"السراج وحفتر" العائق الأكبر أمام تنامي الدور الفرنسي في ليبيا

السبت 03/سبتمبر/2016 - 01:21 م
طباعة السراج وحفتر العائق
 
بالرغم من حالة التوتر التي تشهدها العلاقات الفرنسية مع حكومة الوفاق الوطني الليبية، وبالأخص عقب وقوف فرنسا بجانب الحكومة الليبية في طبرق والموالية لجيش خليفة حفتر- بدأت فرنسا تسعى لتقارب وجهات النظر بين الحكومتين؛ حيث حث وزير الخارجية الفرنسي، جون مارك إيرو، رئيسَ حكومة الوفاق الليبية فايز السراج، على "إيجاد تسوية مع البرلمان المنعقد في طبرق، شرقي البلاد، والجنرال خليفة حفتر؛ من أجل القضاء على تنظيم داعش الإرهابي.
السراج وحفتر العائق
ويرفض حفتر الاعتراف بحكومة الوفاق الوطني الليبية، التي تعمل في طرابلس، والتي تحظى في الوقت نفسه بدعم فرنسا وعدة دول غربية.
وتعترف فرنسا والدول الكبرى بشرعية حكومة الوفاق الوطني في طرابلس، لكنها في نفس الوقت تساند القوات الموالية لحكومة موازية تتخذ من شرق ليبيا مقرًّا لها، وترفض تسليم السلطة إلى حكومة الوفاق.
وتخوض هذه القوات بقيادة الفريق أول خليفة حفتر منذ أكثر من عامين معارك يومية في مدينة بنغازي ألف كلم شرق طرابلس ضد جماعات مسلحة معارضة بينها تنظيمات متطرفة، على رأسها تنظيم الدولة "داعش".
وتقاتل قوات حكومة الوفاق بإسناد جوي أمريكي، مسلحي داعش في سرت الواقعة على بعد 450 كلم شرق العاصمة طرابلس.
وقال "إيرو" خلال خطاب ألقاه مساء أمس الجمعة 2 سبتمبر 2016، أمام عدد من السفراء الفرنسيين، بمقر وزارته: إن "الخطر الإرهابي في ليبيا وانتشار السلاح، يمثلان تحدياً عاجلاً لبلادنا، وإنه رغم الشكوك فقد نجح السراج في تشكيل حكومة وفاق وطني"، موضحًا أن القضاء على "داعش"، يقتضي كذلك من حكومة الوفاق، السيطرة على كل المؤسسات البلاد وكامل التراب الليبي. 
وأكد "إيرو" أن بلاده مستعدة لدعم جهود السراج وحكومته، لا سيما بالتعاون مع القوى الإقليمية الكبرى، وفي مقدمتها مصر.
وفي وقت سابق طالب السراج، باريس بتقديم توضيح رسمي بشأن تواجدها العسكري في شرق ليبيا، مؤكدًا رفض حكومته وإدانتها لهذا التواجد الذي اعتبره "تجاوزا للأعراف الدولية"، وأضاف البيان أن السراج "استدعى" السفير الفرنسي لدى ليبيا أنطوان سيفان المقيم في تونس والتقى به على هامش القمة العربية في نواكشوط ليبلغه احتجاج بلاده الرسمي على التواجد الفرنسي في المنطقة الشرقية.
السراج وحفتر العائق
واتهمت آنذاك حكومة الوفاق الوطني الليبية، فرنسا بـ"انتهاك" أراضيها، بعد إعلان باريس وجود قوة لها في ليبيا ومقتل ثلاثة من عناصرها إثر سقوط مروحية خلال عملية استطلاع.
وشهدت العلاقات بين فرنسا وحكومة "فايز السراج" منذ ذلك الوقت توترًا، إثر اعتراف فرنسا بتواجد قوات عسكرية لها في بنغازي تقاتل إلى جانب القوات الموالية لحفتر قائد القوات الموالية لمجلس نواب طبرق.
وكانت اعترفت باريس للمرة الأولى في يوليو الماضي، بوجود قوات خاصة لها على الأراضي الليبية، علمًا بأن الحديث عن الوجود العسكري الفرنسي جاء بعد أن نشرت غرفة عمليات تحرير مدينة إجدابيا صورًا لأجزاء من حطام طائرة تابعة لحفتر أسقطت على يد مقاتلي سرايا الدفاع عن بنغازي وأعلنت أن اثنين من قتلى طاقم الطائرة الأربعة بدت ملامحهما أجنبية.
ووفقًا لمعلومات فإن القوات الأجنبية الموجودة في بنغازي ربما تكون متمركزةً بقاعدة بنينا الجوية جنوب المدينة.
وفي 20 يوليو الماضي أعلن الرئيس فرنسوا هولاند، مقتل 3 جنود فرنسيين كانوا يقومون بعمليات استخباراتية في تحطّم مروحيتهم في بنغازي شرقي ليبيا، فيما اعتبر إعلان الرئيس الفرنسي بوجود قوات فرنسية في ليبيا، أول تصريح رسمي لباريس، بوجود قوات لها هناك، وهو الأمر الذي أكده في اليوم ذاته، المتحدث الرسمي باسم الحكومة الفرنسية، بشأن وجود قوات خاصة لبلاده في ليبيا.
وسبق أن نشرت صحيفة "لوموند" في 24 فبراير الماضي، تقريرًا يفيد بوجود قوات خاصة فرنسية في الشرق الليبي، تقوم بعمليات سرية، مما استدعى قيام وزارة الدفاع الفرنسية بفتح تحقيق على خلفية شبهة إفشاء أسرار عسكرية.

شارك