخاصة واللواء المدرع 37 من الفرقة التاسعة أحكمت سيطرتها على مركز ناحية القيارة، الواقع على بعد 65 كم جنوب الموصل". مضيفًا أن القوات المشتركة تمكنت من دخول البلدة من أربعة محاور منذ ساعات الفجر الأولى والآن فرضت سيطرتها على مركزها.
وكما ذكرت بوابة الحركات الإسلامية من قبل، أن تحرير الموصل، يشكل أهمية خاصة، لدى القوات العراقية؛ نظرًا لأهميتها الاستراتيجية؛ حيث تعد المدينة مركز محافظة نينوي؛ الأمر الذي أدى إلى مطامع قوات البيشمركة التي تشارك في تحرير المدينة بهدف ضمها إلى إقليم كردستان العراق في أعقاب تحريرها من سطوة التنظيم الإرهابي "داعش".
وتتولى قوات التحالف الدولي بقيادة واشنطن، تقديمَ الدعم والتدريب والمشورة للقوات العراقية والكردية التي تخوض منذ أشهر معارك للتقدم باتجاه الموصل تمهيدًا لشن هجوم؛ من أجل استعادة ثاني أكبر مدن البلاد.
والموصل أكبر مدينة تخضع لسيطرة تنظيم داعش منذ 2013، وكان عدد سكانها قبل الحرب يبلغ نحو مليوني نسمة.
وسيطر التنظيم الإرهابي "داعش"، على مدينة الموصل فعليًّا في 10 يونيو 2014، فيما تستعد القوات الأمنية بمختلف صنوفها وبإسناد من طيران التحالف الدولي إلى اقتحام المدينة وتحريرها من التنظيم، ونجح التنظيم منذ ذلك الوقت في السيطرة على عدة مدن عراقية، استطاع أن يفرض هيمنته بالمدينة.
وتعتبر مدينة الموصل ذات أهمية استراتيجية للجيش العراقي في القضاء على تنظيم داعش؛ حيث تعد المدينة مركز محافظة نينوي، وتبعد عن بغداد مسافة تقارب حوالي 465 كلم، وهي ثاني أكبر مدينة في العراق من حيث السكان بعد بغداد؛ حيث يبلغ تعداد سكانها حوالي 2 مليون نسمة في أشبه ما يمكن وصفه بـ"المعتقل"، وهو ما يحاول سكان الموصل وصفه للحال الذي اعتادوا عليه منذ سيطرة داعش على مدينتهم في العاشر من يونيو 2014، ويحاول الأهالي إيصال رسائل بين الحين والآخر للجهات الحكومية المعنية بإنقاذهم مما هم عليه، وتشتهر المدينة بالتجارة مع الدول القريبة مثل سوريا وتركيا.
وكان جاء في بيان نشرته عمليات القيارة، أن القوات الأمنية المشتركة باشرت بتنفيذ عمليات تحرير مركز ناحية القيارة، من سيطرة تنظيم "داعش"، بعد أن تم فرض طوق أمني عليها من الجهات كافة، مضيفًا أن العملية انطلقت بمشاركة قطعات مختلفة من القوات البرية وبإسناد من القوة الجوية العراقية وطيران التحالف الدولي.
وفي وقت سابق أعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي تحرير قاعدة القيارة الجوية، الواقعة على مسافة 20 كلم عن مركز بلدة القيارة، والتي تعد نقطة انطلاق مهمة لتحرير الموصل المعقل الرئيسي لتنظيم "داعش".
وتعتبر قاعدة القيارة الجوية التي تبعد 58 كلم جنوب مدينة الموصل أكبر القواعد العسكرية الاستراتيجية في شمال غرب العراق.
والقيارة هي إحدى أكبر البلدات الجنوبية لمحافظة نينوى، ويصل عدد سكانها إلى نحو 80 ألف نسمة، وسبق أن دعتهم وزارة الدفاع العراقية للمغادرة فورا.
وتمثل السيطرة على القيارة، عند اكتمالها، نكسة قوية لتنظيم "داعش"؛ حيث سيؤدي ذلك لعزل أراض يهيمن عليها التنظيم جنوبًا وشرقًا.