الجزائر تواجه "الإرهاب" بتشييد جدار عازل على حدودها في ليبيا

الخميس 01/سبتمبر/2016 - 04:17 م
طباعة الجزائر تواجه الإرهاب
 
مع تمدد الجماعات الإرهابية وتوغلها في بلاد المغرب العربي، بدأت الجزائر في بناء جدار ترابي عازل على حدودها مع ليبيا، لـ"أسباب أمنية تهم حماية الأراضي الجزائرية من تسلّل المقاتلين الجهاديين"، وقد شرعت السلطات الجزائرية في أشغال بناء الجدار على الجانبين الحدوديين التونسي والليبي.

الجزائر تواجه الإرهاب
يأتي ذلك في وقت تسعي قوات الوفاق الوطني في ليبيا، إلى القضاء على التنظيم الإرهابي "داعش" في أكبر معاقله في البلاد مدينة "سرت"؛ ما أدى إلى تخوفات الجزائر من توغل عناصر التنظيم إلى أراضيها عقب طرده من ليبيا.
ويأتي هذا الجدار بعد بدء الجزائر في بناء جدار آخر على حدودها الغربية مع المغرب بأيامٍ قليلةٍ، لـ"حماية أراضيها من ظاهرة التهريب"، كما يأتي بعد حاجز ترابي أقامته تونس على حدودها مع ليبيا لـ"وقف تسلّل الإرهابيين" حسب إعلان رئيس الحكومة السابق الحبيب الصيد.
وسبق أن تناولت بوابة الحركات الإسلامية، نهاية العام الماضي، أن الجزائر بدأت تتخذ الحذر عن طريق إنشاء عازل ترابي على طول الشريط الحدودي مع تونس ينطلق من إقليم محافظة الوادي الجزائرية ليصل إلى حدود محافظة تطاوين بإقليم بلدية دوار الماء جنوب تونس، فضلًا عن استحداث أبراج مراقبة، على امتداد العازل الرملي، تسمح باستكشاف المنطقة بشكل مستمر وعلى مدار الساعة.
وتسعى الجزائر إلى منع تسلل الجماعات المتشددة والمهربين بأي مركبة؛ حيث أصبحت الحدود مع تونس مؤمّنة بالكامل، بعد التعزيزات العسكرية والإجراءات الوقائية المعتمدة للتغلب على العجز البشري، إضافةً إلى استحداث ثكنات متنقلة، وقواعد جوية بأقصى الجنوب بإقليم محافظة إليزي.
ومن المعروف أن حدود الدول المغاربية تشهد مراقبة أمنية كبيرة بسبب انتشار الجريمة المنظمة وتسللّ المقاتلين الجهاديين فضلًا عن ظاهرة الهجرة غير القانونية، كما تعرف الدول ذاتها بعض التوتر من حين لآخر؛ بسبب قضايا حدودية.
ووفق المصدر فإن هذا الجدار يصل طوله إلى ثلاثة أمتار ويعلوه ستار شائك على خندق يصب عمقه إلى 3 متر، ويمتد هذا الجدار على مسافة تتجاوز 350 كلم، وسيسد الجدار جلّ الحدود مع ليبيا انطلاقًا من ولاية إليزي إلى غاية النقطة الثلاثية بين الجزائر وتونس وليبيا، بينما لم يوضح المصدر طول الجدار على الحدود التونسية.
 وكما ذكرت أيضًا بوابة الحركات الإسلامية أنه وفق مراقبين يُنتظر أن يكون للقرار الجزائري تداعيات كبرى لا يعرف مدى تأثيرها على الولايات الحدودية من الجانبين؛ حيث تعيش آلاف العائلات على عمليات تهريب البنزين والمواد الغذائية بمختلف أنواعها، والحديد، والإسمنت، وغيره.
وفي ظل الحالة الفوضوية التي تشهدها ليبيا الآن من انتشار وتمدد تنظيم داعش الإرهابي، وعدم التمكن من القضاء عليه تمامًا، جاءت تعزيزات الجزائر بعد تمكن تنظيم داعش من السيطرة على عدد من المدن والمناطق المحورية في ليبيا ومشاركة العديد من المقاتلين التونسيين المنضوين تحت لواء كتائب منشقة عن القاعدة ضمن صفوف التنظيم المتشدد.
وتعتبر كتيبة عقبة بن نافع من أهم الكتائب التي تربطها علاقات وثيقة بالجماعات المسلحة المتطرفة في الجزائر وتتلقى دعمًا كبيرًا منها لتنفيذ عمليات إرهابية ضد وحدات الأمن والجيش.

الجزائر تواجه الإرهاب
وتشرف وزارة الدفاع الجزائرية على إنجاز هذا المشروع الذي تواجهه صعوبات في الإنجاز بسبب صعوبة التضاريس في بعض المناطق كما عليه الحال في منطقة جانت"، يقول المصدر، مشيرًا إلى أن الوزارة ترغب في الحد من "تسلل الجماعات الإرهابية والحد من تدفق كميات السلاح المتأتية من الحدود".
 وتواجه قوات الأمن الجزائرية منذ تسعينيات القرن الماضي، جماعات معارضة للنظام توصف بـ"الجهادية"، يتقدمها حاليًّا تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي تأسس عام 2007 على أنقاض الجماعة السلفية للدعوة والقتال، لكن نطاق نشاط هذه الجماعات انحصر خلال السنوات الأخيرة، في مناطق جبلية شمالي البلاد، وفي مواقع بعيدة عن المدن، فضلا عن أن بعضها نقل تحركاته إلى مناطق شمالي مالي.
وفي وقت سابق نشر الجيش الجزائري نحو 25 ألف جندي على الحدود الشرقية مع تونس، مباشرة بعد العملية الإرهابية الكبري التي وقعت في مدينة سوسة التونسية العام الماضي، وذلك ضمن سلسلة إجراءات أمنية اتخذتها القيادة الجزائرية استباقاً لأي عملية إرهابية أخرى.
جدير بالذكر أن تخوفات دولتي تونس والجزائر، جعلتهما يكثفان من اتخاذ الحذر الأمني، وبالأخص في المرحلة الأخيرة عقب تصاعد التهديدات الإرهابية في ليبيا.
وتسعى دول المغرب العربي إلى حماية أراضيها من توغل العناصر الإرهابية، وبالأخص عقب تزايد انضمام الشباب إلى تنظيم داعش الإرهابي؛ ما أدى إلى تخوفات الجزائر من مخاطر التنظيم الإجرامي ومواجهته بكافة الطرق.

شارك