الوثائق.. تفضح دعم تركيا لداعش!!

الأربعاء 31/أغسطس/2016 - 04:53 م
طباعة الوثائق.. تفضح دعم
 
كثيرًا ما تناولنا- في بوابة الحركات الإسلامية- ملف الدعم التركي الأردوغاني لتنظيم الدولة "داعش" وتعددت أوجه هذا الدعم ما بين شراء البترول المنتج من مناطق نفوذ "داعش" إلى مد التنظيم بالسلاح والدعم اللوجستي، ومؤخرًا عثرت ميليشيات الأكراد التي سيطرت على مدينة منبج شمالي سوريا، بعد طرد عناصر تنظيم داعش الإرهابي، على العديد من الوثائق والصور التي تؤكد علاقات تركيا مع داعش وغيرها من الجماعات الإرهابية في سوريا.
وتُظهر الوثائق تسهيل أجهزة تركية عبور مقاتلين أجانب إلى سوريا للانضمام إلى داعش وغيرها، وكذلك تسهيل نقل العتاد والمعدات لتنظيم داعش سواء من تركيا أو عبرها.
ونشر الأكراد صورًا لوثائق سفر لمقاتلين من دول الاتحاد السوفيتي السابق، ومن إندونيسيا وصربيا والبوسنة دخلوا عبر تركيا في السنوات الثلاث الأخيرة إلى سوريا.
وهناك وثائق تخص مقاتلين أجانب أغلبهم من المصريين وعائلاتهم، ويبدو ذلك منطقيا في إطار ما هو معروف من احتضان تركيا لعناصر جماعة الإخوان، وما يرتبط بهم من إرهابيين بعد خروجهم من مصر.
كما تضمنت المنشورات أيضًا صورًا لتصريحات إقامة مؤقتة من سلطات تركية وبطاقات ائتمان ووثائق أخرى تؤكد أن الأمر يتجاوز التهريب بعيدًا عن السلطات الرسمية، بل إن هناك وثائق لأتراك دخلوا سوريا للقتال إلى جانب تنظيم داعش، من بينها دفتر يوميات لجندي تركي سابق.
كما تضمنت الوثائق مخاطبات لتنظيم داعش عن معدات أمنية قادمة من تركيا وتسهيل دخولها، إضافة إلى رسائل من التنظيم حول علاج عناصر في تركيا.
وهناك كمية كبيرة من الصور لمقاتلين أجانب وهم يتجولون في إسطنبول ثم صورهم في سوريا، وإن كانت الأخيرة لا تثبت الكثير لأن أغلب المقاتلين الأجانب دخلوا سوريا أو العراق عبر تركيا إما تهريبا أو خلسة أو تحت أعين السلطات.
لكن المثير هو بعض الوثائق التي تشير إلى علاقة أجهزة أمن تركية بتلك العمليات من انتقال المتطوعين إلى تسهيل دخول العتاد والمعتاد.
ومن بين الوثائق أوراق تحمل أسماء شخصيات للتواصل معها لتسهيل الأمور وأرقام هواتف بعضها تركي وبعضها بريطاني.
قال الخبير الألماني
قال الخبير الألماني جونتر ماير
ومن جانبه قال الخبير الألماني جونتر ماير في وقت سابق: إن الحدود التركية مخترقة من قبل مقاتلي "داعش" من وإلى سوريا، غير أن حكومة أنقرة باتت تحارب التنظيم الإرهابي، وبالتالي تحول الرئيس أردوغان إلى عدوها الأول. مشيرًا في حوار مع شبكة دويشته فيله ، أنه في السابق كان تنظيم "داعش" من منظور تركي يدعم الهدفين الرئيسيين اللذين كان أردوغان يريد تحقيقهما في سوريا، وهما من جهة الإطاحة بنظام بشار الأسد الذي يراد له أن يُعوض بنظام سني موال لتركيا، ومن جهة أخرى يريد أردوغان بكل الوسائل تفادي قيام منطقة كردية مستقلة أو حتى دولة كردية في الأرض السورية على الحدود الجنوبية لتركيا، كما أن النجاحات العسكرية السابقة "للدولة الإسلامية" ضد الأكراد في شمال سوريا وغزو كوباني كانت بلا شك في مصلحة تركيا. لكن ما نعايشه حاليًّا هو تحول، لا سيما؛ لأن تركيا سمحت للولايات المتحدة الأمريكية باستخدام القاعدة الجوية في إنجرليك لتنفيذ هجمات جوية من هناك على أهداف "داعش". وحتى طائرات تورنادو الاستطلاعية الألمانية تنطلق من انجرليك، فذلك ليس بالتأكيد في مصلحة التنظيم الإرهابي.
للمزيد عن العلاقات التركية بتنظيم "داعش" اضغط هنا
الوثائق.. تفضح دعم
وأكد "ماير" أن تركيا لم تدعم في السابق فقط صادرات الأسلحة وموارد تنظيمية أخرى لـ"داعش"، بل إنها سمحت بمرور متعاطفين أجانب مع "داعش" إلى سوريا. وبعض الجرحى من "داعش" تم تطبيبهم في مستشفيات تركية. وحتى الدعم المالي من أنصار "داعش" من العالم الإسلامي مر عبر تركيا. واستفادت تركيا من شراء البترول السوري (المهرب من داعش) وضمنت بالتالي أحد أهم الموارد المالية لـ"داعش"/ ولكننا اليوم نعايش تحولًا تامًّا، إذ أن الدعم التركي لـ"داعش" تراجع بالخصوص بسبب ضغط الولايات المتحدة الأمريكية.
كما كشفت تقارير سياسية وإعلامية وجود علاقة قوية تجمع بين داعش وتركيا، وان هناك تعاون بين السلطات التركية وعناصر داعش، وخاصة في الحصول على البترول المهرب من سوريا والعراق بأسعار رخيصة، في الوقت الذي يتنقل فيه عناصر داعش عبر الحدود التركية بكل سهولة 
ورصد محللون وجود تبادل 180 مقاتلًا في صفوف تنظيم "داعش" مع 46 تركيًّا كانوا محتجزين لدى تنظيم الدولة، بعد أن احتجز الدبلوماسيون الأتراك في قنصلية تركيا بالموصل في العراق، في شهر يونيو الماضي، والقائمة تضم أيضًا اثنين من فرنسا واثنين من السويد، واثنين من مقدونيا، وواحدًا من سويسرا وواحدًا من بلجيكا.
من جانبه كشف التليفزيون الرسمي الألماني (ARD) أن هناك معسكر لداعش في مدينة غازي عنتاب جنوبي تركيا لتدريب المسلحين ونقلهم فيما بعد إلى سوريا والعراق للقتال، مضيفا أن تركيا تعد أكبر سوق لداعش على الرغم من إنكار حكومة العدالة والتنمية. 
 تأتي هذه المعلومات بعد تنصت المخابرات الألمانية على تركيا منذ عام 2009 دون تحرك من قبل حكومة العدالة والتنمية أو اتخاذها أي تدابير أو خطوات ضد ألماني، ونقل التلفزيون الألماني عن المحامي محمد آردوم وهو تركي الأصل ويدافع أمام القضاء عن عائلات المسلحين في داعش، أن الجوامع في أوروبا لا يجب أن تكون أوكار لعناصر داعش، كما أن جهاز المخابرات التركي يقوم بأعمال التنسيق والتخطيط لكل شيء لصالح داعش، وتأكيده على أن المسلحين المنخرطين في داعش يتدربون في معسكر في غازي عنتاب ليتم الانتقال فيما بعد إلى سوريا والعراق للقتال هناك.
الوثائق.. تفضح دعم
ونقل التلفزيون عن علي رضا شيشمك، وهو نائب بالحزب الديمقراطي الاجتماعي الألماني عن مدينة هامبورج وتركي الأصل، أنه تم نقل العديد من المسلحين الجرحى من عناصر داعش من سوريا إلى المستشفيات التركية لتلقي العلاج، فضلا عن قيام تركيا بتوفير الدعم اللوجيستي لهذه المجموعات المسلحة، خاصة انه في ظل غياب أي رقابة على الحدود التركية مع سوريا يتم الانتقال إلى سوريا بسهولة في ظل انعدام التواجد الأمني على الحدود.
وتقرير التليفزيون الرسمي ليس الأول من نوعه؛ حيث كانت القناة الأولى الألمانية سبق وكشفت مؤخرًا أن داعش يمتلك مكتبا غير رسمي في مدينة اسطنبول بشمال غربي تركيا وتنظم من خلاله عمليات دعم وإمداد داعش في سوريا والعراق بالعناصر الأجنبية، والتأكد على أنه يوجد في منطقة فاتح باسطنبول مكتبًا غير رسمي يديره بعض الأتراك التابعين لداعش ويعمل على تسهيل انتقال المسلحين الأجانب القادمين إلى تركيا والراغبين في التوجه إلى سوريا والعراق للمشاركة ضمن صفوف التنظيم المسلح مقابل 400 دولار للفرد، والتأكيد على أن نحو 2000 شاب أوروبي انضموا إلى صفوف داعش خلال الأشهر الماضية وذلك بعد قدومهم إلى اسطنبول، ومنها إلى مدينة آنطاليا التركية المطلة على البحر المتوسط بحجة السياحة وهناك يتولى مسئولو المكتب مهمة نقلهم إلى داخل الحدود السورية والعراقية .
ديفيد فيليبس مدير
ديفيد فيليبس مدير برنامج بناء السلام والحقوق في معهد حقوق الإنسان
وفي دراسة بحثية بعنوان "الربيع الكردي"، أكد ديفيد فيليبس مدير برنامج بناء السلام والحقوق في معهد حقوق الإنسان التابع لجامعة كولومبيا في مدينة نيويورك أن تركيا قامت بتدريب مقاتلي تنظيم "داعش"، موضحا أن هناك ترتيبات شديدة الدقة داخل أماكن تدريب مقاتلي "داعش"، والاستعانة في ورقته ببعض التدريبات التي نُشِرَت في مقاطع فيديو على موقع خاص بترويج بروباجاندا التنظيم، والتأكيد على قوات الأمن التركية تستطيع إيقاف هذه الأمور إذا ما أرادت ذلك، والتأكيد على أن الأتراك الذين انضموا واندمجوا في تنظيم "داعش" سجلوا اجتماعاً جرى في منطقة عامة بإسطنبول وذلك بتاريخ الـ 28 من تموز الماضي، تسجيل الفيديو يظهر أعضاء من التنظيم وهم يصلون مجتمعين في منطقة (أومرلي) بإسطنبول، ورداً على الفيديو، قام نائب رئيس حزب الشعب الجمهوري (CHP) تانري كولو، باستجواب برلماني ضد وزير الداخلية الحالي، أفكان آلا، طارحاً عليه أسئلة مثل (هل هذه صحيح بأنه خُصصت مخيمات أو مؤسسات لمقاتلي تنظيم "داعش" داخل اسطنبول؟ ما هذه المؤسسات؟ من قام بصنعها؟ هل هي صحيحة الإشاعة التي مفادها بأنه نفس المنطقة الخاصة بالاجتماعات هي أيضاً تستعمل للتدريبات العسكرية؟)
ونقل أيضًا تحذير كمال كيليجدار أوغلو خلال أكتوبر الماضي، حزب العدالة والتنمية (AKP) الحاكم في تركيا، قائلاً بأنه يجب على الحكومة أن لا تدعم المجموعات الإرهابية بالمال والتدريبات، وأضاف كليجدار أوغلو موجهاً حديثه للحكومة "أنه خطأ كبير أن تقوموا بتسليح المجموعات وتدريبها على الأراضي التركية، أنتم تقومون بجلب المقاتلين الأجانب إلى تركيا وتملؤون جيوبهم بالأموال وتعطونهم الأسلحة ثم تطلبون منهم قتل المسلمين في سورية." ويكمل كمال حديثه "طلبنا منهم التوقف عن دعم التنظيم" لكن أحمد داوود أوغلو ينكر ويطلب الإثباتات والأدلة. 
"كل شخص يعرف بأنهم يدعمون تنظيم "داعش"، ووفقاً للاستخبارات الأردنية فإن تركيا دَرّبت مقاتلي تنظيم "داعش" للقيام بمهام خاصة. 
حازم الأمين
حازم الأمين
واتفق مع هذه الرؤية حازم الأمين في مقال بصحيفة "الحياة" اللندنية، في "إخلاص" تركيا في حربها على تنظيم "داعش"، بقصف المقاتلات التركية لمعسكرات تابعة لحزب العمال الكردستاني في شمال العراق، وقصف مواقع أخرى تابعة للتنظيم في سوريا، في الوقت الذي تغاضت فيه تركيا عن حقيقة توسع التنظيم داخل سوريا عبر حدودها، بالسماح للمقاتلين الأجانب بعبور الحدود التركية السورية بشكل سهل.
للمزيد عن علاقات "داعش" بالنظام التركي يمكن الرجوع للورقة البحثية التي أعدها موقع بوابة الحركات الإسلامية تحت عنوان "تركيا بين دعم الإرهاب والاكتواء منه".. اضغط هنا

شارك